التاج الإخباري – مع اقتراب موعد مباراة كرة القدم بين فرنسا وإسرائيل ضمن دوري الأمم الأوروبية، تزداد المخاوف من إمكانية تكرار الأحداث الأمنية التي شهدتها أمستردام.
وفي أجواء مشحونة واستعدادات أمنية مكثفة، وصل المنتخب الإسرائيلي إلى فرنسا ليخوض مباراة “عالية الخطورة”، المقررة الخميس المقبل 14 نوفمبر، ضمن دوري الأمم الأوروبية.
وحظي الفريق بتأمين شديد وسط إجراءات أمنية استثنائية تشمل المراقبة المستمرة وإلغاء المؤتمرات الصحفية، في ظل اهتمام كبير من السلطات الفرنسية بتوفير أعلى درجات الحماية للحدث الرياضي غير العادي.
ولم تدخر السلطات الفرنسية أي جهد في تأمين الفريق الإسرائيلي، إذ تم تخصيص قوة أمنية ضخمة لمرافقته خلال تدريباته وإلى مكان إقامته.
وقد أُحيط مكان إقامة الفريق بسرية تامة، كما أُلغيت الندوة الصحفية التي كان من المفترض أن يحضرها المدرب واللاعبون، في خطوة تهدف إلى تجنب أي توتر أو تعرض لاحتجاجات غير متوقعة.
وقال خبير شؤون الأمن الداخلي في “معهد الدراسات السياسية بباريس”، أوليفييه رينود، لـ”إرم نيوز”، إن “حساسية المباراة لا تتعلق فقط بالوضع الأمني التقليدي، بل ترتبط بتداعيات سياسية أكبر، خاصة مع تزايد التوترات في الشرق الأوسط، ما يجعل الاستعدادات الأمنية الحالية ضرورة لضمان عدم تأثير أي حادث عرضي على العلاقات الفرنسية الخارجية”.
وأضاف رينود أن فرنسا تسعى جاهدة للحفاظ على صورة الحياد والالتزام بالسلام والأمن في مثل هذه الأحداث الحساسة.
ومن جهته، وصف تييري دوبون، خبير العلاقات الدولية بمعهد “المركز الفرنسي للدراسات الإستراتيجية”، أن “فرنسا أمام تحدٍ كبير بين تحقيق أمن المباراة والحفاظ على حيادها في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني”.
وأشار دوبون إلى أن الإجراءات الأمنية المكثفة قد تؤدي إلى إثارة الانتقادات من بعض الجهات التي ترى فيها تقييدًا لحرية التعبير، وهو أمر حساس في دولة مثل فرنسا.
وشارك المنتخب الإسرائيلي في تدريباته الجماعية، أمس الثلاثاء، في منطقة “فال دواز” بفرنسا، إذ اتخذت السلطات الفرنسية تدابير أمنية صارمة لحماية الفريق، ووضعت جميع الترتيبات اللازمة لضمان سير التدريبات بسلاسة.
وتأتي هذه التدريبات تحضيرًا للمباراة المرتقبة، يوم غد الخميس، التي تجمع بين فرنسا وإسرائيل في “ستاد دو فرانس” ضمن الجولة الخامسة من دوري الأمم الأوروبية.
وصنّف لوران نونيز، محافظ شرطة باريس، المباراة على أنها “عالية المخاطر”؛ بسبب الأوضاع الجيوسياسية المتوترة، واستقرت بعثة الفريق الإسرائيلي في فندق بمنطقة باريسية غير معلنة، وسط تدابير أمنية مشددة تضمن سريتها.
ورافقت صحيفة “لو باريزيان” المنتخب الإسرائيلي في تدريباته، ولكن مُنع الصحفيون من تحديد موقع التدريب أو توثيق أي لحظة منه بالصور أو الفيديو.
وشهدت المنطقة انتشارًا لعدد من سيارات الشرطة وعناصر الأمن الذين رافقوا حافلة اللاعبين وصولًا إلى ملعب التدريبات، بينما حلّقت مروحية لمراقبة الملعب وضمان السيطرة الأمنية الكاملة.