مقالات

ماذا يعني أن تكون شابًا في زمن متقدم في السن؟

التاج الاخباري- وطن حجير – منذ بداية القرن الحالي، انقلبت الآية المعروفة عن جيل الشباب و انطلقت لعنة تقدم العمر، فبت الآن تجد أن الفتى الذي يبلغ من العمر عشر سنوات يضاهيك فكرًا و أنت في الثلاثين، وقد يكون على علم أكثر منك أيضًا، هذا الإختلال الزمني قد أصبح يؤثر على الإتزان الوقتي فلم يؤدي إلى إنقلاب الآية فكريًا فقط بل بات يؤثر إجتماعيًا و عقليًا و ماديًا على الشباب و تحولت لكابوس يرافق سن الشباب، و أصبح من المؤكد حتمًا أن مقولة ” ليت الشباب يعود يومًا” مجرد مقولة منفرة تتجه نحو الانقراض.. فكيف لشابٍ يعيش شبابه بين المعدات و الشقاء و يتنقل بين الوظائف تلو الأخرى و ان كان يحمل من المؤهلات درجة البكالوريوس أو الدكتوراه فهو مجرد شاب لا يجد قوت يومه، لا يعمل في مجاله ولا في تخصصه، لا يسافر و لا يغامر و لا يجد وقتًا لتطوير ذاته و إنشاء ما يمكن إنشائه من غاياته و أحلامه…

بل تنقضي سنين عمره في رحلة للبحث عن ما يمكنه من إشباع ” عصافير بطنه” و اشباع تلك الأفواه التي تتوقع منه أن يعود حاملًا سلالًا من ما لذ وطاب، ينام ليقوم ليعمل لينام … و تمر السنين عجافًا لا تثمر في انجازاته و لا في زهرة شبابه.

في نظرة من خارج اطار الصورة…

-التكنولوجيا

أجد أن التطور قد بات مؤثرًا سلبيًا على هذه الفئة من المجتمع فأنه حتى و إن وجدت مكانًا للعمل فأنك لن تجد من يدعمك لتطوير هذا المجال، تريد أن تشرب كوب قهوة ما عليك سوى أن تضغط على زر التشغيل… تريد بُن القهوة … زر التشغيل….. تريد طحن القهوة ! زر التشغيل!
آلالات في كل مكان… و بات الزمن مندرجًا تحت اطار التقدم الذي يسلب منك أي فرصة للعمل… أو للتطوير..

تريد أن تشارك علمك و ثقاقتك لتساهم في نشر العلم والثقافة؟ لن تجد .. فأذا ما اردت أي معلومة بسيطة فسوف تعود ببساطة إلى ” زر التشغيل ” .

-الشؤون السياسية

حتى السياسة أصبحت من المحركات الأساسية لدعم مجال تطوير ذاتك.. فأن كنت تسعى للسفر للحصول على شهادة عليا أو للعمل في دولة متطورة أكثر من دولتك الأساسية فأنك قد تجازف في أن تتحول لشيء حزبي متلون، يتنازل عن مبادئه في الأمل للسعي للتقدم او أنك قد تخسر كل ما تقدمت إليه في سبيل تمسكك بما قد تنتمي له.

  • الجهل

رغم التطور الملحوظ جدًا ، إلا ان الناس قد باتت تحمل من الجهل أكثر مما تحمل من العلم، حيث صار الإنحدار الفكري لديهم يتهاوى على الجرف و كأنما التطور حول العقول من أداة حادة التفكير لآلة صدأة معطلة، تحتاج قرونًا لتليينها.

-الطمع

وهو امر يتشعب من فئة الجهل، حيث ان الناس أصبحت تأكل بعضها شرهًا، يسيل لعابها ان رأت قرشًا.. تعبد المال، فما صار إلا ان يعمل الشاب ليواكب الزمن الذي يعيشه، طعامه.. لباسه.. بيته.. زوجته ( ان كان محظوظًا ووجد ).. سجائره.. الخ الخ. فيصل لسن الخمسين حافيًا لم ينجز شيئًا فاته قطار العمر مرتديًا قميصه العشريني و رداء قاحط اللون كان يأمل أن يكون الشباب.

ماذا يعني ان تكون شابًا في زمن متقدم السن؟
أن تصل لسن الثلاثين و لازلت تفكر ” ماذا سأصبح حينما أكبر” !.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى