منوعات

من التدريس إلى حمل الطوب.. قصة معلم يمني تجسد معاناة شعب

التاج الاخباري– اضطر معلم يمني مميز في مجاله إلى العمل بحمل الطوب ومواد البناء الأخرى بسبب تأخر راتبه، في ظل أزمة اقتصادية واجتماعية طاحنة يعاني منها ملايين اليمنيين منذ سنوات

وفي حديث خاص لموقع الجزيرة مباشر، يروي الأستاذ منصور يحيى مشعل الهمداني، قصته قائلا إنه يبلغ من العمر 51 عاما، ومتزوج ولديه خمسة من الأبناء: بنتين وثلاثة أولاد عمل الأستاذ منصور بالتدريس منذ عام 1989 وحتى عام 2000، ثم ترقى بعدها إلى العمل بالتوجيه والإشراف التربوي منذ 2001 وحتى الآن ويقول الأستاذ منصور إنه كان يعيش حياته بشكل طبيعي بالراتب الذي كان يتقاضاه من وزارة التربية والتعليم حتى عام 2016، عندما انقطعت الرواتب، فتغيرت الأحوال مع الحرب، مما اضطره إلى استنفاذ جميع مدخراته وبيع كل ما تملك الأسرة من مشغولات ذهبية وغيرها وفي ظل استمرار مأساة تأخر الرواتب وفي عام 2019 تراكمت الديون على الأستاذ منصور، فلم يستطع حتى دفع إيجار منزله، مما اضطره للعمل حارسا لإحدى العقارات قيد الإنشاء لمدة شهرين، لينتقل للعمل لاحقا في حمل الطوب والبلاط ومواد البناء الأخرى على ظهره

ويستطرد الأستاذ منصور قائلا “كان ينبغي أن اتحصل على مورد رزق كي أضمن لقمة العيش لي ولأولادي، وأوفر الدواء لأبي وأمي المريضة التي توفيت قبل عام، رحمها الله” وأضاف “وكان أولادي يساعدونني أيضا بتأجير دراجاتهم لجيراننا بالحي” غير أن الأستاذ منصور وأسرته طُردا من شقتهم بعد تراكم الإيجار عليهم، وتراكمت ديونهم كذلك حتى وصلت إلى 400 ألف ريال، إذ يتقاضى نصف راتبه فقط كل أربعة أشهر، وهذا لا يكفي حتى قيمة العلاج الشهري لأسرته ويصف الأستاذ منصور معاناته قائلا ماذا كان عليه أن يفعل غير حمل الطوب

؟ فلا توجد حتى أيفرصة لعمل آخر لتحسين الوضع، كما أنه مجبر على الدوام الرسمي في صنعاء، وهذا يكلفه 5000 آلاف ريال يوميا، ولا يملك هذا المبلغ أيضا واختتم الأستاذ منصور الهمداني بقوله “أتمنى صرف رواتبنا كتربويين حتى نعيش ما تبقى من أعمارنا بكرامة وستر للحال، ونستطيع ما يفيد أبنائنا الطلاب من خبرات علمية وتربوية بشكل أفضل” وعلى مواقع التواصل، تضامن مغردون كثر مع الأستاذ الهمداني وفئة المعلمين بشكل عام وكل من تأخرت رواتبهم طوال خمس سنوات منذ اندلاع الحرب في اليمن وعبر مغردون عن أسفهم لما وصل إليه حال اليمن وحال معلميه، واضطرارهم لمثل هذه الأعمال بعد أن أفنوا أعمارهم في تعليم الأجيال، بينما ينبغي أن يكرموا لدورهم الجليل

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى