الدراما الأردنية ” امرؤ القيس – الثأر المر” أنموذجا.
التاج الإخباري – حنين عبيدات
فقدت الدراما الأردنية مؤخرا مكانتها على الساحة العربية، لأسباب كثيرة منها : فقدان النص أو تخصيص و توجيه النص، و هذه من أهم أسباب تراجع الدراما الأردنية ،و يعني ذلك عدم وجود نصوص تعرض ثقافات متعددة و تصنع دراما حقيقية تؤثر في الشارع العربي، أو توجيه النص باقتصاره على ثقافة محددة تظهر زاوية معينة دون التعددية لمكونات المجتمع الأردني أو ترسيخ الدور الأردني على الساحة العربية و عرض سيرة الدولة الأردنية بمكوناتها الثقافية و الإجتماعية و السياسية ، و هناك أسباب أخرى هو ضعف الدعم الحكومي من خلال وزارة الثقافة للنهوض بالدراما الأردنية و التي ستكون سببا مباشرا لإنعاش الإقتصاد الأردني .
و أنا أتابع مسلسل امرؤ القيس (مسلسل أردني _سوري)، بكوادر تمثيلية معظمها أردنية، بطولة الفنان رشيد ملحس و حابس حسين، و زهير النوباني ، ياسر المصري، منذر رياحنة، عبدالكريم القواسمي، اياد نصار، لارا الصفدي و غيرهم من الكوادر التمثيلية الأردنية التي نرفع لهم القبعة، بمشاركة ممثلين من سوريا منهم :نورمان أسعد، و غسان مسعود و نجاح سفكوني.
و العمل من إنتاج المركز العربي للإنتاج العربي ( المرحوم عدنان عواملة)، أما كاتب النص هو الكاتب الأردني المرحوم جمال أبو حمدان، فهذا التلاحم الفني الجميل صنع كيانا فنيا وثق في تاريخ الفن العربي.
فمن خلال متابعتي للمسلسل سررت جدا و أيقنت أن الفنان الأردني من أفضل الفنانين في الوطن العربي، ويعزى ذلك لأسباب عدة منها : اللهجة القريبة من لهجات عربية كثيرة و التي تجعله متقنا للكثير منها بالإضافة إلى انه يتقن العربية الفصحى بطلاقة ، أما عن أداءهم فكان رائعا و أوصل للمشاهد القصة بسلاسة و بأسلوب مقنع بلغ كل تفاصيل قصة الثأر الذي أصر عليه امرؤ القيس بسبب قتل بني أسد لوالده وقد استنجد بقبائل تغلب و بكر و قتلوا المئات منهم، و لم يكتف امرؤ القيس من ذلك ، فذهب لطلب المساعدة من قيصر الروم الذي ألبه البعض على امرؤ القيس فقتله بعباءة مسمومة كان قد أهداه إياها و دفن في أنقرة.
امرؤ القيس هو: جندح بن حجر بن الحارث الكندي أحد أشهر شعراء الجاهلية وآخر ملوك أسرة كندة اليمنية.
حنين عبيدات
