مقالات

أطفالنا والإعتداء الجنسي

التاج الإخباري – كتب بانا زيادة

لم أكن أعلم وأنا صغيرة ما مقدار الوجع الذي قد تمر به صديقة وهي تتصرف بعزلة حولي ولم يخطر ببالي أن تلك الصديقة والصغيرة كانت قد عانت ظروفا فضلت الصمت عنها لأنها خائفة ، خائفة من حكم عليها عليها أو مجتمع لا يرحم أو حتى أهل من الممكن أن يعنفوها نتيجة جهل مفقر، كبرنا وأخبرتني ولم تكن وحدها من افصحت بهذه الأسرار لي فقط كانت تبحث عن من يسمع بلا أن يحكم ، فالتحرش بالأطفال ظاهرة تتعب كل شخص بضمير وانسانية أبت الحياة أن تغيرها تلك الصفة البريئة به. بعد قصة فتاة المعادي بمصر والفيديو الأليم الذي انتشر على السوشال ميديا ليفضح شخص متزوج ولديه طفللان يستغل طفلة جاهلة بسيطة استدرجها الى أحد البنايات والحمدلله أن هناك انسانة قد تصرفت بكل جرأة وفضحت هذا الأب المتحرش وأنقذت الطفلة.، ندرك تماما أنها ليست االمرة الأولى له لكن لعلها تكزن الأخيرة .

بحديثنا عن ظاهرة الإعتداء الجنسي للأطفال فلا يمكننا تخصيص المنطقة العربية في هذه الظاهرة فقط بل هي ظاهرة عالمية وموجودة ولها اسم علمي دقيق بيدوفيليا Pedophilia بالإنجليزية والعربية الاعتداء الجنسي على الطفل :هو استخدام الطفل لإشباع الرغبات الجنسية لبالغ أو مراهق، أو يكون بين قاصرين فارق العمر بينهما فوق الخمس سنوات، والسن الفاصل المعتبر لدى غالبية دول العالم هو 18 سنة، فكل شخص تحت سن الثامنة عشر يعد قاصر، ومافوق هذا يعد مراهق. ويشمل التحرش تعريض الطفل لأي نشاط أو سلوك جنسي.[1] ويتضمن غالباً التحرش الجنسي بالطفل من قبيل ملامسته أو حمله على ملامسة المُتحرش جنسيا.

لكن بإمكاني تخصيص العالم العربي بظاهرة الصمت ولوم الضحية وتبرير للجاني وقوانين بالية لا تكون رادعة فأصلا لا يمكن أن تكون نسب واضحة لهذه الجريمة بسبب طبيعة المجتمع وربط المستقبل للكر أو الأنثى بالجسد.

و يكمن الخلل بوجهة نظري في القانون و المجتمع و العائلة ، حيث لا يمكن التحدث عن جانب دون الآخر هنا فبالجانب القانوني هو الأساس وهو الرادع الحقيقي لهذه الإنتهاكات بحياة الطفل، فقوانين وعقوبة هتك العرض والإغتصاب ومداعبة الصغير لا تعتبر رادعة ابدا غير صعوبة اثبات بعض الوقائع! غير الأسباب المخففة التي قد تحول الى تقليل العقوبة ،غير الاعتراف بزواج القاصرات واعتباره مفهوم عادي جدا بالمجتمع فما زلنا عندما نطالب برفع سن الزواج يتم الهجوم على كل من يطالب بذلك بتبريرات لها علاقة بتصريح الأزهر وعبدالله رشدي وغيرهم من رجال الدين وأحاديث ضعيفة بنكاح الصغيرة بعيدة كل البعد عن حكم الله وإنسانية الدين فبالتالي التحرش والإعتداء بالقاصرين هو جريمة لكن برخصة قانون. أما من المجتمع هو تابع لتلك الظاهرة يبرر التحرش بالكبير بحجة اللباس وبالصغير للحاجة للجنس والكبت وصعوبة الزواج. أما جانب العائلة فالكثير منها تبتعد كليا عن الثقافة الجنسية للطفل فكم من طفل تم الاعتداء عليه من قبل قريب او بعيد وبلا أن يعلم أن هذا الفعل جريمة ويعيش بوحدة قاتله مع نفسه

وبعض العائلات لو عرفت فانهم يعاقبون الضحية ويطالبونه/ها بالصمت خوفا من وصمة العار المجتمعية بل ويعنفوها أيضا.

كيف بالإمكان معالجتها؟

ضرورة تدريس الثقافة الجنسية للطفل بالمدارس حتى يعلم ما هو الذي يحدث معه ومعاملة الطفل كصديق قبل أن يكون ابن والقرب منه نفسيا والتعامل معه براحة أيضا وشرح المفاهيم من عمر صغير له او لها .

وطبعا القانون الرادع والعقوبات المشددة للمعتدي وفضحه ايضا للمجتمع فنحن مجتمع يخاف الفضيحة لا الجريمة !

تشجيع الضحية على الشكوى عن طريق حفظ سرية المعلومات كاملة وتوجيهم للدعم النفسي من قبل مختصين بذلك حتى لا يشعر او تشعر بالعار نتيجة المجتمع ولوم النفس الذي قد يصل للإكتئاب او الانتحار .

والجانب الأهم دور الإعلام المهم بتقوية الضحية وعدم لومها بل وايضا التشجيع على الشكوى وعدم معاملتها كإنسان غير قابلة للتأقلم بالمجتمع او الزواج به/ها فللأسف الكثير من المسلسلات تصب ضد الضحية بهذا الجانب واعطاء شعور النقص للمشاهد في حال تعرض للتحرش.

والأهم من ذلك أن يتم معاقبة ولوم كل من يبرر التحرش وذلك فنتيجة لشيوخ الدين ولوم الضحية وربط التحرش باللباس وزواج القاصرات ورؤية المرأة كأداه للجنس فقط فنحن نلاحظ اذا ما تم الاعتداء على طفل يصرخ المجتمع بأطيافه لكن عندما تكون طفلة فيتجه البعض لتبرير للباس أو صعوبة الزواج أو لوم الطفلة لم ذهبت أصلا بل وانها بكل وقاحة تريد ذلك.!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى