مقالات

الراعي يكتب.. اللاجئون في خطاب الملك.. مرة أخرى

التاج الإخباري –  بقلم الدكتور أشرف الراعي

قبل نحو ثلاثة أشهر كتبت مقالاً بعد خطاب جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه، في الأمم المتحدة والتي قال فيها جلالته إن “اللاجئين هم إخوتنا وأخواتنا… إنهم يتطلعون لبلداننا لتساعدهم في إنهاء الأزمات التي طردتهم من أوطانهم”.. وحينها قد تطرقت إلى المضامين الإنسانية والقانونية في الخطاب الملكي السامي الذي لم يترك على الدوام صغيرة ولا كبيرة ولا شاردة ولا واردة إلا أحصاها ووقف عليها؛ خصوصاً وأن العالم يعاني من أكثر من 345 مليون شخص يواجهون اليوم خطر انعدام الأمن الغذائي، من بينهم 108 ملايين لاجئ تركوا بلدانهم للاستقرار في بلدان أخرى.

واليوم تتفاقم الازمة الإنسانية ويصبح وقعها أشد وطأة، لذلك جاء هذا المقال بعنوان “اللاجئون في خطاب الملك.. مرة أخرى”، بعد الخطاب الملكي السامي الذي ألقاه جلالة الملك في المنتدى العالمي للاجئين، الذي يعقده الأردن بالشراكة مع كولومبيا وفرنسا واليابان وأوغندا، وتستضيفه حكومة سويسرا بالشراكة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والذي قال فيه جلالته: ” منح الملاذ الآمن للاجئين جزءً لا يتجزأ من المبادئ الوطنية الأردنية، وخاصة في هذا المنطقة المضطربة، فلا يمكن أن ندير ظهورنا لهم، لأن ذلك يتنافى مع سياساتنا وهويتنا”.

وفي ذلك تكريس للنهج الوطني الأردني وللنهج الهاشمي بإغاثة الملهوف والوقوف معه وحمايته ورعايته، وهو أمر لا يخفى على أحد فقد عانى الأردن من حروب الجوار وبقي مستودع الأمان للكثيرين، وهو أمر يحسب لوطننا ولقيادتنا، لا سيما في ظل الظروف الحالية؛ حيث أكد جلالته، “مع توجه كل الأنظار نحو غزة، يتعين على المجتمع الدولي، أن يدرك أكثر من أي وقت مضى، أن الحلول المؤقتة لم تعد ممكنة، وأن الأزمات العالمية تستوجب التشارك في تحمل المسؤولية”، وفي هذا دعوة ملكية صريحة على الوقوف إلى جانب الأردن في هذه الأزمات.

فليس من المعقول أن يتحمل البلد المحدود بموارده، أعباء اللجوء المتكررة من دون أن يقف العالم معه، خصوصاً في ظل الظروف الراهنة التي تتعقد فيها الأوضاع السياسية وتشهد فيها المنطقة تحولات استراتيجية كبيرة بعد الحرب على غزة وارتفاع الكلف الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي فاقمها ويفاقهما الاحتلال الإسرائيلي وعدم الذهاب باتجاه الحلول الدائمة القائمة على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، بعيداً عن تسويف المجتمع الدولي وتلاعبه بالقوانين الدولية والمبادئ التي تتحدث عن العدل والإنصاف.

مرة أخرى يضع جلالته المجتمع الدولي أمام مسؤولياته في خطابه في وقت دقيق وذلك حتى يأخذ العالم زمام المبادرة، وليقف المجتمع الدولي أمام مسؤولياته تجاه اللاجئين، وليمنع أي موجات لجوء جديدة، مع الالتزام بالعهود والمواثيق والمعاهدات الدولية التي تنص على مساعدتهم سواء في نطاق القانون الدولي العام أو القانون الدولي الإنساني، الذي يفرض على المجتمع الدولي أن يقف إلى جانبهم، لا أن يتركهم يواجهون مصيراً مجهولاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى