رياضة

انتصار بطعم اللقب.. تحليل مباراة ريال مدريد وإشبيلية

التاج الإخباري – يزن العدوان

عاد ريال مدريد بفوز مثير أمام إشبيلية 3-2، أمس الإثنين، على ملعب الأندلسيين "رامون سانشيز بيزخوان" في إطار قمة الجولة 32 من الدوري الإسباني.

وجاء الإنتصار بعد قلب ريال مدريد الطاولة على إشبيلية في الشوط الثاني، وذلك بتسجيله لثلاثة أهداف رغم تأخره بهدفين نظيفين في الشوط الأول، ليقترب أكثر نحو تحقيق لقب "لا ليغا".

تقدم "التاج الإخباري" في سطور تحليلاً كروياً عن مباراة ريال مدريد وإشبيلية.

تفوق أندلسي واضح

مع اقتراب نهاية الدوري الإسباني، سباق الأمتار الأخيرة شيء لا بده منه، فنادي إشبيلية الذي لم يذق طعم الخسارة على أرضه ويعتبر أقوى خط دفاع في الدوري، حلَّ عليه ضيفاً ثقيلاً اسمه ريال مدريد، أقوى خط هجوم بلا منازع.

وضع كلا المدربان الخطة والأسماء التي ستخوض المباراة، فالمضيف الأندلسي اختار تشكيلة 4-3-3، لكن التغيير هنا كان في وضع راكيتيتش كلاعب ارتكاز، وأيضاً البداية بالجناح الأيسر كورونا بدلا عن أوكامبوس، مع وجود لاميلا في الجناح الآخر.

في المقابل اعتمد أنشيلوتي على ذات الشكل 4-3-3 مع تواجد كامافينجا مكان كاسيميرو، والذي لم يشارك بسبب تراكم البطاقات، واختيار "غريب" من مدرب الريال بنقل كارفخال إلى الظهير الأيسر واستخدام فاسكيز للقيام بدور الظهير الأيمن ومن أمامه فالفيردي.

نادي إشبيلية دخل أرضية الملعب وعينه على النقاط الثلاث، فمع انطلاق المباراة كان هو المبادر والأكثر شراسة واتزان، إذ سبب العديد من المشاكل في خط دفاع ريال مدريد المتقدم، وكان هو الطرف الأفضل.

لم يسعَ النادي الأندلسي إلى الهجوم فقط، بل التركيز كان بتفكيك جميع خطوط ريال مدريد، وهذا ما نجح فيه، ومع مضي الدقائق سيطر إشبيلية بالطول والعرض وقدّم كرة قدم جميلة.

بناء اللعب من الخلف عند الريال كان سيء، بينما أبدع  المضيف في إيجاد ثغرات خلف الأظهرة وبين قلبيّ الدفاع، لا سيما أن إشبيلبة استخدم الضغط "كأداة" رئيسية على حائز الكرة؛ لاسترجاعها بسرعة وشن الهجمات.

ضعف تكتيكي واضح من ريال مدريد وضغط بلا فاعلية وفوضى دفاعية، ذلك الأمر ساعد إشبيلية بتسجيل الهدف الأول من ضربة حرة سجلها راكيتيتش بكل أناقة.

غياب الحضور الذهني والتشتت بدا واضحاً على لاعبي الريال، وتواجد فالفيردي على الجهة اليمنى لم يعطي أي نجاعة هجومية، حتى كامافينجا لم يكن بالمستوى المطلوب ولم يتقن دوره، وبسبب ذلك استمر الاكتساح الأندلسي العنيف، كما أنه استثمر الفرص حتى تمكن من مضاعفة النتيجة بعد أخطاء مركّبة من دفاع الملكي في التغطية، لتصبح النتيجة 2-0 من أقدام لاميلا في الدقيقة 25.

بعد الهدف الثاني، أصبح الريال أكثر شمولية، وسرعان ما كان يفتك ويسترجع الكرة في حال خسارتها، إذ كان ينوي تقليص النتيجة على الأقل قبل انتهاء الشوط الأول، لكن إشبيلبة بقي متماسكاً ولم يترك أي مساحة يستهدفها الملكي، ومع مرور الوقت انتهى الشوط الأول بتفوق أندلسي مستحق.

عودة ملكية بامتياز

في الشوط الثاني، ظهر الملكي بشكل مغاير، حيث أجرى أنشيلوتي تبديلاً "جوهرياً" بخروج كامافينجا ودخول الجناح الأيمن رودريجو مع عودة فالفيردي إلى مركزه المحبب ألا وهو المحور الأيمن لتوفير التوازن، فيما أخرج لوبيتبجي وسط الميدان جوميس وأدخل مكانه توريس.

أفضليةٌ مدريديةٌ منذ انطلاق الشوط، كما أنه عاد شيءً فشيء إلى أجواء المباراة، وبالرغم من صعوبة الوصول إلى مرمى الحارس بونو، إلا أن الريال لم يتوقف عن تفريغ المساحات في الثلث الأخير بتوسيع رقعة اللعب ثم الضرب من العمق، وفي الدقيقة 50، رودريجو يستلم تمريرة أرضية متقنة من كارفاخال ويسجل هدف التقليص لتصبح النتيجة 2-1.

الملكي يتوهج ويستعيد عافيته، ويرسم بريشته سيناريو مكرر ومطابق من مباراتي تشيلسي وباريس، إذ أن مشجعي ريال مدريد علموا جيداً ماذا سيحدث في غضون 45 دقيقة.

إشبيلية تراجع إلى الخلف لكبح خطورة ريال مدريد، وذلك بوضع حائطين مكون من 8 لاعبين، لذلك بات الملكي هو المسيطر، وفي حال خسارة الكرة يضغط بشكل هائل ليسترجعها.

قرارات مدرب إشبيلية في إجراء التبديلات كانت متسرعة، حيث أنه قام باسبدال الظهير الأيسر أكونا بأوغوستينسون وإخراج الجناح الأيسر كورونا ونزول لاعب الإرتكاز غوديلي في الدقيقة 62، وعلى إثره تغيّر شكل الفريق إلى الأسوء.

إذا هبت رياحك فاغتنمها، وهذا ما فعله ريال مدريد، فمع تبديلات أنشيلوتي المثمرة، أدخل أسينسيو وناتشو في الدقيقة 81 ، ليعود كارفخال مجدداً ويمرر كرة أرضية سريعة لناتشو، ومن أول لمسة بعد دخوله، يضعها في الشباك ويعدل النتيجة.

لغة الجمال والكمال جسدها ريال مدريد على أرضية الملعب، وقبل انتهاء المباراة، الكرة تبتسم لبنزيما والأخير يطلق الكرة بكل روعة وإتقان ليسجل هدف "العودة الملكية"، وتنتهي المباراة بفوزٍ بطعم اللقب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى