سياحة و سفر

السدود تساهم في تآكل شواطئ المغرب

التاج الإخباري -كشف باحثون مؤخرا أن السدود في منطقة المغرب العربي تساهم بشكل كبير في تدهور السواحل بمنع كميات هائلة من الرواسب من الوصول إلى البحر.

تؤثر هذه المنشآت المائية الحيوية كذلك على نوعية الرواسب مما يحرم الشواطئ من الرمال لعقود طويلة ويفاقم تآكلها المستمر بسبب ارتفاع مستوى البحار.

وجد الباحثون أن السدود المشيدة على نهر مجردة الذي يصب في خليج تونس على سبيل المثال، قد منعت الرمال كليا من الوصول إلى السواحل طوال العقود الأربعة الماضية، كما احتفظت بحوالي نصف الرواسب بجميع أنواعها.

لضمان إمدادات المياه لسكانها ودفع عجلة الاقتصاد، أطلقت البلدان المغاربية منذ الستينيات برامج واسعة لبناء السدود. وقدرت دراسات سابقة عدد السدود والبحيرات الجبلية الكبيرة في المنطقة بحوالي 650، تبلغ سعتها الإجمالية لتخزين المياه حوالي 28 مليار متر مكعب اليوم. وحسب بيان نشر مؤخرا على موقع المركز الوطني الفرنسي للبحوث (CNRS)، فإن “هذه المنشآت ولئن ساهمت في توفير نسبة مهمة من حاجيات المنطقة من الماء، فإنها تمنع الرواسب من الوصول إلى السواحل”.

كتب البيان كل من “جيل ماهي” من جامعة مونبلييه (Université de Montpellier) الفرنسية وعلا العمروني من المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار جامعة قرطاج بتونس و”لوران ديزيلو” من جامعة كان (Université de Caen) الفرنسية.

لخص البيان نتائج شراكة بحثية بين الجانبين التونسي والفرنسي في إطار برنامج الدراسة المتكاملة للبحر المتوسط إقليميا ومحليا “ميسترال” (MISTRALS).

يبدو أن اختيار الإدارة طويلة الأجل لموارد المياه من خلال تخزين الجريان السطحي في السدود له عواقب بيئية سلبية رغم أن توفير المياه ضروري للتنمية الاجتماعية والاقتصادية كما يذكر البيان.

لذا يتعين إيجاد حل عاجل لإطلاق الرواسب نحو البحر، من أجل إبطاء التآكل الساحلي والحفاظ على التنوع البيولوجي الساحلي.

ترى الدكتورة علا العمروني أن الحل يكمن في التغذية الصناعية للشواطئ بكميات الرمال والرواسب العالقة في السدود والتي تحد من قدرتها على تخزين الماء مع مرور الزمن، وهو ما يمكّن من إصابة عصفورين بحجر واحد.(الجزيرة)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى