اخبار فلسطين

35 عاما على انتفاضة الحجارة الاولى

التاج الإخباري – يحيي الفلسطينيون في الثامن من ديسمبر/كانون الأول من كل عام ذكرى اندلاع أوسع انتفاضة شعبية ضد الاحتلال عام 1987، والتي استشهد فيها 1555 فلسطينيا وشهدت سياسة "تكسير العظام".

وجاءت الانتفاضة بعد نحو 4 عقود على احتلال القسم الأول من فلسطين في النكبة عام 1948، وعقب نحو عقدين على احتلال ما تبقى من البلاد عام 1967، وبعد 5 سنوات على اجتياح لبنان وإخراج منظمة التحرير وفصائل الثورة الفلسطينية منها.

وفي الثامن من ديسمبر/كانون الأول صدر البيان رقم "1" عن القوى الوطنية الفلسطينية محددا أياما للتصعيد والإضراب الشامل تحت شعار "ليسقط الاحتلال، عاشت فلسطين حرة عربية"، وكانت للحدث أسبابه وتداعياته وانعكاساته الميدانية والسياسية.

لماذا وكيف إندلعت إنتفاضة 1987 ؟ 

"انتفاضة الحجارة" أو "الانتفاضة الأولى" أو "انتفاضة 1987" كلها مسميات رديفة لهبة فلسطينية شاملة امتدت لسنوات، متخذة من الحجارة سلاحا لمواجهة مركبات وعتاد جيش الاحتلال والمستوطنين.

وشكّل قيام جندي إسرائيلي بدعس مجموعة من العمال الفلسطينيين من قطاع غزة الشرارة التي فجرت الغضب الفلسطيني نتيجة بطش الاحتلال من جهة، والوعود الكاذبة بتحرير وطنهم وإعادة اللاجئين من جهة أخرى، فبينما كانت حافلة تقل عمالا تستعد للتوقف على حاجز عسكري إسرائيلي داهمتها شاحنة عسكرية يقودها جندي إسرائيلي، فاستشهد 4 عمال وجرح 7 آخرون.

وصب فرار سائق الشاحنة من الحاجز الزيت على نار الغضب في غزة أولا، ثم امتد إلى الضفة الغربية في اليوم التالي مع تشييع جثامين الشهداء الأربعة.

ماذا كانت أدوات إنتفاضة الحجارة ؟

استخدم الفلسطينيون حجارة بحجم قبضة اليد سلاحا لمواجهة الجنود والمستوطنين الإسرائيليين في شوارع الضفة وغزة، كما استخدموا الحجارة الكبيرة والإطارات المطاطية لإغلاق شوارع يسلكها مستوطنون، أو لمنع تقدم الجيبات العسكرية خلال اقتحامها الأحياء والقرى والمدن الفلسطينية.

وتطورت الانتفاضة إلى استخدام زجاجات مملوءة بالمحروقات يخرج منها فتيل مشتعل وتلقى نحو الدوريات العسكرية وسيارات المستوطنين، فتتحطم وتشتعل بها النيران، وتسمى "مولوتوف".

وخلال الانتفاضة تحولت الجدران إلى أشبه بلوحات إعلانية لكتابة الشعارات وتعميم الفعاليات وأيام الإضراب وتصعيد المواجهة وإيصال رسائل القيادة إلى الشارع من خلال نشطاء ملثمين.

وتشبه انتفاضة الحجارة إلى حد كبير الثورة الفلسطينية ضد الانتداب البريطاني ومخططات الاستعمار الصهيوني عام 1936 من حيث الزخم الشعبي.

ما العوامل التي ساعدت على إنطلاق إنتفاضة الحجارة ؟

جاء اندلاع الانتفاضة في ظروف سياسية صعبة مع تضييق الأنظمة على قيادة منظمة التحرير وتوقف العمليات عبر الحدود مع فلسطين وبعد سنوات من اجتياح لبنان عام 1982 وترحيل القيادة الفلسطينية إلى تونس.

كما جاءت الانتفاضة كما الهبات الفلسطينية اللاحقة في وقت كادت فيه القضية الفلسطينية تسقط من الأجندة العربية، إذ غاب الملف الفلسطيني عن طاولة القمة العربية الطارئة في العاصمة الأردنية يوم الثامن من نوفمبر/تشرين الثاني 1987 لصالح الحرب العراقية الإيرانية آنذاك.

وقبل كل ذلك، تعرض الفلسطينيون لضغوط وملاحقات الحكم العسكري الإسرائيلي على حياتهم اليومية، واستمرار تغول الاستيطان على أراضيهم.

كيف عمل الإحتلال على إخماد الانتفاضة ؟ 

اتخذ الاحتلال الإسرائيلي من القمع أداة لمواجهة راشقي الحجارة، فاستخدم الرصاص الحي والمطاطي والقنابل الغازية والصوتية، وساعدته في ذلك طائراته المروحية لإخماد الانتفاضة.

كما شاعت سياسة "تكسير العظام" التي اتبعها الجنود بحق راشقي الحجارة في عهد وزير الجيش آنذاك إسحاق رابين.

وانتهج الاحتلال في تلك الانتفاضة سياسة فرض حظر التجول على قرى ومدن تتصدر المواجهة، وأغلق المدارس والجامعات ولاحق الناشطين الفلسطينيين بالقتل والاعتقال حتى اكتظت السجون ومراكز التوقيف الإسرائيلية بالمعتقلين الذين فاق عددهم 200 ألف بين نهاية 1987 و1994.

وبعد شهور من انطلاقها استحدث الاحتلال سجونا جديدة، أبرزها سجن النقب الصحراوي (جنوب) وسجن عوفر غربي رام الله (وسط) اللذان شيدا بالخيام.

الجزيرة.نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى