أخبار الأردن

أبو عمارة: التوحد مرض مبهم ويسمى بالصندوق الأسود

التاج الإخباري – قال الخبير التربوي الدكتور محمد أبو عمارة  أن دمج أطفال التوحد كان تجربة فيها مغامرة كبيرة لها شقان، الأول يتعلق بالطفل والثاني يتعلق بالبيئة المحيطة بالطفل، فكنا نخشى أن تكون البيئة رافضة للطفل الذي لا يبدي أي ردود فعل لما يدور حوله، فتفاعله وانتباهه وتركيزه وتطوره المعرفي يكون أقل من الأطفال الطبيعيين، فكنا نخشى ألا يتقبلهم الأطفال الآخرون وبالتالي تكون ردود أفعالهم سلبية تجاههم، ما يسبب للمصابين بالتوحد مشكلة إضافية كالسخرية والتنمر وعدم التعامل معهم، ويزيد من انعزالهم لأنه يكون لديهم تمحور حول الذات».

وأضاف  أبو عمارة  في حديث صحفي أنه عندما سألنا قسم تحديات التعلم، قمنا بخطة تمهيد للأطفال والمعلمين والمعلمات لاستقبال الطلاب المصابين بالتوحد وآليات التعامل معهم، كما أرشدنا المعلمات لتحفيز الطلاب وتشجيعهم لدمج الأطفال المصابين بالتوحد في البيئة المدرسية، وهو ما تطلب مدة أسبوع لتمهيد الطلاب والمعلمين، لأن البعض ليس لديه أي فكرة عن ماهية مرض التوحد.

وأكد على أن استقبال أطفال التوحد كان مفعما بالحب بعد الدمج، «واجهتنا مشكلة؛ وهي أن بعض أهالي الطلاب الطبيعيين كانوا يرفضون أن يتفاعل أبناؤهم مع الطلاب المصابين بالتوحد، وهو الأمر الغريب ! كأن يأتي ولي أمر الطالب ويطلب نقله من شعبة 1إلى شعبة 2والسبب لا يريد أن يختلط ابنه بالطفل المصاب بالتوحد، لنبدأ بإيصال فكرة لولي الأمر أن التوحد مرض غير معد، وهو طفل لديه مشكلة وحقه علينا أن نتفاعل معه وندمجه بالمجتمع، فمن لديه مرض أو إعاقة أو صعوبة تعلم، هو جزء من المجتمع المتكامل ككل، وبالتالي واجبنا أن نقف بجانبه لا أن نحاربه ونتعالى عليه، وبعد هذا الكلام البعض لم يتقبل الفكرة نهائياً، لكن بالمجمل 95% كانوا مرحبين بالفكرة أما من اعترضوا فلا يتجاوزون 5%».

كوادر تدريسية غير مجهزة للتعامل مع أطفال التوحد.

ولفت د. أبو عمارة إلى أن أكبر عائق هو الكادر التدريسي والإداري غير المجهز للتعامل مع أطفال التوحد، وكذلك بعض الأهالي، «فالتوحد مرض مبهم، نسميه «بالصندوق الأسود» لغاية هذه اللحظة، فهناك معلومات كثيرة لا تزال تنقص الباحثين والمختصين، كذلك إن العاملين في حقل التربية والتعليم ليس لديهم المؤهلات الكافية للتعاطي مع هؤلاء الطلبة، فالإدارات التي لا تؤهل معلميها بطريقة جيدة جدا، قد يكون المعلم نفسه في الحجرة الصفية عائقاً في تطوير وتقبل الطفل المصاب بالتوحد، فالعائق الأكبر للأسف، هم المعلمون غير المؤهلين والذين لا يمتلكون أدنى معرفة عن المرض».

نشر ثقافة تقبل الاختلاف

كما أكد د. أبو عمارة على ضرورة نشر الثقافة المجتمعية في تقبل أي شخص لديه إعاقة أو اختلاف، لأن هذا من أبسط حقوقه لا سيما في مجتمع إسلامي أردني، فالتعليم تحديدا حق أوجبه الدستور الأردني للجميع، لكن للأسف ثقافة المجتمع لا تؤيد هذا الكلام، فهم قوى شد عكسي للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وأضاف :» تنقصنا أحياناً بعض التوضيحات وتبيان أن هؤلاء الأطفال لديهم حقوق كباقي الأطفال وليس من حق أحد الاعتراض على دمجهم إطلاقا، فهذا دورنا كإعلام وتربويين وأصحاب قرار في المجتمع».

حاجة ماسة لمعلم/ة ظل

وأضاف د. أبو عمارة ان الحواجز البيئية سببها العائق المالي، فمن الممكن أن يؤذي طفل التوحد نفسه في الأماكن الخطرة، وهو ما يجعله دوما بحاجة لمرافق/ة أو معلم/ة ظل، وهو مكلف اقتصادياً للكثير من العائلات، فمِن وضع الطفل في مدرسة خاصة بقسط مضاعف، وكذلك معلم/ة ظل براتب مضاعف، كما أن المراكز الحكومية المختصة لا توفر احتياجات كافية لطلبة التوحد، لأن عدد الحالات يفوق التجهيزات المتوفرة، ونتمنى بالمستقبل أن يكون هناك من يدعم هذا القطاع، ليأخذ حقوقه كاملة».

وأشار  د. أبو عمارة لضرورة أن تفرض وزارة التربية والتعليم قانون الدمج وأن تصبح جميع مدارس المملكة الحكومية والخاصة مدارس دامجة لأطفال التوحد؛ لأن هذا هو الحق الأدنى لكل الأطفال؛ بأن يتلقوا التعليم، ولا يأتي ذلك إلا بعد تأهيل الكوادر التدريسية، وأن يشترط في ترخيص أي مدرسة توفر مختصين للتعامل مع حالات التوحد وصعوبات التعلم. الدستور 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى