اهم الاخبارمقالات

أَبَا بيدر ، ، ، هَل أَصْبَحْنَا غُرَبَاء فِي قَوْمِنَا ، ، ، ؟

التاج الاخباري- خَلِيل النظامي
جِهَاد وَلَك مِنْ اسْمُك نَصِيب ، فَـــ الْجِهَاد أَصْعَبُ مَا يُوَاجِهُهُ الْمُؤْمِن ، يَعْنِي الصَّبْر وَالْحِكْمَة ، وَتَفْضِيل الْبَصِيرَةِ عَلَى الْبَصَرِ ، وَتَقْدِيم الْعَقْلِ عَلَى النَّقْلِ ، وَثَبَات عِنْدَ الشَّدَائِدِ ، وَحَلَم عِنْد شْدَة الْغَضَب ، وَتَذَكَّر يَا صَدِيقِي قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى : وَاصْبِر لِحُكْم رَبِّك فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا.

. تَقُولُ لَك خلجاتي يَا رَفِيقِي ، ، ،

لا أَعْلَمُ حَقِيقَة مَاذَا أَصَابَ قَوْمِي ، فَقَد بِتّ أَشْعَر أنَّنَا غُرَبَاء عَنْهُم ، برغم أنَّنَا نُشْبِههُمْ ، لوننا كلونهم ، جَبْهَتِنا سَمْرَاء كجباههم ، وَصَوْتِنا مَبْحُوح وَحَزِينٌ كصوتهم ، نَغْتَسِل بِالْمَاءِ الَّذِي يَغْتَسِلُون بِه ، وطبيخنا كطبيخهم ، وَرَائِحَة ملابسنا كَرَائِحَة مَلَابِسهمْ ، فَمَالِي أَصْبَحْت أَشْعَر وكأننا غُرَبَاء عَنْهُم , , , ! ! !

قَدْ رَأَيْت فِيك أَن أقدامك تَسِير عَلَى أَرْضَهُم ، وتحرقك شَمْس الظَّهِيرَة كَمَا تحرقهم ، وَتَتَنَفَّس ذَات الْهَوَاءِ الَّذِي يتنفسون ، وتشكوا مِنْ نَفْسِ الْوَجَعِ الَّذِي يشُكُّون ، وَتبْذَل قُصَارَى جُهْدك وَمَا أَتَيْتُ مِنْ عَزَمَ وَبِكُلّ طَاقَتك وَمَا تَمْلِكُ مِنْ أَدَوَاتِ دفاعا عَنْهُم ، وَلَم تنْصَبّ نَفْسِك يَوْمًا قَائِدًا عَلَيْهُم بَلْ أَبَيْت إلّا أَنْ تَكُونَ بمنتصف الْجُمُوع وَالصُّفُوف كَيْ لَا تغرك الدُّنْيَا عَنْهم . . . فَمَالِي أَصْبَحْت أَشْعَر وَكَأَنَّك غَرِيبٌ عَنْهُم . . ؟ ؟

يَقُولُون ، أَن الْقَسْوَة والكبت تُجْعَل الْبَشَر أَجْسَادًا مَيْتَة ، وعقولا مَجْنُونَة ، وَأَنَا اعْتَرَف أَنَّكُم تقاسون وتعانون الْوَيْل والمرّ فِي كُلِّ يَوْمٍ ، وَلَكِنْ لَمْ أَصْدَق كُلُّ مَا يُقَالُ ، فَأَنْتُم أَهْلِنا وَأَقْرِبَائِنا وأصدقائنا وعشيرتنا وعزوتنا وَسَنَدنَا وَنَحْن مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مِنَّا وَيَسْتَحِيلُ أَنْ نُصَدِّق أَن تَصِلُون لـ مَرْحَلَة الْجُنُون وَالْأَجْسَاد الْمَيْتَة ، ، ! ! ! !

لَمْ أعُدْ افْهَمْ مَا يَحْدُثُ لِقَوْمِي ، رُبَّمَا حَسَد ، رُبَّمَا نَجَح الْغُزَاة بتفتيتنا ، رُبَّمَا أَصْبَحْنَا فِعْلًا أَجْسَادًا مَيْتَة ، رُبَّمَا ضُغُوط الدُّنْيَا وَالْحَمْل الثَّقِيل ، لَا أَعْلَمُ ، ، وَلَكِنْ كُلُّ مَا أَعْلَمُهُ أَنَّهُ مَهْمَا بَلَغْتُم مِنْ رَفِيقِي جِهَاد فَلَن يقِف ضدكم ، وَلَن يقسوا عَلَيْكُم ، وَلَن يسَاوِم عَلَيْكُم ، نَعَم رُبَّمَا يغْضَب قَلِيلًا ويستفز قَلِيلًا ، وَلَكِنْ مَا هِيَ إلَّا سَاعَات حَتَّى يعُود لِمَا هُو عَلَيْهِ تجاهكم . . .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى