50 عاماً مرّت .. وكرسي ابن عرارٍ فارغ

التاج الإخباري – خاص

تفتح اليوم نافذة الذكرى على تلال إربد والكنانة، وتشدو ميجنا الفلاحين وبيادر القمح ، لذلك الأسمر الذي حفظ مواسم الوطن عن ظهر حب .. وفداء

في ذكرى استشهاد وصفي التل ، نستذكره وهو يحمل رؤية وطنية تنبع من صوت الوطن وأهله وعزّه ، يحمل حلمه البريء من سماسرة الوطن وبائعيه بشيحِ السلط ودحنون الكرك ، وحصاد الطفيلة ..

وصفي نستذكره في قباب الجامعات وهي تنهض وفي كل إدارة ووزارة ومجلس وهو يطهّر كراسيها من التسيّب والفشل والفساد .. ويا وصفي نفتقدك ونحن نتذكر كيف يلين قلبك أمام طفلٍ ويهدر كالرعد أمام العدو في المحافل .. وتفتح مصراعي الزمن القادم بحسٍّ أردني ناهض ..

أيا ابن عرار يا من تلظّت بشرتك بشمسِ حزيران وذاقت ثلج كانون وأنت ترسم للأردن بهجته وعزه ورفعة وجوده ، لتنفرد بشجاعةٍ دون تجبّر وحزم دون أي ظلم في معاملتك لأبناء وطنك .. لتكون رمزاً وطنياً في الجسارة حين تقول “لا” ..وتجلّت في وضوح سريرتك وقوة رفع الظيم دون كلل بكل رقي واعلاء لقيمة الأخلاق.. بالحكم القوي والنزيه العادل في بناء الوطن والحفاظ على المال العام .

الوصفي مازال الأردن ينزف ذكرى استشهادك ، ولازال الاردنيون يحرثون أرضهم على ميجنا فقدك ، ويحصدون قمحهم وزيتونهم على أهازيج رجولتك … لذا ما زال مقعدك فارغاً .. فلم تلد النساء مجموعة الرجال في شخصك ..

فسلام على روحك الطاهرة أيها النبيل ، وسلام على دمك الأردني الذي نستذكره كل شفق وحين زهر النارنج يبرعم معطّراً بنُبل شهادتك الكريمة …