محلل سياسي لـ”التاج”: ما يعيشه الغزيين اليوم هو نكبة أشد من نكبة 1948
محلل سياسي لـ"التاج": نكبة 2023 ستتجاوز الأولى.. والحرب قد تستمر مدة عام

التاج الإخباري – حنين زبيده
منذ 76 عام.. يُحيي الفلسطينيون في 15 أيار من كل عام، ذكرى النكبة التي عايشها آبائهم وأجدادهم خلال عام 1948، وعلى الرغم من مُضي 76 عاماً، إلا أن الفلسطينيين لازالوا يعيشون نكبةً تلو الأخرى في مختلف مناطق ومدن فلسطين إلى يومنا الحالي .
من جانبه قال المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات د. وليد العويمر في ذكرى النكبة الـ76، إن ما يعيشه الغزيين اليوم من حربٍ مستعرة هو نكبة ثانية للشعب الفلسطيني في ظل أن عدد الشهداء في العدوان الاسرائيلي المستمر على قطاع غزة فاق عدد الشهداء في النكبة عام 1948.
وبين العويمر في حديث له مع “التاج الإخباري” أن عدد الشهداء في نكبة 1948 كان قرابة 15 ألف شهيد بينما وصل عدد الشهداء في قطاع غزة لغاية اليوم لأكثر من 35 ألف شهيد ونحو 79 ألف جريح عدا عن آلاف المفقودين تحت الانقاض وذلك خلال 222 يوم من الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وأشار إلى أن أعداد الفلسطينيين المُهجرين في القطاع بلغ نحو 2 مليون فلسطيني وهو ضعف العدد الذي تم تهجيره في النكبة الفلسطينية الأولى .
“نكبة 2023 والمستمرة الى يومنا هذا هي أصعب وأشد من سابقتها عام 1948، لاسيما أن الاحتلال كان يسعى في النكبة الاولى الى تهجير الفلسطينيين لبناء المستوطنات وهو الذي يحاول الاحتلال إعادة فعله اليوم ليضمن فرض سيطرته على القطاع كيلا يشكل خطر عليه في المستقبل”، وفق العويمر .
وتوقع أن يستمر الاحتلال الإسرائيلي بعدوانه على القطاع لمدة زمنية طويلة الامد، موعزاً ذلك لعدم مقدرة الاحتلال على تحقيق الأهداف الاستراتيجية التي وضعها منذ 222 يوم، والتي تتضمن تحرير الاسرى والقضاء على حركة المقاومة الاسلامية “حماس” .
وأكد العويمر في حديثه مع “التاج” أن “النكبة الحالية”، ستتجاوز النكبة الأولى التي استمرت لمدة 8 شهور، متوقعاً أن تستمر “النكبة الحالية – نكبة 2023” إلى مدة عام كامل، لاسيما أننا في الشهر الثامن من الحرب على القطاع.
“بعد إستمرار الحرب لـ 8 شهور وفي ظل الدعم الأمريكي والغربي المتواصل وعدم قدرة الاحتلال على تحقيق أهدافه، نستطيع القول بإن النصر بات قريباً لاسيما في ظل مواجهة المقاومة للاحتلال وايقاع مخاسر مادية ومعنوية وخسائر في الجنود والآليات”، وفق العويمر.
وعن تأثير المقاومة في شعوب الدول الغربية، لفت إلى أن تحول الرأي العام لدى الشعوب الغربية ادى الى تحرك حكومات الغرب، والذي بدا يضغط على صانعي القرار فيها، الأمر الذي يدفع بعض الحكومات الغربية للمطالبة بوقف العدوان على غزة والتحدث عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية وحل الدولتين .
وأوضح العويمر في حديثه لـ”التاج” أن استمرار الاحتلال بعداونه خلال الـ76 عاماً ادى الى صنع قناعة لدى بعض دول الغرب بضرورة حل القضية الفلسطينية، وأن الحل لن يكون إلا من خلال القرارات الدولية، مما يدفع بعض الحكومات الغربية في الوقت الحاضر الى الاعتراف بالدولة الفلسطينية .