خبراء ومختصون: الاستغلال الأمثل للأراضي يحقق الاكتفاء الذاتي

التاج الإخباري

دعا خبراء إلى الاستخدام الأمثل للأراضي وفقا لنظام عالمي لاستعمالاتها وتصنيفها، بغية حماية البيئة والحفاظ على التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية، وحل مشكلة تفتت الملكيات الزراعية والاستخدام الأمثل للأراضي غير المستغلة، وصولا للاكتفاء الذاتي.

وشددوا في حديثهم لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، في اليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف والذي يصادف اليوم الأربعاء، تحت عنوان (غذاء، علف، ألياف، والعلاقات بين الاستهلاك والأراضي)، على ضرورة تغيير النزعات العامة تجاه أنماط الإنتاج والاستهلاك البشري المفرط، إذ يؤثر زيادة الطلب على الغذاء والأعلاف الحيوانية والألياف على مدى إنتاجية وصحة الأراضي الصالحة للزراعة وتدهورها، وعلى إدارة الموارد الأرضية الزراعية بالشكل المناسب.

ويغطي التصحر أكثر من ثلث مساحة الأرض في العالم، حيث يتم استخدام تلك المساحة بطريقة تنافي طبيعتها، مما يقوّض إنتاجيتها. ومن أبرز التحديات التي تواجه الأردن، تدهور النظم الحيوية وزيادة التصحر نتيجة التوسع العمراني على حساب الأراضي الزراعية والاعتداءات على أراضي الغابات والمحميات وغياب أنظمة إدارة المياه، بحسب التقرير السنوي لوزارة البيئة للعام 2018.

الأمين العام للجمعية العامة للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قال في رسالته بمناسبة هذا اليوم، إن صحة البشرية مرهونة بصحة الكوكب، إذ يتضرر بفعل تدهور الأراضي نحو 2ر3 مليار نسمة، مبينا أن ملايين الدونمات من الأراضي المتدهورة عالميا، يضيع فرصة صون الأمن الغذائي وتوفير نفقات الأسر المعيشية وإيجاد فرص عمل، وتزداد قدرة المجتمعات المحلية على الصمود.

وفي ذات الاطار أوصى تقرير حالة البلاد الصادر من المجلس الاقتصادي والاجتماعي لعام 2019، بدمج مفاهيم مكافحة التصحر في الاستراتيجيات الوطنية القطاعية وفي خطط التنمية الوطنية، وتعزيز دور اللجنة الوطنية لمكافحة التصحر بعدّه آلية لتنسيق الجهود القطاعية، وتصميم برنامج وطني لمراقبة الموارد القطاعية. وقال الأمين العام الأسبق لوزارة الزراعة الدكتور عوني طعيمة، إن عملية التصحر تنتج عن مجموعة عوامل ذات العلاقة بالطبيعة كالتذبذب المناخي أو العوامل الاقتصادية والاجتماعية، والتي تتمثل في تدخل الإنسان في النظام البيئي كاستخدام أساليب زراعية غير ملائمة واستعمالات لأراض لا تتناسب مع خصائصها، إضافة إلى الرعي الجائر والتوسع العمراني وانجراف المياه والرياح وتفتت الملكيات الزراعية وتركها بغير استعمال مما يعرضها للتدهور.

وأوضح أن التغييرات المناخية المتوقعة والتي تشير إلى استمرار انخفاض كميات الأمطار السنوية خلال العقود المقبلة، سيسهم في تفاقم آثار التصحر، لافتا إلى أن التغير في نمط هطول الأمطار والذي يأتي على شكل عواصف مطرية، يؤدي إلى حدوث فيضانات، من شأنها إحداث الانجراف الشديد للأراضي. وقال إن الإنسان لجأ مؤخرا إلى تكثيف العمليات الزراعية واستخدام الأسمدة والمبيدات الزراعية، فإذا لم يُحسن استخدامها فقد تدخل بعض الملوثات في السلسلة الغذائية مسببة مشاكل غذائية تضر بصحة الانسان، مشيرا إلى أنه وفي ظل جائحة كورونا يتطلب الأمر تضافر الجهود لمواجهة التحديات المتمثلة بالتصحر والتغير المناخي، والعمل على إيجاد نظام زراعي متطور، وإدارة الأرضية الزراعية بالشكل المناسب.

بدوره، أكد رئيس الاتحاد العام للمزارعين الأردنيين عودة الرواشدة، أهمية استغلال الأراضي وزراعتها بالشكل الأمثل، مثمنا دور التوجيهات الملكية السامية في وضع الخطط الاستراتيجية والزمنية، التي تسهم بالاكتفاء الذاتي وتعزيز الإنتاج الزراعي، لما لذلك من مردود اقتصادي ايجابي. ودعا إلى استصلاح الأراضي الصحراوية، والعمل على حفر الآبار الارتوازية، وتوزيعها على المزارعين لري مزروعاتهم، وتعويض النقص الحاصل في زراعة المحاصيل الزراعية من القمح والشعير والحمص والعدس. وبين الرواشدة أن الاستخدام الخاطئ للمبيدات الحشرية والأسمدة ستؤثر على المحاصيل الزراعية، ولابد من استخدامها بكميات محددة وبإشراف خبراء ومشرفين ومهندسين زراعيين، داعيا في الوقت ذاته إلى التنظيم الزراعي وتنظيم الانتاج.

رئيسة جمعية دبين للتنمية البيئية هلا مراد، قالت إن يوم التصحر العالمي يأتي في ظل ظروف استثائية، أدركت خلالها الشعوب أن الحفاظ على الأرض والغذاء هو أهم مقوم للحياة، مثمنة التوجيهات الملكية لحصر الأراضي القابلة للزراعة وإعادة زراعتها من جديد، بما يسهم بالاكتفاء الذاتي وتعزيز الروافد الاقتصادية والإنتاجية. وبهذه المناسبة، دعا الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، في رسالته التي بثت عبر الموقع الالكتروني للاتفاقية، إلى المحافظة على الطبيعة وحمايتها، بتجنب تدهور الأراضي والموارد البيولوجية والأطعمة، والحد من الانبعاثات الحرارية، وسوء الاستهلاك. يشار إلى أن الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التصحر والجفاف يأتي سنويا، لإذكاء الوعي العام بالجهود الدولية لمكافحة التصحر.

(بترا)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى