سياحة و سفر

رحلة “خيالية” لاكتشاف أقدم جمهورية في العالم

التاج الإخباري – على الحدود بين إقليمي ماركي وإميليا رومانيا بوسط إيطاليا، تقع سان مارينو، أقدم جمهورية في العالم، والتي تعد أيضا ثالث أصغر دولة في أوروبا بعد إمارة موناكو ومدينة الفاتيكان. توجد سان مارينو في موقع استثنائي على الجانب الشرقي من جبال الأبينيني بسلسلة من الشوارع الضيقة المليئة بالمتاجر الحرفية الرائعة والأبراج المطلة على جبل تيتانو المهيب والزي الرسمي لحراسها عند المدخل باللونين الأزرق الداكن والبرتقالي وسيوف الفرسان والقبعات المصقولة بالريش، حيث لا تزال تشعر فيها بأجواء ملكية خاصة.

على مساحة 61 كيلومترا مربعا فقط، تقع جمهورية سان مارينو في تسعة مواقع أو بلديات تسمى “القلاع”، هي سان مارينو، أكوافيفا، بورجو ماجوري، كيزانوفا، دومانيانو، فايتانو، فيورنتينو، مونتيجاردينو، وسيرافالي، المنطقة التي يعد مركزها التاريخي وجبل تيتانو جزءا من مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو منذ عام 2008.

تقول الأسطورة إن سان مارينو هي أقدم دولة ذات سيادة وجمهورية دستورية في العالم، حيث أنها استمرار للمجتمع الرهباني المدني الذي تأسس في 3 سبتمبر/أيلول 301 على يد الحجار مارينوس، حسب موقع “siviaggia” الإيطالي. يبلغ عدد سكان سان مارينو أكثر من 32 ألف نسمة، الجمهورية التي يعتمد اقتصادها على السياحة والصناعات المصرفية والمنسوجات والخزف والأسمنت والنبيذ.

جمهورية سان مارينو هي الوجهة المثالية لأولئك الذين يحبون المشي بين العجائب التي أنشأتها الطبيعة الأم، والقيام بالعديد من الرحلات الاستكشافية في الكهوف والأنفاق والصهاريج والأقبية التي تخفيها المدينة القديمة، الواقعة بانسجام بين الأساطير الشعبية والألغاز وحطام التاريخ الخالد.

توفر سان مارينو فرصة رائعة لمحبي جولات ركوب الدراجات على طول المسارات الخلابة المغمورة بين مزارع الكروم.

لمحبي الأدرينالين والمغامرات لا يمكنهم التخلي عن إثارة الطيران الشراعي، حيث أصبحت جمهورية سان مارينو في الأعوام الأخيرة الوجهة بامتياز لجميع عشاق هذا النشاط المغامر، التجربة المثيرة التي تمنح صاحبها فرصة لاكتشاف الجدار الصخري لجبل تيتانو والمشهد البانورامي الخلاب لقمم جبال الأبينيني والبحر البلوري المحيط. أما للمهتمين بالفن والمعمار والتاريخ، فسان مارينو تعد وجهة مثالية لهم نظرا لاحتوائها على كنوز من الآثار المعمارية القديمة، من أبرزها الأبراج الـ3 التي تعود للقرون الوسطى، جوايتا Guaita وشيستا Cesta ومونتالى Montale ، التي تعد رمزا للمدينة وتبرز على الأحجار الصخرية لجبل تيتانو.

كما تحتوي أيضا على بورتا سان فرانشيسكو Porta San Francesco نقطة حراسة قديمة، بُنيت عام 1361 وكنيسة كابوتشيني Chiesa dei Cappuccini الموجودة منذ القرن الـ16 ومتحف الدولة il Museo di Stato مع أكثر من 5 آلاف قطعة تاريخية وفنية تتعلق بتاريخ وأسطورة سان مارينو.

المبنى العام Palazzo Pubblico أو القصر الحكومي الذي بني بين عامي 1884 و1894 المطل على ساحة الحرية Piazza della Libertà والذي يعد مقرا للهيئات المؤسسية والإدارية الرئيسية، والمكان الذي تقام فيه الاحتفالات الرسمية للجمهورية، وغيرها من الآثار العتيقة التي تملأ أراضيها.

من بين التجارب الممتعة للغاية التي تقدمها جمهورية سان مارينو، أخذ التلفريك للوصول إلى المركز التاريخي والاستمتاع بالمناظر البانورامية الفريدة التي تحتضن أكثر من 200 كيلومتر من ساحل البحر الأدرياتيكي.

الوصول إلى جمهورية سان مارينو يعني تخصيص وقت للتسوق لأنها دولة خالية من الضرائب، حيث تكون أسعار المشتريات أرخص بكثير من بقية إيطاليا والاختيار واسع للغاية بين منافذ البيع ومراكز التسوق ومتاجر الملابس المنتشرة بين الـ9 قلاع، كل ذلك إلى جانب الاستمتاع بشراء هدايا تذكارية من العصور الوسطى للمدينة.

سان مارينو ليست فنا فقط، بل مطبخا أيضا، ففن الطهي في هذه الدولة الصغيرة له العديد من النقاط المشتركة مع الأطباق النموذجية لأقاليم إميليا رومانيا وماركى، والتي تغيرت بمرور الوقت، حتى أصبحت رمزا حقيقيا لتقاليد سان مارينو.

من أبرز أطباق أقدم جمهورية في العالم، مكرونة ستروزابريتي النموذجية لمطبخ سان مارينو والمحضرة بالدقيق والماء والملح وتطهى بصلصة اللحم والجبن. أما حلويات سان مارينو، فمن أبرزها وأشهاها كعكة تيتانو Torta Titano المعدة من طبقتين من المعجنات المصنوعة من اللوز المر والحلويات والفول السوداني والبيض والعسل، ثم تُضاف حشوة من الشوكولاتة إلى الرقائق ثم تزين بالمارينج والشوكولاتة الداكنة.

المصدر : وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى