مقالات

الزواج في زمن الكورونا

مرام حجازي

توقفنا وتوقف غيرنا، عبّرنا وعبّروا عن آرائهم عن العقلية الأوسع ذات البصمة الأشنع في حياة البشرية في أيامنا هذه وهي جائحة كورونا التي ضربت وجه الحياة منذ بداية عام 2020 بكف من حديد، وخلفت جميع الأوجاع والهموم التي جعلتنا نذرف من مقلنا الدم بدل الدمع عل نتائج وخيمة على جميع الأصعدة الحياتية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية ومنها الزواج وكيفية تغير نمطه كلياً.

ففي بداية التسعينات كان الزواج مظهراً اجتماعيا ً غاية في الأهمية حتى لدون الطبقة الوسطى لما يحمل من معانٍ في نفوس الناس ويجمع أكبر مظاهر الفرح التي يترجمها بذخ أكبر مبلغ من المال لإظهار كافة المفاخر الكذابة.

لكن مع بداية هذه السنة المشؤومة كما يقول عنها أغلب البشر بدأت هذه المظاهر بالتلاشي شيئاً فشيئا ً إلى أن تلاشت إلى حد ما مع إغلاق الحكومة لقاعات الأفراح خصوصاً عندما اكتشفت أول حالات الوباء في قاعة أفراح مشهورة في محافظة أربد في أذر الماضي فأصبح أمراً محتما ً عل الحكومة اتخاذ هذا القرار.

لذا أصبح للزواج طعماً آخر مختلف هو طعم مر للأغلبية وللقلة، وجدوه نوع ما من تغيير النمط السائد قديماً والذي كان كالأغلال يقيد حرية الشباب المقبلين على الزواج، والذي كان يحملّهم ما لا طاقة لهم به، بل أصبح هذا التقليد السائد المحبب لدى الفتيات بأن كورونا أصبحت (حجة ) من أجل تبرير عدم إقامة عرس والمبالغة في الفرح والإبهار للأعين بأشياء ليس لها قيمة أبداً .

لكن فعلاً قد تغيرت النظرة لهذا الشكل الاجتماعي المهم ولننظر لكورونا من زاوية خرى بأنها علمتنا كف تكون الحياة بالبساطة أحلى دينياً واجتماعيا ً وأن ننقي أنفسنا من كل هذه القيود، قد نظرنا دائما ًإلى كورونا بأنها بومة كنذير شؤم بالموت لكنها وبنفس الوقت علمتنا مفهوم التخلي عن الخداع البصري، علمتنا كيف نروي لأولادنا كيف تزوجنا في زمن قرّبنا فيه من الله أكثر ، وسوّرنا حياتنا بسور جديد من أخلاق زمن الرسول –صلى الله عليه وسلم –وأصبح تفكيرنا أعلى و أنقى و أرفع لحياتنا ، فشكرا ً كورونا … !!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى