مقالات

المثلث الأردني المجيد ( آل البيت الأطهار والجيش العربي المقدام والشعب الأردني العظيم )

التاج الإخباري -المستشار الاعلامي / جميل سامي القاضي

نالت القوات المسلحة والاجهزة الامنية دعم وعناية واهتمام قيادتنا الهاشمية من الملك المؤسس الشهيد مرورا بالملك طلال واضع الدستور والملك الباني الراحل الكبير ، ووصولا إلى الملك المعزز جلالة القائد الأعلى الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم الذي أولى القوات المسلحة وباقي الاجهزة الامنية ، كل عناية ورعاية وبتوجيه من جلالته تعمل القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي- مع كل مؤسسات الوطن ليكون الأردن دولة الإنتاج والاعتماد على الذات وليتمكن هذا الجيش من ممارسة دوره في حماية المملكة الأردنية الهاشمية وصون استقلالها.
فالهاشميون نسل الرسول الأعظم ، وحملة رسالة الثورة العربية الكبرى، هم دوماً عطاء لا ينضب، وسخاء بلا حدود، يجتهدون لاسعاد أبناء شعبهم، ويعيشون معهم وبينهم لحظة بلحظة، يتحسسون رغباتهم وطموحاتهم في شتى المجالات ، فكانت مواقفهم واعمالهم تنطلق من احساسهم الصادق بأمانة المسؤولية.
منذ أن بدأت مسيرة الدولة الأردنية المباركة في مطلع القرن العشرين ، كانت القوات المسلحة الأردنية -الجيش العربي – تشكل النواة الأولى للدولة الاردنية الفتية التي حملت رسالة خالدة هي رسالة الثورة العربية الكبرى ، فصهرت كل ابناء الوطن في بوتقة وطنية واحدة ، وجذرت في نفوس أبنائها كل القيم السامية والأخلاق الحميدة فوضع الجيش العربي منذ البدايات الأولى له ، دستوراً للشرف العسكري و زرعت في منتسبيه ، أخلاق الجندية ونواميسها حتى أصبح هذا الجيش العربي مدرسة في الانضباط والطاعة والولاء والانتماء والتضحية والفداء .
أدرك مؤسس الأردن (الإمارة – الحلم العربي ) أن استقلال أي دولة من الدول يبقى هشاً ومهدداً وعرضةً للتراجع والاهتزاز ، إذا لم يكن هناك جيش يحمي هذا الاستقلال ، ويدافع عنه ويحافظ عليه ويذود عنه ، فقام ببناء الجيش العربي كأحد المؤسسات السيادية التي عملت على إظهار الهوية الوطنية الأردنية ، ليكون الجيش العربي ام – الوطنية – ، حيث جاءت أُسس هذا الجيش العربي المصطفوي ، على مبادئ النهضة العربية ، فحمل أهدافها وغاياتها وكان هذا الجيش منذ نشأته الأولى حريصاً على المساهمة الفاعلة في بناء الدولة الأردنية وتعزيز قدراتها الذاتية حيث شارك في بناء مؤسسات الدولة في مختلف المجالات في التعليم والصحة والاقتصاد وتعزيز آفاق التعاون والعلاقات الاجتماعية ، وبناء قدرات الإنسان وتأهيله، وبناء الشخصية الوطنية الأردنية التي تنامت قدراتها ومعارفها مع تطور الأردن ليتميز هذا الإنسان بقدراته وعطائه وولائه وإخلاصه لوطنه وأمته.
فرفع الجيش العربي راية الأمة ورفع راية الفداء والاستشهاد ، فحصن حدود الإمارة العزيزة مطلع القرن العشرين ، وساهم في استقلال الوطن في مملكة زاهية هي المملكة الاردنية الهاشمية ، وسار الجيش العربي في درب مسيرته العطرة في معارك الشرف في فلسطين ، مؤكدا دوره الوطني والقومي ، ومنطلقا من توجيهات قيادته الهاشمية ليكون جيشا لكل العرب، يعمل على حماية الحقوق ويحافظ على الاستقلال والاستقرار، وفي اذار 1956 حقق الجيش العربي اعلى مراتب السيادة والاستقلال للدولة الاردنية عندما قرر الحسين الراحل الكبير طيب الله ثراه ، بتعريب قيادة الجيش العربي .
فالهاشميون هم كنز خالد للوطن والمواطن ، لا ينفكون عن تقديم المبادرات والمكارم، هاجسهم اكمال مسيرة البناء والنهضة ، وشكلوا رأس المثلث الاردني المجيد ، هذا المثلث الذي يتكون من ال هاشم الاطهار، والجيش العربي المقدام والشعب الاردني العظيم .
الا انه من -الضرورة بمكان – وبعد متابعة الاحداث خلال هذه الايام الماضية ، والتدقيق في سيل الكتابات والتحليلات المتدفقة بوفرة غزيرة عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام من إذاعة وتلفزيون وصحافة مكتوبة ، لا بد أن تستوقفنا ، أساليب التطويع والتكييف الغالبة ، على تلك الكتابات والتحليلات في تناولاتها ومناقشاتها المختلفة للقضايا الجارية او المستجدة ، الساخنة منها والعابرة ، فلا نجد فيها أو في ثناياها سوى شيئاً واحداً ، يتمثل في عملية تلزيم وإصرار فج على التأويل الذي لا طائل من تأويله وتسويغه ، وتهويل مضروب موعده سلفاً ، بقصد الإثارة والاستثارة ومحاولة تعويم الرأي وفرضه باعتباره الرأي الأصوب المقارب للحقيقة ذاتها .
بل يذهب الحماس بالبعض من أولئك للوصول لحد الشطط والوقوع في جلد الذات والطعن في الثوابت والعمل كطابور خامس ، ولذا يصبح ضرباً من العبث أن يحاول المرء البحث عن شيء من الموضوعية وسط هذا الزخم المتدفق من الاقاويل والاشاعات والتأويلات التي لا تستند على حقيقة واحدة .
ولا شك أن المتابع سوف تتملكه الحيرة والحسرة وهو يستمع إلى أو يقرأ مثل تلك التحليلات والتأويلات قبل أن يسارع لعقد مقارنة بينها وبين تحليلات المختصين الذين يغلبون مصلحة الأوطان على المصالح الضيقة ، أو حتى الاعتماد على المصادر الرسمية ، والتي تتسم في غالب الأحيان بالرصانة والاتزان ما يجعلها أقرب إلى الموضوعية.
نفهم جميعاً أن اللغة المسيطرة هذه الايام بعد التطور الكبير في تكنولوجيا الاتصالات ادت الى تحول كبير في مصادر المعلومات التي أخذت طابعا متزايداً فيه الكثير من الذاتية و لغة المصالح ، ونظرياتها وأيديولوجياتها. الا اننا في هذا الحمى العربي الهاشمي ، لعلى ثقة بأن الإنسان الاردني المنتمي والمخلص والوطني الواعي ، بإمكانه استشفاف هذا الفارق بين الغث والسمين، حتى في أكثر القراءات التحليلية بساطة وأقلها فرصاً ، لتمثل الذاتية واستظهاراً لمكنون غلّها وغليلها ، حقدها وحسدها لهذا الوطن الانموذج ، وعملها على نشر الاشاعات في محاولة للنيل من الثوابت الاردنية الراسخة منذ القدم ، المرتبطة بعقد اجتماعي مع آل البيت الكرام .
وتحاول هذه الفئة التي يسيطر عليها الذاتية الاجترارية لتصبح أحد أشكال وتعبيرات الاختلالات الهيكلية في بيئتنا الاردنية النقية التي دخلت الينا في لحظة غفلة ، لكنها لن تستطيع ان تعكس واقعنا الذي نعيش ، الى جانب ذلك ساعدها ظهور طفيليات عائمة خرجت من بيننا بعد أن تم لفظها من قبل الجميع ، بنت ايديولوجية مسبقة تتجاهل عن قصد وإصرار كل معلومة لا تذهب في اتجاه استنتاجاتهم المجهزة مسبقاً إنما هي ضرب من الأمنيات الهائمة بعيداً عن الواقع .
إن مثل هذه القراءات والتحليلات الموجهة والسامة ، تسهم مساهمة عظيمة في الإساءة للوطن وثوابته وللأسف فقد سيطرت هذه القراءات والتحليلات السطحية المبتسرة مع السيل المتدفق عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، وذلك لضعف وغياب الإعلام الرسمي ، وعدم استعداده لصدها وايقافها ، فأصبحت هذه الدعايات الكيدية والاستفزازية تلعب دوراً خطيراً في تحطيم اللحمة الوطنية والثوابت الراسخة والأساسات التي قام عليها هذا الحمى العربي المجيد .
وعليه يتوجب علينا أن لا نسمح لها بممارسة التخريب المتعمد وبأساليب تشويش وتضليل الرأي العام بغية خراب هذا الوطن وخدمة لاجندة تخدم الأعداء وتخدم اصحاب المصالح والاجندة ، الا انه ومن الأمانة فلا بد من دعم اولئك المخلصون الكثيرون الذين يعملون بجد ووطنية ، ودأب ومثابرة للتعبير عن المصالح الحقيقية للوطن والدولة ، وهم يقفون قبالة الابواق المدمرة، يقدمون عبر الكلمات الصادقة والمخلصة البعيدة عن الأهواء، بديلاً واقعياً وحقيقياً .
ونحمد الله ان الاردنيون الفرسان الشجعان ينتمون إلى تراب هذا الوطن ، ولا يعرفون الا الولاء للقيادة الهاشمية الملهمة ، ويدركون انهم والجيش والقيادة الراشدة هم عز هذا الحمى العربي الاصيل .
واليوم الاسرة الاردنية بكامل اطيافها تجدد العهد للوطن والقيادة بأن تبقى الاكثر وفاءاً واخلاصاً ، وسيبقون الحريصين دوماً على أمن واستقرار مملكتنا الغالية ملتفين حول قيادتنا الحكيمة داعين العلي القدير أن يبقيها سنداً وذخراً للوطن وللأمة العربية والإسلامية، إنه سميع مجيب .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى