اهم الاخبارعربي دولي

حوارات لـ”التاج” مسار حرب اليمن ما زال طويلاً

التاج الإخباري – عدي صافي

قال المحلل السياسي الدكتور منذر حوارات أن الإدارة الأميركية تتجه إلى اتباع استراتيجية جديدة في منطقة الشرق الأوسط عموما وفي اليمن خصوصا.

وبين حوارات في حديث له مع “التاج الإخباري” أن التركيز الأميركي ينصب اليوم نحو ايقاف البؤر الخارجية الملتهبة التي تواجه الإدارة الجديدة من أجل توجيه الإهتمام إلى الداخل الأميركي، الذي يواجه حالة من الإنكماش الإقتصادي ومشاكل متعلقة بجائحة فيروس كورونا والذي يفتك بالمجتمع الأميركي، اضافة الى المنافسيين الأخرين مثل الصين وروسيا الإتحادية.

وتابع، كان لا بد من إيجاد سياسة أميركية توقف حالة الإستنزاف بالملفات العالقة في الشرق الأوسط، وهنالك اهتمام كبير ينصب الآن من قبل ادارة بايدن نحو ملف البرنامج النووي الإيراني وتداعيات التوسع الإيراني في المنطقة وبالفضاء اليمني اضافة إلى البرنامج الصاروخي واعادة ما يسمى تهذيب النظام الإيراني واستيعابه ضمن النظام الدولي.

وأكد حوارات أن الإدارة الأميركية حتى تتمكن من اغلاق هذا الملف تحتاج أن لا تكون شريكة في الخصومة، لذلك قد يكون اليمن جزءاً من الرسائل الأميركية إلى إيران كي تثبت لها أنها جادة في في التعامل مع الملفات وانهائها بشكل حاسم، لذلك رأيناها تتخذ قرارا يقضي بايقاف دعم العمليات الهجومية التي تقوم بها قوى التحالف، سواءً كان دعماً لوجستياً أو استخباراتياً أو دعماً بالأسلحة والذخائر.

وأوضح أن القرار الأميركي يتضمن ايقاف العمليات الهجومية من قبل قوى التحالف على الحوثيين ولكن القرار يصبح غامضاً في حال حصل هجوم من قبل الحوثيين باتجاه المملكة العربية السعودية، وبالتالي قد نعود إلى نقطة الصفر، لأن الولايات المتحدة ملتزمة بالدفاع عن المملكة العربية السعودية وعن أمنها القومي في حال تعرضت لهجوم من أحد الأطراف، وهو ما يعني أن القرار بحاجة إلى توضيح أكبر.

وأضاف، هذا الغموض ربما ترك مفتوحا بهذا الشكل حتى تتمكن الإدارة الأميركية من تلافي أي تطاول أو سوء استخدام من قبل الحوثيين لبنود الإتفاق، مع الإشارة أن القرار لم يوقف الدعم للعمليات التي تستهدف عصابة داعش وتنظيم القاعدة.

وذكر الحوارات أن القرار له جانب سياسي، فالولايات المتحدة والتي عينت مندوباً خاصاً لها في اليمن ليست بحاجة إلى أن تكون خصما للحوثيين، وبالتالي ستحاول خلال المرحلة القادمة أن لا تكون بموضع الشريك في القتال، انما موضع الوسيط حتى تملك القدرة على التواصل مع جميع الأطراف من أجل حل النزاع.

وأفاد أن بعض الأطراف تقول أن الولايات المتحدة بعد أن حققت أهدافها من حالة الحرب في اليمن والتي تمثلت بابعاد الحوثيين عن الممرات المائية الهامة، والآن تترك الحرب حتى تستهلك الفئات المتنازعة، لكن ان نظرنا بعمق إلى هذا الأمر سنجد أن هذا التفكير ربما سيكون مرحلي إلا أن الإستراتيجية الكبرى لدى الولايات المتحدة تتمحور حول تخليص المنطقة من تهديدات مستقبلية محتملة من قبل إيران، حتى لا يصبح هذا الجزء شوكة في خاصرة الخليج العربي، ما يعني أنها بحاجة إلى انهاء هذا الملف وانهاء الصراع والتدخل الإيراني.

وقال حوارات أن أميركا ستحتاج إلى تقديم تنازلات من قبل الأطراف المتنازعة حتى يتسنى لها القدرة على تحقيق الهدوء بشكل جزئي في اليمن، ما سيعطيها امكانية التخلص من الحوثيين، لا سيما وأن ايران تعتمد في خلق نفوذها في المنطقة على البؤر الملتهبة والصراعات الدائمة.

وبحسب حوارات في حديثه مع “التاج” أن هذه السياسة هي سياسة احتواء أميركية بوشر العمل بها في عهد اوباما وكان هنالك مبادرة أميركية من أجل اليمن إلا أنها انتهت مع تبدل الرئاسات والسياسة الخارجية الأميركية، وربما سيعاد البناء عليها في ظل الإدارة الجديدة.

وتصور حوارات أن مسار حرب اليمن ما زال طويلا، وهذا المسار قد ينتهي بصيغة تفاهم إلا أن هذا التفاهم سيكون على حساب اليمن من الناحية جغرافيته الواحدة، لأن الأطراف المتنازعة داخل اليمن منقسمة على ذاتها، حتى التحالف العربي يوجد به الكثير من الإنقسامات والخلافات، ومن جانب أخر يسيطر الطرف الحوثي على اجزاء واسعة من اليمن إلا أن هذه الأجزاء تعاني من كارثة انسانية لم يسبق لها مثيل على مر التاريخ بسبب سرقة الحوثيين للمساعدات الإنسانية المقدمة، وهذا ما يعني أن هذه المناطق قد تنفجر في أي لحظة وقابلة للإنقلاب على ذاتها في أي وقت، وبالتالي الحصول على حالة هدوء مستدامة يكاد أن يكون امراً مستحيلاً.

وتابع، الإستراتيجية الأميركية تهدف اليوم إلى انهاء الإستنزاف الأميركي وايقاف التدخل الإيراني، والمبادرة الأميركية هي اللبنة الأساسية لهذا الأمر، والأيام القادمة ستثبت لنا ان كانت هذه المبادرة قادرة على ايجاد حل مناسب أم لا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى