مقالات

بعد استقالة الخرابشة.. غضبٌ شعبي عبر وسائل التواصل الإجتماعي.. فهل تتحرك الحكومة؟

التاج الإخباري – عدي صافي

استقال عضو لجنة الأوبئة وزير الصحة الأسبق الدكتور سعد الخرابشة من عضوية اللجنة بعد أن اوضح في نص استقالته اسباباً عديدة دفعته لإتخاذ هذا القرار.

ورأت شريحة واسعة من المجتمع الأردني أن نص الإستقالة يحمل دلالات خطيرة وهو ما دفعهم لمعاودة تبني وسم يسقط الحظر الشامل والجزئي تعبيراً عن غضبهم من الية عمل الحكومة واتخاذها للإجراءات الإحترازية في ما يخص فيروس كورونا.

وذكر الخرابشة في استقالته أن اعضاء اللجنة اعدوا دراسة لمعرفة الأثر الإيجابي لحظر الجمعة إلا أن الدراسة بينت بأن الحظر لا جدوى حقيقية له، بل وان عدم الحظر أقل خطورة على الوضع الوبائي.

واشار الخرابشة أن وزير الصحة طلب من أعضاء لجنة الأوبئة عدم الحديث لوسائل الإعلام برأيهم العلمي، وهذا ما رفضه عدد من اعضاء اللجنة الذين مارسوا العمل العام لأعوام طويلة بكل تفاني وقدموا خبراتهم في سبيل حماية المجتمع.

وتساءل مواطنين عبر مواقع التواصل الإجتماعي عن ردّ فعل الحكومة بعد نص الإستقالة الذي قدم للرأي العام معلومات خطيرة تؤكد عدم جدوى حظر يوم الجمع.

وتالياً نص استقالة الدكتور سعد الخرابشة:
بعد استقالة الدكتور الخرابشة الخطيرة

أعلن وزير الصحة الأسبق الدكتور سعد الخرابشة استقالته من لجنة الأوبئة وكافة اللجان المنبثقة عنها.

وتالياً نص استقالة الخرابشة:

“قبل حوالي شهر ونصف هاتفني معالي وزير الصحة السابق يطلب مني التخفيف من الظهور الإعلامي وتجنب انتقاد إجراءات الحكومة وبناء على توجيه من دولة الرئيس، وللأمانة فقد كان أسلوبه لطيف جدا وشعرت بأنه كان مضطرا لإجراء هذه المكالمة معي فأخبرته أنني عندما أتحدث عبر وسائل الإعلام أعي ما أقول وأتكلم بأمور علمية تصب في مصلحة الوطن وإيضاح الحقائق العلمية للمواطنين وتقييمي للوضع الوبائي كما أراه ولم أقصد أبدا إحراج الوزارة أو الحكومة.

في نفس اليوم وتحديدا في 2 /3 تقدمت لمعالي الوزير برسالة أطلب فيها إعفائي عن الاستمرار بعضوية اللجنة الوطنية للأوبئة بعد مرور 4 شهور على مشاركتي بها وذلك حتى لا أعرضه للإحراج.

وفي نفس الليلة وبعد اطلاعه على رسالتي بعث لي رسالة يرجو بها عدولي عن الاستقالة ويذكر بها عبارات طيبة عن أدائي في أعمال اللجنة وضرورة بقائي فيها شجعتني، بل وأجبرتني على التراجع عن الاستقالة والإستمراربالعمل الطوعي خدمة للمصلحة العامة.

قبل بداية شهر رمضان بيوم دعا الوزير الحالي لاجتماع طارئ للجنة الأوبئة وظننا أن هنالك أمرا مهما سيتم بحثه من قبل اللجنة لنتفاجأ بان معظم وقت الاجتماع قد خصص لإلقاء تعليمات من معاليه لأعضاء اللجنة بكيفية التحدث عبر وسائل الإعلام، ماهو المرغوب وما هو الممنوع وعلى جميع أعضاء اللجنة التقيد بذلك وأن عضو اللجنة غير مسموح له بالتعبير عن رأيه العلمي الذي يراه يصب في مصلحة الوطن والمواطنين فأدركت عندها ومعي بعض الزملاء أن هذا الطرح لا يليق بأشخاص خبراء قضوا عقودا عديدة في العمل العام ويدركون أهمية التوازن في ما يجب أن يقال وما لا يجب أن يقال.

وأخبرت الوزير بأن طرحه لا يليق بنا وأنني أرغب بالإنسحاب من عضوية اللجنة في ضوء هذه المحددات التي يطرحها.

يذكر أنني ومعي بعض الزملاء قد انتهينا مؤخرا من إجراء دراسة علمية حول أثر حظر يوم الجمعة على سير الوباء في الأردن وتبين لنا بأن لا أثر إيجابي لذلك الحظر، بل وكان عدم الحظر أقل خطورة من الحظر، وقد قمت بإرسال تقرير الدراسة للوزير منذ ما يزيد على أسبوعين عبر بريده الإلكتروني وسلمته نسخة ورقية إضافية يوم اجتماع اللجنة الأخير وأبديت له الاستعداد بأن نعرض نتائج هذه الدراسة في الوزارة في الوقت الذي يحدده.

فوافق على ذلك ولم يتم تحديد ذلك الموعد حتى تاريخه، والتزمنا بعدم الإفصاح عن نتائج الدراسة عبر وسائل الإعلام لحين مناقشتها في الموعد الذي لم يحدد.

يبدو أن هذه الدراسة لم ترق لمعاليه أو لجهات أخرى كون نتائجها تتعارض مع بعض قرارات الحكومة.

لقد عملت وزملائي وبكل فخر وراحة ضمير منذ انضمامي للجنة وترأسي للجنة تقييم الوضع الوبائي منذ ستة شهور بالعمل المضني والجاد والطوعي على تحسين قاعدة البيانات العلمية الوبائية والإحصائية لوباء كورونا وأصدرنا ولأول مرة ستة أعداد لنشرة وبائية شهرية تحتوي على العديد من المؤشرات الوبائية التي تشخص حالة الوباء وتحوي العديد من المقالات العلمية والتي كانت تعمم على كل المهتمين ولاقت إعجابا واستحسانا كبيرا من قبل جميع من اطلع عليها وتم وضعها على موقع الوزارة الرسمي لمزيد من تعميم الفائدة علما أن المعلومات الوبائية التي كانت متوفرة في الوزارة قبل ذلك كانت متواضعة جدا وغير متيسرة لمعظم المهتمين والمتابعين.

كما وساهمت بكل ما بوسعي بتقديم النصح والتوصيات العلمية للوزارة التي من شأنها الإسهام في تحسين عملية ترصد الوباء ومكافحته.

وخلاصة الأمر أصبح واضحا لي أن المطلوب في هذه المرحلة هو الاستماع للأصوات الخافتة فقط وأن الأصوات العالية للمخلصين والمحروقين على سلامة الوطن غير مرغوب بها ولذلك أعلن للجميع بأنني اعتبارا من هذا التاريخ لم أعد عضوا في اللجنة الوطنية لمكافحة الأوبئة أو أي من اللجان المنبثقة عنها.”

حمى الله بلدنا العزيز وأهله المخلصين وحفظ القيادة الهاشمية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى