مقالات

فيلم “الحارة”.. غير محبب الخوض بهِ ولا يمكن السكوت عنه

التاج الإخباري – كتبَ عدي صافي

غير محبب الخوض بهِ بالنسبةِ لي، ولا يمكن السكوت عنه، فيلم "الحارة"، الأردني، الذي شغلَ الرأي العام خلال الأيام الماضية.

تأنيت قبل أنّ أبوح برأي الخاص، أنا لستُ ناقداً متخصصاً أو خبيراً في هذا الشأن، إلا أنني مواطنٌ أردني قبلَ ذلك، يحقُّ لي أنّ أُدافع عن مجتمعي وعن قيمه وأعرافهِ، وعن ديني بالأساس.

الفيلم تناول عمان "الفقيرة"، وعمان "الليل"، فشلَ بالأولى فشلاً ذريعاً، وربما نجحَ في تصوير الثانية في جزئيةٍ ما؛ فعمان مدينة تحوي الملايين وبها واقعٌ جرميٌ مثلها مثل أيِّ مدينة في العالم، "النوادي، وفارض الاتاوات، وغيرها الكثير الذي لا يعرفه إلا من سارَ في عمان ليلاً ورأى ما رأى من" الموبقات".

عمان الفقيرة ليست كما جاءت، حارتُنا مليئة بالحبّ والتآخي، مليئة بالثقة بين الناس، أتكلم وأنا ابن عمان الشرقية بفخر، حارتُنا علّمتنا الدين، والعلم، أمهاتنا الجالسات على الطريق، يهمهنّ خيرُ الناس لا سوءهم، لن أكذب ولن أقول إنه لا يوجد شتائم بذيئة في الطرقات أو على أبواب المدارس، أو لا يوجد حارات سيئة السمعة، لن أقول ذلك ولكن الغالبية ليست كذلك.

شاهدت بحذر كل لقطة، حاولت أنّ أرى الهدف والغاية، أحببت وبصراحة أنّ أرى فيلماً أردنياً يخرجُ من الأطر العادية التي مللناها، يصور أمراً موجوداً يجهله البعض عن عمان ليلاً، ولكنني امتعضت من كثرة الكلمات البذيئة؛ ألم يكن قادراً صانع الفيلم على تصوير الأمر ووضع الحل من دون الإساءة، من دون ايذاء الأذن المستمعة، من غير احراج العائلة الأردنية المحافظة التي ذهبت لرؤية عملٍ أردنيٍ بلهفة.

تابعت الكثير من الأفلام المصرية الحديثة، صورت العشوائيات، تجار المخدرات والسلاح، الكازينوهات ولعب القمار، وحتى الرقص والخلاعة، صوروا جزءاً من واقعهم، جزءاً لا يذكر لأنّ الغالبية من المصريين محافظين مؤمنين، لكنهم لم يضعوا هذه الشتائم، أيعقل أنها غير موجودة لديهم؟ بلا ولكنهم حرصوا عن تخطيها، وأيضاً وضعوا الحلول أو جزءاً منها.

لا يوجد لدي تعليق سوى على الشتائم، وعلى المشهد الإباحي، باقي ما تبقى أراه واقعاً تمر به بعض الحارات ويعيشه أبناء الليل، أو من يسيرون في عمان "الليل"، هذا لا يعني ان الكلمات البذيئة والأفعال الإباحية ليست واقعاً، لكن يمكن تسليط الضوء عليها بزاوية مختلفة من غير ما رأينا.

أتمنى أن نشهد افلاماً أردنيةً بذات السياق من دون اساءات، لا يمكننا أن ننفصل عن الواقع، ولا يمكننا تشويهه أكثر بلا حلول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى