مقالات

في ذكرى استشهاد المفكر والكاتب” ناهض حتر”

التاج الإخباري – رسمي محاسنة

“المظلومية”..هي التي تحضر اليوم في ذكرى اغتيال المفكر والكاتب الكبير ” ناهض حتر”، المظلومية التي وقعت على الاردن، بالتشكيك وتزييف الحقائق،والتقليل من قيمة التاريخ والانسان الاردني،ومحاولة كتابة تاريخ مزيف يتناسب مع رغائب افراد ومؤسسات ودول.

تاريخ تمت كتابته في غياب الاردنيين. ويحضر مع المظلومية صورة”وصفي التل”،بالحملات التي اشتدت سفالة” مخرجيها” مع المسرحية البائسة امام “شيراتون القاهرة”،لتغييب المشروع النضالي الذي طرحة على المجتمعون في مؤتمر القاهرة.

وكما أن ” ناهض حتر” هو الذي تجرأ على اعادة “وصفي التل” الى الواجهه، بعد عقود من التواطؤ لتغييب الصورة الحقيقية له، فكان حتما سيكون مرشحا ل”مظلومية ” جديدة، شكلها الخارجي، كان شخص سلفي ساذج، ورصاصات قذرة علا صوتها على صوت العدل.

في الحديث عن الشهيد” ناهض حتر”،لن اتوقف عند مهزلة الاتهام بنشر الكاريكاتير” الذي حذفه واعتذر عنه ..فيما بقي نفس الرسم على صفحات كثيرين منهم مسؤولين”،واذهب الى تلك الفترة التي نشطت بالتحريض،تحريض تصدرة رئيس الوزراء اّنذاك، وابرازه انه عدو للاسلام، وانه هذا اوان محاسبته، وخرجت اصوات وجدتها فرصة للتصفية السياسية، فكان القرار بالتصفية الجسدية، والخلاص من هذا القلق اليومي الذي يزعج من سرقوا الاردن، وسرقوا مستقبل ابنائه،ودعاة الوطن البديل. كان الشهيد ”ناهض حتر”، يلاحق بكتاباته الذين روجوا للخصخصة، ونفذوها، وافقروا البلد، بقيادة” باسم عوض الله”، وصولا لارتهان الاردن لكل الاملاءات، بعد تجريدة من مقومات استقلال قراره السيادي، وهؤلاء لم يكونوا وحدهم، انما تحالف معهم الساعون الى تضييع الحق الفلسطيني، والترويج للوطن البديل، وحل مشكلة الكيان الصهيوني، بالخلاص من الفلسطينيين، وطردهم من ارضهم، واقامة دولتهم في الاردن، وقد كانت كتابات “ناهض”، في اطار التوعية من هذه المخططات، وفضح هذا النهج،فكانت التهمة الاسهل، وهي انه “اقليمي”، فهو في الوقت الذي كان يدافع فيه عن الاردن، فهو يدافع عن فلسطين، وموقفه واضح من التجنيس، وحق العودة،ودسترة قانون فك الارتباط” بمعنى ان كل فلسطيني حصل على الجنسية الاردنية قبل 1988..

هو اردني”، وفي نفس الوقت كان يدعو الى اعطاء الفلسطينيين في الاردن الامتيازات ماعدا المشاركة السياسية، حتى يبقى حق العودة قائما.

وكما ان الغموض مايزال يلف استشهاد” وصفي التل”،فان اغتيال “ناهض” ذهبت معلوماته مع ذلك الساذج الذي تم التسريع باعدامة،وهو سؤال موجه الى الحركة الوطنية الاردنية التي لم تكن جدية بمتابعة القضيتين.

غاب الكاتب والمفكر الشهيد”ناهض حتر”، وترك فراغا كبيرا، سواء في طروحاته، او مناظراته، او كتاباته، حيث الجميع ينتظر مقالته،وهذا الفراغ لم يملأه احد،رغم تناسل الكتاب والصحفيين والاعلاميين، فلا احد تتوقف عنده، فقد كانت وجهة ”ناهض” هي الاردن والعروبة، بينما “كتبة” اليوم في اغلبهم مرتهنون الى جهات مختلفة، يطلون برؤوسهم من ” اكمام معاطف” اخرين، او ينتسبون الى “النجس دحلان”، وفي افضل الظروف محكومون لضحالة فكرهم وثقافتهم، في الوقت الذي كان في الشهيد”ناهض حتر” عميق الثقافة، شمولي المعرفة، في السياسة والاقتصاد والاجتماع،وكان يعرف تاريخ الاردن بكل مافيه من ميثولوجيا مدهشة، ويعرف المكان الاردني بتاريخه وطقوسه، ويعرف الانسان الاردني بوقائعه وايامه وغنائه، الذي كان يرى فيه “كما كان يرى وصفي” نموذجا” اسبارطيا” اذا توافرت له الظروف العادلة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى