انتشرت منذ ألفي عام.. دراسة تكشف الموطن الأصلي لـ”الصراصير”

التاج الإخباري – مع أنها تحمل اسما ينسبها إلى ألمانيا، فإن مصدرها الأول هو آسيا.. هذا ما كشفته دراسة حول “الصراصير الألمانية” المنتشرة في كل مكان حول العالم، منذ أكثر من 2000 عام.
جاء ذلك بحسب تقرير لشبكة “سي إن إن” الأمريكية، التي نوهت بدورها أن الدراسة منشورة في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة.
وتعرض الدراسة كيفية تمكن هذه الصراصير الصغيرة، المعروفة علميا باسم “Blattella germanica”، من الانتشار في جميع أنحاء العالم، انطلاقا من موطنها الأصلي في جنوب آسيا، منذ أكثر من 2000 عام.
وبينت أن رحلة الصراصير بدأت من جمع القمامة في الحضارات الآسيوية القديمة، انتقالا إلى منازل البشر.
وبشأن اسمها الحالي، تقول الدراسة إن الصراصير ظهرت للمرة الأولى في السجلات العلمية منذ 250 عاما في أوروبا، ومن هنا جاء لقب “الصرصور الألماني”.
وقال مؤلف الدراسة الرئيسي، عالم الأحياء التطوري، تشيان تانغ، إن العينات التي جرى بحثها أظهرت أن “نسب الصرصور الحديث” يعود إلى ما هو أبعد بكثير من ظهوره في أوروبا في القرن الثامن عشر.
ووفقا للدراسة، فإن الصراصير الحديثة تطورت من الصرصور الآسيوي البري، المعروف علميا باسم “Blattella asahinai”، قبل نحو 2100 عام.
ويتوقع تانغ وزملاؤه في الدراسة أنه في ذلك الوقت تقريبا، بدأ الناس فيما يعرف الآن بالهند أو ميانمار بزراعة المحاصيل في الموطن الطبيعي للصراصير الآسيوية، حيث تكيفت الحشرات، وحوّلت نظامها الغذائي ليشمل الغذاء البشري، لتنتقل بعد ذلك من الأراضي إلى المنازل.
وبعد مرور ألف عام، ونمو النشاط التجاري والعسكري بين جنوب آسيا والشرق الأوسط وأوروبا لاحقا، انتشرت الصراصير، إذ ربما كانت تنتقل عبر سلال الغذاء الخاصة بالجنود والمسافرين، حسب ما نقلت الشبكة عن الدراسة.
وحسب الشبكة، يسعى مؤلف الدراسة إلى إجراء تسلسل جيني كامل لمئات العينات لمعرفة كيف تكيّفت الصراصير الألمانية بنجاح مع البيئة البشرية.
وقال: “على سبيل المثال، يتمتع الصرصور الألماني بمقاومة للمبيدات الحشرية لا يتم اكتشافها في العديد من الآفات الأخرى. فكيف يمكنها التطور بهذه السرعة؟ هل هو شيء موجود بالفعل في جيناتها، أم أنه حدث بسبب الضغوط البشرية؟”.