أخبار الأردناهم الاخبار

كلمة نارية للصفدي شملت أبرز معطيات المرحلة القادمة من تحديات وحلول

التاج الإخباري – غادة الخولي

عزز رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي موقف الأردن الراسخ إقليمياً وعربياً من القضية الفلسطينية رغم التحديات المحيطة به إلا أنه يقبض على جمر المواقف بمواجهة حكومة الاحتلال، ليرسّخ المفهوم الأكبر لمعنى أن الشعب الأردني والفلسطيني متلاحم لا يفصل بينهم أي ظرف مهما طال الزمان .

وكان الصفدي في كلمته بالدورة البرلمانية (17) لاتحاد الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، يشق القاعة بخطوات ثابتة ليعتلي صوب المنصة ويلقي كلمته بصدىً يرعد، بدعمه للشعب الفلسطيني مؤكداً على وجوب إثبات حقه على أرضه، ليحمل عبر كلماته شريطاً عاجلاً لكل الممارسات الصهيونية على الأرض المقدسة من توسع في الاستيطان واقتحام للمقدسات، وعنف ضد الشعب الفلسطيني، والمطالبة بدعمهم في إقامة دولتهم المستقلة على تراب وطنهم، ودعم الوصاية الهاشمية في القدس الشريف، بارزاً الحمل الكبير الذي يتولاه جلالة الملك عبد الله الثاني، أنه صلباً وجسوراّ وثابتاً رغم تحديات السياسات من حوله .

ويتابع الصفدي بكل احتقانٍ ممزوجٍ بعبارات القهر حول الحديث عن نهضة الأمة الإسلامية؛ لبقائها في إطار الامنيات وبين سطور التنظير متأسّفاً للوصول إلى أحلام ضيقة المنال للرجال فيها، فرغم كبر حجم مساحتها على الكرة الأرضية إلا أنها متشظية ومنقسمة لا اتحاد فيها في مواجهة الفقر والعوز للغذاء والماء، وأمة تقهرها البطالة، ليعزز مبدأ تناوله جلالة الملك في إعادة ضبط العولمة لمواجهة الأزمات وتعزيز العمل الجماعي الدولي المشترك من أجل ما يصب في مصلحة جميع الشعوب .

نرى أن الصفدي تناول في كلمته طرح المعضلة ليلحقها بوضع الحلول الممكنة لها، وكان يوثّق الحلول بطرحٍ سابق لجلالة الملك عبد الله الثاني كإثبات قيّم أن جلالته يراقب ويطرح الحلول المقرونة بأي مشكلة على المستوى العربي والعالمي في مواجهة التحديات.

وخرج الصفدي من دائرة القضية الفلسطينية إلى دائرة أوسع في مطالبته لدعم البلدان بعضها بعضاً طارحاً مثالاً ثميناً في شراكة الأردن والعراق ومصر متأملا أن تحذو حذوه باقي البلاد والأقطار لما فيه كل المنفعة لصالح الشعوب .

وفنّد الصفدي في كلمته ليبرز دور مهم واجب تقديمه إلى العراق العظيم في دعمه واستقراره واستدامة أمنه، مادحا فيه إرادته الكبيرة في دحض قوى الشر والفساد وأمله أن تسير باقي الدول على مساره مثل اليمن وسوريا وليبيا، فعكس الصفدي بذلك الفهم الأردني العميق والمتقدم للواقع الجيو سياسي، كمدرسة دبلوماسية وسياسية على خُطى جلالة الملك في الإحساس الكبير بقهر دول الجوار وأمنياته لتخطي الحواجز والفساد بالإرادة القوية من شعوبها للوصول إلى ذروة الأمان .

فأثبت بذلك الصفدي أهمية استغلال الموقع الجيو سياسي للأردن لتعزيز دوره المحوري في حل قضايا المنطقة وتحقيق المصالح الوطنية بما يعزز دعم الدول المجاورة في استعادة استقرارها كما كانت ومواصلة دعم العالم للأشقاء الفلسطينيين، لافتاً إلى دور الأردن بالتعاون مع الدول بالاضطلاع بدوره المحوري والرئيس في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف والذود عنها..

"إن فطرة الكرامة تأبى الذل والانكسار" الجملة التي بدأ بها الصفدي لخّصت حال الأمة بأجمع وما عليها أن تكون، ولخص دور الأردن في رأب صدع انكسارات دول الجوار ولثم جرح القضية الأكبر على عاتقه للقضية الفلسطينية، ليتنقل إلى وضع النقاط فوق الحروف لحلولٍ وشيكة وممكنة في التغيير للأفضل لباقي الدول في التعاون وجلب الاستثمار وتسهيل التبادل التجاري لتحسين الوضع الاقتصادي بشكل متكامل لحلقة وصل بين الدول، وتطرق إلى تحصين ديننا الإسلامي الحنيف من الفساد الذي هو بريء منه من الإرهاب ليؤكد أن "الإرهاب لا دين له"، ليضرب مثالا بتساؤل بحرق المصحف في السويد مؤخراً أنه يمثل إرهابا وتطرفاً، ليثبت للعالم أجمع أن الإرهاب منبوذ بأي طريقة متطرفة كانت ولاي دين يعود انتماؤه، وهو محارب من قبل جلالة الملك لدحضه حتى القضاء عليه .

جاءت كلمة الصفدي شاملة برقيّ كبير وبهدوء عبر فيه عن كل الحالات في القهر أو الأسف أو النّبذ أو الأمل فكان مضمونها يصب إلى أن الدور الأردني محوري، سواء فيما يخص قضايا التعاون المشترك بين الأقطار العربية أو بخصوصية العلاقة التي تربط الأردن وقيادته بالقضية الفلسطينية وأهلها الأشقاء، فوضع في كفة ميزان معضلات الأمة والدول ليقابلها بالحلول والامل والمراهنة على نهضتها وقيامها واستعادة صهيل نموها واستثمارها واستقرارها بوازع ديني اسلامي يحارب الارهاب، ويدعم طرح مبدأ التعاون ما بين الدول بعباءة المحبة الأردنية الهاشمية ليصل الصفدي بحنكة وحكمة بليغة إلى خلاصة تؤكد أن للأردن دوراً جوهريا لا يُستهان به وأنه يفرض قوته وجسارته وصموده بوجه كل التحدي مدافعا عن القضية متعاونا مع كل يد تمتد لإنقاذ البلاد من أي موقف يهدد استقرارها وأمنها واقتصادها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى