عربي دولي

طرابلس اللبنانية على حافة الهاوية بعد احتجاجات وحظر تجول

التاج الإخباري – اجتاحت احتجاجات عنيفة طرابلس، أفقر مدن لبنان، مجددا في الأسبوع الماضي فيما حذر بعض السياسيين والخبراء من اتساع نطاق الاضطرابات ما لم تُبذل مزيد من الجهود لدعم الناس الذين يواجهون فقرا متزايدا في ظل قيود مكافحة فيروس كورونا.

وكان البلد على شفا الانهيار المالي قبيل بدء الجائحة في ظل زيادة الدين العام وارتفاع البطالة وانهيار العملة وهو ما عزز التضخم.

وبالنسبة لسكان مدينة طرابلس الواقعة على الساحل الشمالي للبلاد كان حظر تجول على مدار الساعة فرضته السلطات منذ 11 كانون الثاني/ يناير للحد من تفشي فيروس كورونا القشة الأخيرة حيث منع ذلك الكثيرين من العمل.

وقال هيثم كردي، وهو مالك كشك لبيع الأسماك في المدينة ويبلغ من العمر 49 عاما ” الأيام مقبلة على مجاعة…هذا السمك يأتي على الدولار، كان (سعره) 3 دولار، 4500 (ليرة) نحن نبيعه بـ6 آلاف ونربح دولار، أصبح الأن (سعره) 3 دولار…25 ألف أصبح سعره الفقير الذي يتقاضى 30-40 ألف في اليوم…يريد 2 كيلو سمك كيف نحضرهم؟”.

وتصاعدت الاحتجاجات في الأسبوع الماضي حتى وصلت إلى إضرام النار في مبنى بلدية طرابلس حيث اشتبك المحتجون مع الشرطة.

وقال توفيق كسبار الخبير الاقتصادي والذي عمل مستشارا لدى صندوق النقد الدولي ولوزير مالية سابق “هناك على وجه الخصوص غياب تام للتحرك الحكومي، لذلك الوضع في طرابلس مقلق ويعكس صورة صارخة لما يحدث في بقية أنحاء البلاد”.

وإذا تم تقليص الدعم على السلع الغذائية الأساسية مثل الخبز بسبب تناقص المخزونات بشدة وشح الدولار فسوف يشعر المزيد من اللبنانيين بتأثير ذلك.

واندلعت احتجاجات في أنحاء البلد في تشرين الأول/ أكتوبر 2019 في ظل الانهيار المالي مما أدى لتوقف الحياة في المدن ومنها العاصمة بيروت بعدما صب عشرات الآلاف جام غضبهم على السياسيين الذين اتهموهم بالفساد وانعدام الكفاءة.

واليوم يعتمد نحو نصف القوة العاملة على أجور يومية معظمها بالعملة المحلية، وكشفت دراسة حديثة أجرتها هيئة كير للإغاثة أن أجور 94 %من سكان لبنان تقل عن الحد الأدنى للأجور.

وقال عضو مجلس النواب فيصل كرامي لوسائل إعلام محلية إن المشهد في طرابلس سيتكرر في كافة الأنحاء الأخرى إذا تم رفع الدعم.

ماكرون محبط

يقود الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جهود جلب مساعدات أجنبية للمساهمة في إخراج لبنان من أزمته.

لكن هذه المبادرة تعثرت بسبب حالة الشلل السياسي في لبنان الذي فشل في تشكيل حكومة جديدة منذ استقالة السابقة بعد الانفجار الهائل الذي دمر مرفأ بيروت وأنحاء كبيرة من العاصمة اللبنانية في الرابع من آب/ أغسطس 2020.

وقالت حكومة تصريف الأعمال إنها تمنح 230 ألفا من الأسر الأكثر فقرا 400 ألف ليرة شهريا أو ما يقل عن 50 دولارا بسعر السوق لمساعدتها في تغطية نفقاتها، ويصل تعداد سكان لبنان إلى نحو 6 ملايين نسمة.

لكن لا يزال الكثيرون لا يتلقون مساعدات من الحكومة.

وقال نجار من طرابلس يدعى بلال (46 عاما) “إذا نزلت على الشوارع…ستجد (الناس) تنقب في القمامة (حتى) تأكل”.

وأثار قرار الحكومة بإغلاق متاجر البقالة والسوبر ماركت خلال فترة العزل العام وإتاحة الضروريات اليومية عبر خدمة التوصيل فحسب انتقادات.

وقال ناصر سعيدي، خبير الاقتصاد الكبير والوزير السابق، “إذا كنت فقيرا فخدمة التوصيل لن تكون مناسبة لي لأنها تزيد التكلفة بنسبة بين 10 و15%”.

رويترز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى