مقالات

أسيل الحنيطي تكتب: سأطلب محاكمتي على العلن

التاج الاخباري- أسيل الحنيطي- كنت انوي ان اخط حروفي اليوم حول الدراما الأردنية، ان اوبخها كما توبخ الام صغيرتها حين تخطئ، ثم تحتضنها بقوة تكاد تكسر اخر ما تبقى من ضلوعها ، علها تستجيب وتعود لتنهض مجددا ، فالعناق داعم ..حقا داعم .

بدات بالبحث والتحري ، تابعت العديد من الاعمال الفنية التي سقطت على قائمة رمضان 2021 (سهوا) ، اخدت قلمي الرصاص وممحاة ، ودونت ابرز ما رفضته عيناي من صورة وصوت ونص وقالب وأداء تمثيلي ، اذكر انني اخترت الرصاص لان ايماني ب ( العلم نور ، حارة أبو عواد ، لقمة عيش) كان كفيل بأن اخطأ في النقد مرارا وتكرارا ، لكن خانني ظني للمرة السابعه على التوالي ( سبع اعمال فنية اردنية بالكامل على الشاشة)، فلا اذكر سوا صرخات قلم يصارع الموت كل 4 دقائق ومبراة لا ترحم تلتف حول عنقه بقسوة، فلم يشبعها الا24 قلم قد شيع جثمانهم وتم دفنهم في قلبي الذي بات يسمع انينه .

أخدت الأوراق وبدأت اقرأ علني اجد عذر يستبيح لي لوم نفسي لما كتبته من نقد، ومع اخر جملة تمت قراءتها قبل اللحظة الحاسمة والتي تنص على ” هاد مش احنا ” ، غافلتني دمعة تصرخ بكلمتين ” للخمسين والله” فتعجبت بحينها لاذكر لاحقا ان العهد بين انا وذاتي قائم على ان لا دمعة ،لا انين ولا ندب … الا بعد العد للعشرة

دمعه كانت كافية لنسج النهاية ، لم يكن البلل المصاحب لها عاديا ، بل كان مثيرا للأوراق لتشتعل جميعها ، لاهمس في نفسي “عزائي عزائي ” وأقفل الدفتر.

ماذا افعل … ؟؟ بماذا اجيب لمن منحوني ثقتهم في الكتابة عما يدور ! ..

(وبعد أياما من التفكير) قررت :

ان أقف امام الجميع واطلب محاكمتي على العلن في الساحه الهاشمية ، او بجانب اعمده جرش ، او عند السيق في البتراء (لا يهم ) وسينفذ الحكم تحت شمس رمال وادي رم وستشهد القبائل والعشائر بعاداتها وقضائها وتاريخها على الحدث بعد ما سيتم قوله :

فسأقول في التحقيق ان اسماؤنا مزيفة

سأقول في التحقيق ان عاداتنا مختلقة

سأقول في التحقيق ان الأماكن مزوره

سأقول في التحقيق ان الحقائق مشوهه

سأقول في التحقيق ان الوقائع مضللة

سأقول في التحقيق ان ما شاهدوته على الشاشه .. كذب ، لفق ، مبتدع .

وبعد سؤال القاضي ان كنت متأكدة مما ورد ذكره سأجيب :

دلال القهوة النحاس وفنجان قهوة يهتز بيد رجل بدوي تقرأ بين عيناي مواقف الرجولة والشجاعه والشهامة يحترم الكبير وقلبه على الجماعه ولا يطمح دوما ( لقتل الشيخ والمشيخه) .

كحلة فتاه ترتدي رداء فضفاض جدا وكانها ستعانق كل بنات حواء وتجمعهم في ثوبها تسير في صحراء الأردن على استحياء تدعي بالستر وتطلب الرضا وليس ( ولد الشيخ )

( شحمها يفك رقابها) ( النقص بالدلال مش بالرجال ) ( حقك بالفاير مهو بالباير)

(قلب الدلال ) ( شرم الفنجان) ( الطورات ) ( حماية الحجاج )

كل ذلك لم اراه كلهم يكررون ، ينافقون ، ويضللون ، أهي قلة الإنتاج ، ام ان هناك يمين عظيم او نص دستوري تغيب عني ، يقر بان نقبر عاداتنا وارثنا كما قبرت طموحاتنا واحلامنا امام البطالة والواسطة والمحسوبية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى