مقالات

حكايتي مع الكوكو عاشور وقرارات الحكومة

التاج الإخباري

خليل النظامي

عندما كنت طفلا يافعا كان هناك قصة عشق سرية بيني وبين شوكلاتة “كوكو عاشور”، وكنت اشتريها بشكل يومي بـ “شلن” من “دكانة” على مقربة من بيتنا العتيق تملكها “ختياره” مسنة توفت قبل سنوات طويله رحمها الله.
جاءت العطلة الصيفية للمدرسة وكانت مدتها ثلاثة شهور آنذاك، وكما تعرفون العطلة لا يكون فيها مصروف يومي، ويعيش الطفل في القرية العتيقة على المساعدات والتمويل الخارجي من الجيران، الامر الذي كان يحد بيني وبين رؤية مذاق معشوقتي “الكوكو عاشور”.


فكنت اتبع اسلوب الضغط من خلال البكاء تارة، ومن خلال والدتي تارة اخرى، واحيانا من التهديد بالهروب والنوم في “مغارة الغولة” التي تقع اعلى جبل القرية، وتستمر معاناتي وشوقي لمعشوقتي ايام وايام لدرجة انهم “زهقوني” ويريدون اسكاتي فيقوم والدي بمنحي “الشلن” لأشتريها.


المضحك بالأمر وما دعاني للكتابة ان فلسفة وسياسة ما كان يحدث معي في الماضي اراه يحدث اليوم بين الحكومة والشعب، فترى العديد من القرارات التي تتخذها الحكومة بشكل متسرع تتراجع عنها في اول حملة ضغوطات شعبية تمارس ضد هذا القرار، اضافة الى ان هناك قضايا كـ قضية طلبة الدراسات العليا تأخذ وقتا كبيرا وضغوطات تمارس من كل صوب وناحية وبالنهاية ترضخ الحكومة للمطالب.


وبالتفكير في هذه الفلسفة سواء التي كنت اعيشها في الماضي او ما اراه الان بين الحكومة والشعب، استنتج أن معظم القرارات الحكومية التي لا تتوافق مع الرغبة الشعبية لم تكن منبثقة في أصلها عن دراسة علمية وواقعية لحال قضيتها، والدليل على ذلك ان لا حجة حكومية في ذروة ممارسة الضغوطات تفردها الحكومة على طاولة الحوار مع الرأي العام، الامر الذي يجعلنا نضع العديد من علامات الاستفهام حول القرارات الحكومية خاصة تلك المتعلقة بحياة المواطن اليومية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى