تكنولوجيا

صراع فايروس كورونا والتكنولوجيا

(التاج الإخباري)

أخذ فيروس كورونا العالم بغتة من دون أن يتنبه له أحد، ورغم التقدم العلمي الكبير الذي حققته البشرية حتى الآن، فإن العلماء يعملون منذ سنوات على تطوير خوارزميات وتقنيات للذكاء الاصطناعي تساعد مسبقا في التنبؤ بالكوارث الطبيعية، والفيضانات وتغيرات الطقس والأوبئة لتجنب آثارها المحتملة.

إستطاع الذكاء الاصطناعي تحليل كم هائل من البيانات بسرعة ودقة، وإيجاد الفوارق المتشابهة بينها، وهو ما مكّن العلماء من التنبؤ بالكوارث الطبيعية المحتملة، من خلال تحليل المعلومات السابقة والفوارق الزمنية بينها، وما يتشابه من عوارض تظهر قبلها.

تنبأ نظام يدعى “هلث ماب” -التابع لمستشفى بوسطن للأطفال- قبل بداية العام الجاري بيومين بمرض رئوي مجهول في مقاطعة ووهان الصينية، وتكرر التحذير من قبل أنظمة أخرى تتبع شركة كندية وأخرى أميركية، إلا أن المسؤولين على هذه الأنظمة لم يأخذوا التحذيرات على محمل الجد.

يرجع البعض عدم الأخذ بهذه التحذيرات لعدم دقته في الرصد أو لأخذها بعض البيانات من الشبكات الاجتماعية ومواقع الأخبار الرسمية، وتزداد صعوبة تحليل البيانات كلما زادت الأخبار أو المواد المنشورة على منصات التواصل. كما أن من الصعوبات التي تواجه أنظمة الذكاء الاصطناعي أن بيانات المستشفيات لا تسمح بالكشف المبكر عن الأوبئة، بالإضافة إلى القوانين التي تحد من التعاملات وتحمي خصوصية المرضى.

لا يعني أن التقنيات المتطورة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي قاصرة على مساعدتنا في الأوبئة الآنية، ولا يعني أنها لن تفيد في مكافحة فيروس كورونا والوصول إلى العقاقير المناسبة له.

أسهمت التكنولوجيا في تمكين العلماء في كوريا الجنوبية من تطوير أجهزة لفحص الحالات المشتبه بها قبل ظهور أول إصابة بكورونا في البلاد، وهو ما مكنهم من فحص نصف مليون مواطن خلال ستة أسابيع فقط، كما عملت شركات الاتصال في كوريا الجنوبية، وباستخدام الذكاء الاصطناعي، على تحليل بيانات الأقمار الصناعية وكاميرات المراقبة لمراقبة حركات الجموع وقياس درجات حرارتهم، ورسم خرائط لخطوط انتشار الفيروس فيما بينهم، وتحذير المواطنين من التوجه إليها.

الصين وباستخدام تحليل الذكاء الاصطناعي للبيانات، استطاع الأطباء الوصول إلى التسلسل الجيني للفيروس خلال شهر واحد، في حين استغرقت الصين عدة أشهر للكشف عن فيروس سارس عام 2003، كما يفيد استخدام الذكاء الاصطناعي في تخفيف الأعباء على الفرق الصحية في الوقت الحالي، خاصة مع التسارع المتزايد في أعداد الإصابات، أو مع من يخضعون للحجر الصحي في بيوتهم.

الجزيرة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى