مقالات

نَفَسُنا الوطني أطول من أنفاسهم الخداعة

التاج الإخباري – كتب سلطان عبد الكريم الخلايلة

نعم نَفَسُنا وطني أطول من أعمارهم؛ عبارة كتبتها قبل عامين وأعيدها الآن، بينما هُم وفيما تسوّل لهم أنفسهم، لا تجد لهم إلّا هدف النيل منّا، والسؤال هنا عن الجهة التي تُحرّك الفتنة في وطننا من الخارج وما هي إلّا محاولة بائسة للنَيِل مِنّا، حيث بات هذا السؤال هو أكثر سؤال يتساءله الكثيرون أكثر من أي سؤال آخر.

نعم، صدق من قال: في السياسة لا يحدث شيء بالصدفة، وصدق أيضاً حينما قال: في السياسة لن تقرأ مقالات وتحليلات صحفية – خصوصاً الأجنبية – لأن صحافياً ما خطر في ذهنه فكرة ما، ففي السياسة يعتبر التوقيت مهم، والأهم أيضاً هي تلك الجهة التي نشرت كما هو مهم خلفية الجهة التي موّلت.

عندما قرأت ذلك تذكرت المقالة التي نشرت في مجلة “فورين بوليسي” للأستاذ المشارك في العلوم السياسية بجامعة تيمبل الأمريكية شين يوم وتحدث فيه عن الوضع في الأردن، وأنا مع من سأل ونحن نقرأ المقال عن الأطراف التي تدفع اليوم الى تأزيم المشهد في البلاد عبر مؤسسات مختصة بالدعاية السياسية وإدارة الاعتقاد المجتمعي، فمن الذي يريد النيل من الأردن والنظام الأردني؟ وماذا يريد هؤلاء بالضبط؟

بصراحة أعتقد بأنه يتوجب علينا قراءة المشهد بعفوية، وعلينا التروّي من أجل بلادنا وقراءة ما خلف الكواليس بهدوء قبل الاندفاع نحو العناوين البرّاقة.

ولا أحد يقول بأننا لسنا بحاجة إلى الإصلاح، ولا أحد يقول أن اقتصادنا بأحسن حال ولا يحتاج إلى ثورة تُعالج الخلل فيه، ولا أحد يقول أن الإدارة العامة في بلادنا لا تعاني وأنها أحد معاول التقاعس عن إيجاد الحلول، لكن هذا أمر وما يريد البعض رسمه لمستقبل الأردن أمرٌ آخر.

نتساءل اليوم، ما الذي يريده هؤلاء وهم يحكّون خشبة الفتنة لتندلع فيها النيران، وتجد العديد من المسميات لتلك الصحف والأقلام المأجورة ونفوذ مُتصهين ومسميات أُخرى تُجيِّش كل ما لديها لنفث سمومها في نسيجنا الوطني، وفي كل مرة ترجع خائبة خاسئة، فالظهر بحمد الله لا يكسره شيء؛ فقد بات صخراً من الضربات التي تلقاها وظل شامخاً عظيماً،
واليوم بتنا نشمّ دخان ما يريدون للأردن، فما نحن فاعلون؟

أما الصامتون في ظل هذه الهجمة التي يتعرض لها الأردن، فماذا نقول لهم؟ وماذا ينتظرون بالضبط؟ ونعلم بأن منهم من كان مستفيد حتى معدته، والآن قد صمتوا وكأن الموضوع لا يعنيهم، هذا الصمت ليست حياداً، بل هو موقف بائس لأصحابه.

نقول اليوم بأن المملكة المستقرة وسط إقليم ملتهب ووسط تناقضات لا تكاد تنتهي – والتي نجحت في خطّ مساراً خاص لها أشاد به القاصي والداني- لا تلفتت إلى مُحرّفي التاريخ ليرسموا لها ملامح هويتها، أمّا المُجتمع الذي أبى إلّا أن يكون مختلفاً والنظام الذي أصرّ أن يكون غير عن محيطه العربي؛ فلا ينظرون لشرذمة تكتب عنها من وراء الحدود كلمات فيها من السم سموم.

وختاماً نقول كما ندعو دوماً: حفظ الله الأردن وقيادته ورَدّ كيد كل من يسعون للفتنة في أردننا في نحورهم، وربط على قلوب الأردنيين جميعاً، وأمدّنا بالوعي والقوة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى