رياضة

انهيار في الديار.. تحليل مباراة ريال مدريد وتشيلسي

التاج الإخباري – يزن العدوان

تلقى تشيلسي الإنجليزي هزيمة مدوية على يد ريال مدريد الإسباني بنتيجة 3-1 على ملعب "ستانفورد بريدج"، أمس الأربعاء، ضمن منافسات ذهاب دور ربع نهائي دوري الأبطال.

ومن المنتظر أن يُلعب لقاء الإياب في مدريد على ملعب "سانتياغو برنابيو" الأسبوع المقبل يوم 12 أبريل/ نيسان.

وفي هذا التقرير، "التاج الإخباري" تقدم لكم في سطور، تحليلاً شاملاً عن لقاء الذهاب بين تشيلسي وريال مدريد. 

انطلاقة غير متوقعة

قبل انطلاق المباراة بساعتين، أعلن أنشيلوتي وبشكل مفاجئ، عن التشكيلة التي سيلعب بها ريال مدريد، مما شكّل العديد من التخوفات والتساؤلات حول سبب قيامه بتلك الحركة وإعطاء توخيل خطوة مسبقة لدراسة خطة وتشكيلة ريال مدريد.

لعب ريال مدريد بتشكيلة 4-3-3، حيث أن فالفيردي لعب دور الجناح الأيمن؛ ليعطي ثقلاً وكثافة عددية في وسط الميرينغي، بينما وضع توخيل خطته المعتادة 3-4-2-1 لكنه اعتمد على اللاعب أزبيلكويتا كظهير أيسر؛ لإعطاء المجال لجيمس في التحرك وفي مساندة الفريق هجوميا على الجهة اليمنى.

مع انطلاق صافرة اللقاء، دخل تشيلسي إلى أرضية الميدان وتحت أنظار مشجعيه بأسلوب لعبٍ هش، ذلك الأمر ساعد ريال مدريد بالاستحواذ على الكرة في أول عشر دقائق من المباراة وفرض خطته المحكومة، إذ في الدقيقة 9 بدأ ناقوس الخطر يدق مرمى تشيلسي، بعدما سدد فينيسوس كرة اصطدمت بالعارضة.

واعتمد انشيلوتي على تحركات بنزيما في السقوط بين خطوط وسط تشيلسي، ذلك بهدف إرباك وسحب خط دفاع البلوز ولصناعة قنوات تمريرٍ مع جناحيّ الملكي، لا سيما أن مسار تحركات فينيسوس كان قُطريُ خلف ظهر المدافع كريستينسين، وتموقعات فالفيردي كانت في ضرب المساحات والتوغل إلى العمق.

مع مضي الوقت وللدقيقة 15، أطلق جيمس تسديدة صاروخية من ركلة ثابتة تصدى لها كورتوا بكل براعة، ولمدة 6 دقائق كاملة، شكّل تشيلسي خطورة على مرمى الحارس كورتوا في أكثر من مناسبة وخاصة من الجبهة اليمنى، إلا أن تقارب الخطوط وسرعة تحول الريال إلى الهجوم بعد افتكاك الكرة، كان يسبب قلقاً على تشيلسي، إذ في الدقيقة 21 افتتح الميرينغي التسجيل برأسية عالمية من كريم بنزيما، أتى الهدف بعد إرسال فينيسيوس كرة عرضية وسريعة.

بعد الهدف الأول، حاول تشيلسي ترتيب أوراقه وتسريع نسق اللعب وتوسيع رقعة الملعب مع تبادل الكرة بشكل أفقي؛ لخلق مساحات في قلبيّ دفاع الملكي، بينما نجح ريال مدريد في التصدي لضغط تشيلسي على الثلث الأخير في الملعب، وفي أغلب الأوقات كان يفوز بالصراعات الثنائية في وسط الميدان.

وتيرة ريال مدريد لم تتوقف، تناغمٌ وانسجامٌ مدروس، والتصيد لثغرات وهفوات البلوز كانت عنوان اللعبة، حتى جاء كريم بنزيما، ليعمق جراح تشيلسي بهدف ثاني سجله برأسه في الدقيقة 24، صانع الهدف كان مودريتش، والذي أرسل كرة قُطرية هبطت بسلام على رأس بنزيما.

بعد هدف ريال مدريد الثاني،  تشيلسي فقدَ الترابط بين الخطوط  وترتيب أوراقه لم تُجمع بعد، كون أن التفوق التكتيكي الملكي كان واضحاً وضوح الشمس، والشك بدأ يتغلغل في صفوف فريق تشيلسي، وبقي مدريد يشن كرات صاروخية جوية على الحارس ميندي.

مدرب تشيلسي توخيل، عَلِم جيداً أن وسط الملكي متلاصق، وأن كاسيميرو كان الركيزة الأساسية في كبح خطورتهم، أما المحوران مودريتش وكروس فواجباتهما كانت ببناء اللعب بهدوء والخروج من ضغط تشيلسي، لذلك كان من المستحيل اختراق عمق ريال مدريد، فالحل الوحيد كان يكمن بإرسال كرات عرضية وقُطرية من اليمين.

في الدقيقة 30 ، البلوز عاد أخطر مما كان عليه في مطلع المباراة، حيث وجّه تسديدات مهدرة من خارح منطقة الجزاء وتسديدةٍ رأسية من تياغو تيسلفا، حتى جاء هافيرتس، ليسرق هدف التقليص برأسية صعبة في الدقيقة 40 من عمر المباراة.

دقيقتان بعد هدف تشيلسي كانت كافيتان لضرب مرمى البلوز مجدداً، لكنها مرّت بجانب القائم، هنا الريال رفع شعار "احذر فالهدف الثالث قادم يا بلوز"، في المقابل، مساعي توخيل في محاولة إيجاد الحلول في إغلاق المساحات خلف المدافعين تكللت بالفشل حتى صافرة نهاية الشوط الأول.

برمشة عين بنزيما يصطاد خطأ الحارس ميندي
 

يقال أن الشوط الثاني شوط المدربين، ومع بداية الشوط، رأى الجميع تبديلات المدرب توخيل، حيث أقحم اللاعبيّن زياش وكوفاسيتش مكان كريستينسين وكانتي؛ من أجل إيقاف النزيف الذي تسبب به الملكي ومن أجل العودة إلى اللقاء.

وبعد 60 ثانية من صافرة الشوط الثاني، حدث ما لم يتوقعه أحد، اللاعب المخضرم كريم بنزيما وكما جرت العادة، انتزع تمريرة عشوائية من الحارس ميندي، ليستلم مهاجم الملكي الكرة على طبق من ذهب ويضعها بكل سهولة في شباك البلوز ويسجل الهاتريك.

وبعد الهدف القاتل، تبين أنه كلما حاول تشيلسي لمَّ شمله وتقليص النتيجه، كلما ضرب ريال مدريد البلوز في مقتل ودمر آماله للنهوض مجددا، إذ أن تشيلسي رفع نسبة الاستحواذ ولم يتوقف عن محاولة تقديم كرات عرضية وتسديدات عابرة للقارات على مدار الشوط الثاني.
 

ومع مضي الوقت، تماسكَ تشيلسي دفاعياً أكثر فأكثر، وتناقُلُ الكرة بين الخطوط بدى واضحا، كون أن مدرب تشيلسي تدارك معظلة الوسط، بوضع لاعبين ارتكازيين؛ لإغلاق المساحات وقنوات التمرير على ريال مدريد، ومع وجود زياش على اليمين، ودخول جيمس إلى أعماق الملعب، استمرت فكرة إرسال كرات عرضية بلا ملل ولا كلل، مع القيام بتحولات من طرفٍ لآخر؛ نية تفكيك وسط الملكي، إلا أن الريال استغل كل شبر في الملعب.

الحضور الذهني من لاعبي مدريد كان صلباً، حيث أنه لعب بأسلوب دفاعي منخفض، لا سيما أن عملية التناوب بين مودريتش وفالفيردي في المراكز سبب صداع كبير على دفاعات تشيلسي.

وفي الدقيقة 65، أجرى توخيل تبديلاً بدخول لوكاكو مكان بوليسيتش؛ بغية فرض الزخم الهجومي بين دفاعات الميرينغي، وكان لوكاكو قريب من تقليص النتيجة في مناسبتين، لكن الحظ وقف سداً منيعاً.

وفي ظل متاعب تشيلسي، وفي ضوء تألق ريال مدريد، البلوز كان مواظباً على التسديد في مرمى كورتوا، لكن الأخير لم يتعب ولم يمل من التصدي، حتى خفتت شمعة الأمل في ملعب تشيلسي شيء فشيء ودقيقة تلو الأخرى، ومع صافرة النهاية انطفأت كليا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى