أخبار الأردناهم الاخبار

مؤثرين يمارسون العمل الصحفي بلا معرفة أو حقّ.. ومطالبات بمحاسبتهم

مؤثرو مواقع التواصل الاجتماعي يتقمصون دور العمل الصحفي

التاج الإخباري – نعمة العلاونة 

باتت صفحات من يدعون أنهم مؤثرون على مواقع التواصل الاجتماعي وسيلة يتابعها البعض للحصول على الأخبار مستبدلينهم عن المؤسسات الإعلامية والصحفية. 

 الصحفي لم يعد هو المصدر الوحيد الذي يعتمد عليه الجمهور في تلقيه للمعلومات، حيث بدأ المؤثر والناشط بمحاولة القيام بدور الصحفي على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال الكتابة ونقل الأخبار بكل ثقة وجرأة دون معرفة مسبقة بقواعد الكتابة الصحفية والإحاطة بأدبياتها وأخلاقياتها.

المؤثرون يحاولونَ سلب الصحفيين مكانتهم المجتمعية

عضو نقابة الصحفيين والخبير الصحفي خالد القضاة قال إنّه لا يمكن للمؤثرين أن يحلو مكان الصحفيين؛ لأن الصحافة مهنة مبنية على أسس يقوم بها أشخاص مؤهلين يعملون في مؤسسات لها سياسات تحريرية متنوعة ومتباينة تغطي جوانب الأخبار جميعها. 

وأضاف القضاة أن ما يطلق عليهم مؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي يدّعون أنهم يقومون بعمل صحفي من وجهة نظرهم لكنهم لا يلتزمون بأي معايير مهنية، ولا تعتبر شبكات التواصل الاجتماعي وسيلة إعلامية بحد ذاتها بل هي وسيلة لنقل المعلومات للصحافيين والمؤثرين الذين يضعون محتوى لنفسهم على هذه الشبكات.

من جانبها قالت المؤثرة صاحبة المحتوى الإعلامي على منصة تيك توك أريج الزعبي – يتابعها ما يقارب مليون متابع – إنها تستطيع أن تلعب دور الصحفي في نقل الأخبار وتداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بها؛ لأن المؤثر بتأثيره على المجتمع يعتبر وفق رأيها صحفي ناقل للحدث لإنه يتمتع بعدد جمهور أكبر من جمهور الصحفي.

وبينت الزعبي أنها لا تتداول الأخبار على صفحتها دون التأكد من مصداقيتها، وتعتمد على المصادر الرسمية في الحصول على المعلومات. 

خالد القضاة عاد وأكد أنَّه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتم استبدال الصحفيين بالمؤثرين أو مواقع التواصل الاجتماعي بالمؤسسات الإعلامية، مشيراً أن "الدول لا تعبر أزماتها ولا يمكن أن توصل دورها ولا تستطيع أن تدافع عن ثوابتها ولا يمكن لأصحاب الحقوق أن يحصلوا على حقوقهم من خلال الاعتماد على مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي".

وأوضح أن الصحفي لم يعد هو المصدر الموثوق بالنسبة للجمهور في نقل المعلومات بينما لعب الناشطون دور الصحفي  في تداول ونشر الأخبار، مبيناً أن المؤسسات الإعلامية قامت بوضع محتوياتها ومنتجاتها على مواقع  التواصل الاجتماعي فهي بذلك تكون قد تنازلت عن فكرية هذا المنتج الإعلامي الذي قدم له جهد ودفعت مقابله أجرة لصالح شبكات التواصل الاجتماعي وهذا ما زادها قوة وانتشاراً. 

وأوصى القضاة الحكومة بمنح الصحفي المساحة لتمرير الأخبار أولاً إلى المؤسسات الإعلامية بالتوقيت الصحيح من الشخص المسؤول حتى يستطيع الأشخاص أو المؤسسات القيام بدورهم على أكمل وجه.

الطالب في كلية الإعلام بجامعة اليرموك محمد الصراوي قال إن المؤثرين قد يؤثروا على المجتمع أكثر من الصحفيين لأسباب عدة، منها غياب الصحفيين عن ساحة السوشال ميديا، وأنه من الواجب أن يكون هناك تواجد للصحفيين على هذه المواقع لنقل الأخبار لأنهم هم الذين يغيرون المحتوى ويصنعونه. 

فيما أشار الإعلامي عمر الزبيدي إلى أن مؤثري ورواد مواقع التواصل الاجتماعي أصبحوا يشكلون جزءاً كبيراً من أدوات الإعلام الرقمي لامتلاكهم أعداداً كبيرةً من الجماهير التي تتابع الأخبار عبر منصاتهم، حيث لم يعد هناك أهمية ومتابعة للصحفيين وشاشات التلفزيون كما في السابق. 

وأضاف صانع محتوى على تطبيق انستغرام علاء مرشد أنه من الممكن أن يحل مكان الصحفي في نشر المعلومات على مواقع التواصل الاجتماعي فهو يعتمد على المصادر الرسمية مثل: القنوات، والصحف، والوكالات الرسمية، والصحفيين التابعين للمؤسسات، وبعض الأشخاص الموثوقين.

 

المؤثرون يحدثون زعزعةً في الثقة المجتمعية بالمؤسسات الإعلامية

وأوضحت الصحفية أمل غوانمة – مستقلة –  أن وسائل التواصل الاجتماعي قدمت للمجال الصحفي خدمة عظيمة في سرعة إيصال المحتوى الإخباري من قلب الحدث بالصوت والصورة المباشرة خاصة في مناطق النزاع وهنا نستذكر فائدتها في حرب غزة الأخيرة بعد عزلها عن العالم، وقد باتت معظم المؤسسات الصحفية المحلية والعالمية تتجه نحو صحافة الموبايل واعتماد السوشيال ميديا للوصول لجمهورها.

وبينت أن المواطنين وخاصة من لديهم نسبة متابعة كبيرة في السوشيال ميديا، تسببوا في إحداث زعزعه في الثقة المجتمعية بالمؤسسات الإعلامية والحكومية بسبب كثرة الشائعات وتداول ما يسيء للأشخاص والمؤسسات وهي جريمة يعاقب عليها القانون الأردني والدولي.

وتابعت الغوانمة أن الدولة تقع عليها مسؤولية ضبط هؤلاء اللذين يطلقون على أنفسهم “مؤثري السوشيال ميديا” رغم عدم امتلاكهم أدنى خبرات ومعارف الصحافة وقانونيتها، مطالبةً بمنعهم من العمل الصحفي. 

وتابعت، على المؤسسات الإعلامية والصحفية القيام بدورها بالوقت والدقة المطلوبة لعدم فتح المجال للشائعات وسرقه دورها من قبل من تسول له نفسه ذلك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى