اخبار فلسطيناهم الاخبارخبر عاجلنبض

تقديرات إسرائيلية: الجيش يخطط للبقاء في غزة حتى 2026

التاج الإخباري – أشارت تقديرات إسرائيلية إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يخطط للبقاء في قطاع غزة حتى نهاية العام 2025 على أقل تقدير، بناء على التحركات العسكرية والإنشاءات التي بدأ إقامتها في مناطق مختلفة بالقطاع، لتعزيز تموضع جنوده.

وقالت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية إن جيش الاحتلال الإسرائيلي حوّل بعض العوائق والسواتر الترابية التي أقامها في مناطق عدة بقطاع غزة إلى مواقع بناء محمية، في تسارع كبير لأعمال الإنشاءات في غزة.

محور نتساريم

وأضافت أنه يتم رصف طرق واسعة، ونشر هوائيات خلوية، بالإضافة إلى البنية التحتية للمياه والصرف الصحي والكهرباء والمباني في محيط محور نتساريم الذي أقامه الجيش الإسرائيلي ويفصل به مدينة غزة وشمالها عن مناطق وسط وجنوب القطاع.

وقالت إن “زخم أعمال التطوير والبناء تسير هناك على قدم وساق، والهدف سواء تم الحديث عنه علنًا أم لا هو إنشاء البنية التحتية لبقاء الجيش على المدى الطويل في الميدان، على الأقل في المرحلة الأولى”.

وأشارت إلى ما يتم على الأرض يوحي باستمرار وجود الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة في العام المقبل، مستندة إلى وثائق تظهر “الرسم البياني القتالي لعام 2025” التي تلقاها في الأسابيع الأخيرة القادة والجنود في الخدمة النظامية والاحتياط.

وأوضحت  أنه بالتزامن مع إقامة بنى تحتية للجيش الإسرائيلي، بدأت في المقابل خلال الأسابيع الأخيرة عمليات تدمير لمناطق واسعة داخل قطاع غزة، ونسف المباني والبنى التحتية القائمة بحيث لا يمكن أن تكون وسيلة لتشكيل أي مخاطر على القوات الإسرائيلية الموجودة في محور نتساريم.

كما شملت أنشطة الجيش الإسرائيلي إنشاء أعمال بنية تحتية جديدة لجنود الجيش الإسرائيلي، من فتح الطرق وتمهيد الطرق الواسعة إلى تهيئة الأرض للسكن طويل الأمد، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.

شمال قطاع غزة (خطة الجنرالات)

وفي شمال قطاع غزة، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات تفريغه من السكان وتحويله إلى ما يشبه الجيب العسكري، وقال مسؤولون كبار في المستوى السياسي وفي الجهاز الأمني إن إخلاء شمال قطاع غزة ليس ضمن تنفيذ ما يعرف بـ”خطة الجنرالات”.

لكن “هآرتس” نقلت عن مسؤولين كبار في محادثات مغلقة إن “الجيش الإسرائيلي يعمل جاهدًا لإخلاء القرى والمدن من سكانها في شمال قطاع غزة، إذ أصبحت المنطقة التي كان يعيش فيها أكثر من نصف مليون من سكان غزة عشية الحرب، تؤوي نحو 20 ألف شخص فقط.

وقالت الصحيفة “جاء ذلك في محادثات أجراها في الأسابيع الأخيرة مسؤولون كبار في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن مع نظرائهم الإسرائيليين، وحذر المسؤولون الحكوميون من أنه وفقًا لتقارير المنظمات الدولية، هناك الآن خوف حقيقي من محاولة تجويع السكان المدنيين في شمال قطاع غزة”.

وأشارت إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي رغم التحذيرات يواصل عمليات التجريف وهدم المباني؛ لأنه لا يريد تعريض الجنود الذين يعملون هناك لخطر الكمائن والمنازل المفخخة.

وقال أحد كبار قادة الجيش الذين خدموا في قطاع غزة حتى وقت قريب: “في الأشهر الأخيرة، كل ما يتعين على القوات القيام به في المنطقة هو نقل السكان جنوبًا، وتسوية المنازل بالأرض على بعد بضعة كيلومترات من المحاور اللوجستية والمناطق التي تتواجد فيها القوات في كامل أراضي قطاع غزة”.

وأضاف “في كل هذه الأماكن يوجد إنشاءات عسكرية طويلة الأمد، وهذه ليست مواقع يتم بناؤها لمدة شهر أو شهرين”.

محور فيلادلفيا

وبحسب الصحيفة، هناك منطقة أخرى على خريطة وجود القوات الإسرائيلية الجديدة وهي محور فيلادلفيا على الحدود بين قطاع غزة ومصر، مشيرة إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعمل على إنشاء مساحات واسعة في هذا المحور، تصل في بعض الأماكن إلى عرض كيلومتر واحد، وفي أماكن أخرى يمكن أن يصل إلى ثلاثة كيلومترات.

وقالت “في المستوى السياسي، طالبوا بمسافة كيلومتر إضافي، لكن بحسب مصادر في الجيش، هناك مناطق في المحور فيها أربعة كيلومترات، وهو سيناريو غير واقعي؛ لأنه يعني تدمير أحياء بأكملها في رفح، ومن المتوقع أيضًا أن يثير ذلك حفيظة المجتمع”.

الشريط الحدودي

أما المنطقة الرابعة التي ينوي جيش الاحتلال الإسرائيلي البقاء فيها طويلًا، هي الشريط على طول الحدود بين غزة وإسرائيل، وتم تكليف فرقة غزة بمسؤولية إعادة تشكيله، لإنشاء منطقة عازلة، بعرض كيلومتر واحد على الأقل، بين مستوطنات غلاف غزة والمنازل في الخطوط الأولى داخل قطاع غزة.

وقالت إن “الهدف من ذلك إبعاد تهديد الصواريخ المضادة للدبابات عن منازل سكان الغلاف عبر تدمير أحياء بأكملها داخل القطاع”.

وأضافت “ما يحدث هذه الأيام حول كيبوتس كيسوفيم (وسط قطاع غزة) يوحي بأن المشروع لم يصل إلى نهايته بعد، إذ أعلن الجيش الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، عن فتح محور مساعدات لوجستية من هناك إلى قطاع غزة”.

وقالت “في هذه المرحلة سيكون الطريق ضيقًا وقصيرًا، ووفقًا للقادة الميدانيين، فهذه هي الطريقة التي بدأت بها المشاريع السابقة أيضًا، وقريبًا جدًّا سيشبه هذا المعبر الطريق على محور فيلادلفيا”.

وتابعت “كما يبدو على الأرض، فإن الجيش الإسرائيلي لن يغادر غزة قبل عام 2026، كما يقدر ضابط في إحدى الألوية التي تقاتل في القطاع”، مضيفة “عندما ترى الطرق والطرق التي يتم تعبيدها هنا، فمن الواضح أن ذلك ليس المقصود منه لصالح مناورات برية أو مداهمات للقوات لمناطق مختلفة، فهذه الطرق تؤدي، من بين أمور أخرى، إلى أماكن ينطلق منها بعضهم.

وقالت “تم إخلاء المستوطنات من غزة، ولا يوجد إعلان عن نية إعادة إقامتها، وهذا لم يُقلْ على وجه التحديد، ولكن الجميع يفهم إلى أين يتجه هذا الأمر”، في إشارة إلى أن أماكن جيش الاحتلال الإسرائيلي التي تم إنشاؤها هي مقدمة لإعادة الاستيطان لغزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى