أخبار الأردنإقتصاداهم الاخبارتقارير التاجخبر عاجل

الخصاونة لـ”التاج”: اللوم الأكبر يقع على الحكومة ثم المزارعين في زراعة الحبوب

التاج الإخباري – فرح منقار

قال المستشار الزراعي والباحث في الأمن الغذائي عمران الخصاونة إن ضعف الجدوى الاقتصادية في زراعة المحاصيل الاستراتيجية كالحبوب وارتفاع تكاليف إنتاجها مثل أسعار البذور والعمالة والأسمدة وغيرها أدت لعزوف المزارعين عن زراعتها.

وكشف عبر تصريحات صحفية لـ"التاج الإخباري"، عن سبباً عابراً للأجيال يتمثل في تفتت الملكيات الزراعية، "قبل جيلين كان الفرد الواحد يمتلك 100 دونم أما الآن أصبح لديه أقل من 5 دونمات مما لا يدفعه لزراعتها".

وبدوره طرح على الحكومة عدة اقتراحات لحل تلك المشكلات منها أن تُغير الحكومة نظرتها للقطاع الزراعي من نظرة إقتصادية إلى وطنية، وأن تساعد المزارعين في دعم مدخلات الإنتاج، وأن تعمل على استثمار الأراضي الأميرية المملوكة للدولة عبر زراعتها بالمحاصيل الإستراتيجية البعلية في المناطق التي يبلغ متوسط الأمطار فيها 150مم وأكثر، بالإضافة للاستفادة من جميع إمكانيات مؤسسات الدولة مثل القوات المسلحة الأردنية. 

وتابع الخصاونة: "لذلك أُلقي اللوم الأكبر على الحكومة، والأصغر على المزارعين؛ لأنهم يتبعون الطرق التقليدية في عمليات الزراعة ولا يستخدمون التكنولوجيا الزراعية المتطورة التي تخفف من استهلاك المياه وتزيد الإنتاجية." 

العالم والأردن سيواجهان أزمات غذائية وجوع عالمية

الخصاونة أوضح في حديثه الفرق بين مصطلح "الاكتفاء الذاتي" و"الأمن الغذائي"، إذ يعني الأول مقدرة الدولة على إنتاج حاجتها كاملة من المحاصيل، معتبراً أنه أمراً صعباً على المملكة كون معظم أراضيها صحراوية وتعاني من الجفاف.

وأضاف، أما الثاني يعني توفر السلعة على مدار العام سواء بالإنتاج المحلي أو بالاستيراد، مبيناً أن الأردن يعمل بكل طاقاته وإمكانياته على رفع إنتاجه من القمح كمحصول استراتيجي للوصول إلى نسب مرضية.

"نحن اليوم لا ننتج سوى 3% من حاجتنا من القمح، وهو أمر مقلق للغاية خاصةً مع ما يعيشه العالم من أزمات ومصاعب". وفق الخصاونة. 

ومن جانب آخر، أكد أن الشراكة الأردنية المصرية الإماراتية ستحدث فرقاً كبيراً على الأمن الغذائي المحلي كاملاً دون أن يقتصر على مخزون القمح فقط.
 
واستذكر كلام جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين في القمة التي جمعته قبل عامين مع الرئيس المصري ورئيس الوزراء العراقي عندما قال إن "أكبر تحدٍ سيواجه العالم هو تحدي الغذاء وأن الأردن يستطيع أن يكون مركزاً إقليمياً للغذاء في المنطقة تبعاً لموقعه الجغرافي ولعدة عوامل أخرى."

وقيّم الخصاونة وضع الأمن الغذائي في المحلي بـ"الجيد"، مستشهداً بتقارير منظمة الزراعة والغذاء "الفاو" التي صنفت الأردن في المرتبة 63 عالمياً من أصل 131 دولة، مشيراً إلى أنه تصنيف متوسط. 

وفي سياق آخر، لفت إلى أن "العالم والأردن سيواجهان أزمات غذائية وجوع عالمية شديدة جراء ما أسماه بـ (ثالوث الجوع) المتمثل في التغير المناخي الذي سبب موجات جفاف وفياضانات في العديد من أنحاء العالم وفي إفريقيا مؤخراً، بالإضافة للأزمات الاقتصادية التي خلفتها جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية.

وبيّن أن الأزمات والحروب تساهم في قطع سلاسل التوريد العالمية، خاصة أن روسيا وأوكرانيا يعتبران من أكبر مصدري الحبوب في العالم.

المقبل أصعب

وأوضح أن أسعار الحبوب ارتفعت إلى ثلاث أضعاف مما كانت عليه منذ بدء الأزمة في أوكرانيا، متوقعاً أن تواصل الارتفاع بعد قطع سلاسل التوريد العالمية وارتفاع تكاليف الشحن، معتبراً أن المقبل أصعب. بحسب الخصاونة.

ومن الجدير بالذكر أن الدول الكبرى المصدرة للحبوب تحظر تصديرها للاحتفاظ بإنتاجها نحو التخزين المحلي؛ خوفاً وتحسباً من مجاعة مقبلة، وكما أعلنت الهند عن حظر تصدير القمح بعد أن تعهدت بإطعام جياع العالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى