مقالات

الحرب الاعلامية

التاج الإخباري – فاطمة معمر القريوتي

بينما تدور رحى المعركة بين روسيا و اوكرانيا على الارض بإستخدام جميع الأسلحة المتوفرة لكل طرف ،

تبدأ المعارك الاعلامية بين الأطراف ، و بين مؤيدين و معارضين كل طرف في شتى مناطق العالم ، مستخدمين جميع الوسائل و الاساليب الصحيحة و المضللة من اجل تحقيق الأهداف،
و سنسلط الضوء على الاعلام الموجه لمنطقتنا العربية و المعركة الاعلامية التي تدور بين مؤيدين كل طرف من اجل الحصول على التأييد الأكبر لذلك الطرف مقابل تشويه صورة الطرف الآخر…

يركز الاعلام الموجه عادة على التأثير على وعي المتلقي من اجل إستخراج الموقف المطلوب ،
فقد يستخدم طريقة كي الوعي و هو نوع من المحو الكاسح للوعي وغسل الدماغ التي من خلالها يتم العمل على تغيير الأفكار و المعتقدات من خلال المبالغة في تثبيت قوة الطرف المعني مقابل الطرف الآخر و ان الامر محسوم لصالح هذا الطرف من اجل قتل معنويات الطرف الآخر و انه من الأفضل الاستسلام و التسليم للطرف الأقوى…

و هذا ما تم استخدامه قبل بدء الحرب و لا زال من خلال حتمية حسم المعركة لصالح روسيا في وقت قصير و دون عناء يذكر …
و هنالك اسلوب ما يسمى بإحتواء الوعي و هو شكل من أشكال تغيير الوعي يقوم على تشويش الوعي للتخفيف من قناعاته ،
فأحيانا يحاول زرع شكل من أشكال تساوي الادلة في وعي المتلقي الامر الذي من شأنه فصل الوعي عن الموقف ؛ و الوعي اذا داخله التباس تراخى في الموقف ( و مثال على ذلك في مقابل ان أوكرانيا بلد معتدى عليه يكون هنالك ترويج ان رئيس اوكرانيا من أصل يهودي و ان اوكرانيا كانت احد الأطراف التي دخلت في حرب العراق ) … فهل نتعاطف مع بلد معتدى عليه ام نتشفى في بلد يرأسه يهودي و بلد حارب ضد العراق ؟!…..

و من طرق احتواء الوعي ، نشر و ترويج جميع ايجابيات احد الأطراف و التغاضي عمدا عن اية سلبيات يمكنها التأثير على الوعي ، أو نشر الجوانب الأكثر سلبية لأحد الأطراف و اخفاء اي مكرمة لهذا الطرف …

مثال: “روسيا هي الدولة الوحيدة التي تستطيع ان تقف في وجه امريكا و الغرب و رئيسها رجل حر يتحدى امريكا و الغرب ، و لذلك وقف المسلمون الشيشان معه و…..” ،
مثال مناقض( روسيا دولة شيوعية و قتلت الشعب السوري و هي تتحالف مع الاحزاب الشيعية و العلوية في وجه الاحزاب السنية ) ……
في المقابل : “أوكرانيا بلد معتدى عليه و هو ضحية صراع الإقطاب و لذلك وقفت معه تركيا و تدعمه بطائرات البيراقدار ( محاولة كسب تعاطف مؤيدين تركيا و رئيسها ) و….” .

الحرب الاعلامية لا تقل شدتها عن الحرب العسكرية و يباح فيها استخدام الخدعة و التضليل و الاسلحة المحرمة اخلاقيا ،
و من يسيطر على الاعلام يسيطر على العقول …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى