العضايلة يكتب : اعترافات (12) ..23 يطلب شطف الممر والمحقق يوافق !!
التاج الإخباري – غيث العضايلة
بدأت اول جلسة تحقيق مع ضابط محترم من عائلة مطر المعانية ، وكانت الاسئلة حول عائلتي واصدقائي وماذا يعملون ، واندهشت ان الضابط استخرج بكبسة واحدة على الكمبيوتر معلومات كاملة عني وكانها كشف حساب بنكي ، خلافا لتوقعي بوجود ملف ورقي لكل معتقل .
قال المحقق : ( ٢٣ ..لا تغلبنا ولا تغلب حالك ! ، لدينا كل المعلومات حول نشاطك السياسي في الجامعة ، والخلية التي كنت تنتمي اليها ، وكيف كان ناهض حتر يوجهكم ويحرضكم ، كما نعرف دورك كاملا في احداث العنف الاخيرة ، واستطيع الان ان اسرد عليك كل نشاطاتك المعادية للوطن ، ماذا كنتم ستفعلون بالاسلحة التي اراد ناهض حتر ان يجلبها لكم من سوريا ؟ وما هي اهداف الخلية ؟ ) .
انا : ( سيدي انا لم التق يناهض حتر سوى مرة واحدة في اللويبدة ، ولا اعرف قصة الاسلحة ، اما عن دوري في خلية مؤتة فقد كان عملنا سياسيا شبابيا لا يهدف الى زعزعة الحكم بل تصويب اداء الحكومات ، اما بخصوص احداث الخبز فقد شاركت في مظاهرة سلمية لا بل حاولت منع احدهم من احراق المؤسسة الاستهلاكية لكن فشلت ) .
المحقق : افراد الخلية هم ( …….. ) وكنت تجتمعون في بيت ( …….. ) وهذا هو جدول اعمالكم الذي كان يدونه (…….) صح ولا مش صح يا ٢٣ ؟
انا: صح !
المحقق : لماذا كنت تحرض وتهيج الشباب على العنف في احداث الخبز ؟
انا : كنت اريد ارسال رد لحكومة الكباريتي ان رفع الاسعار مرفوض شعبيا .
المحقق : هل انت نادم بعد ان عرفت ان خليتكم كانت مخترقة .
انا : لست نادما على شيء لانني احب الاردن ولم اكن انوي ارتكاب اي عمل مسلح بل كنت اؤمن بالعمل السلمي .
المحقق : خدعكم ناهض كما خدعكم البعثيون وها انت الان مهدد بالسجن لسنوات طويلة وسيبلغك المدعي العام قريبا بالاتهامات الموجهة لك .. وقع على افادتك .
انا : ممكن اقرا قبل ما اوقع ؟.
المحقق : طبعا !
قرأت الافادة ووقعت ، ثم نادى المحقق على الحارس لاعادتي الى الزنزانة ، و في الممر التقيت بمعتقل ذي لحية كثيفة يرافقه حارسان ، فرفع حاجبيه للسلام علي ، ورددت بالمثل لان الكلام ممنوع بين المعتقلين .
دخلت الزنزانة وانا خائب الامل كيف تم اختراق مجموعتنا ، ثم بدأت بالتفكير في خطة لمواجهة ساعات السجن الطويلة ، فقررت قراءة القرآن ٦ ساعات يوميا ،وكان لهذا الامر الذي نفذته تاثيرا كبيرا على لغتي العربية .
كانت الساعات في سجن الجندويل تمر ثقيلة بطيئة قاتلة للامل ، وكانت حركتي شبة معدومة في الزنزانة الضيقة ، ووصل بي الامر انني كنت اخاطب الجدران واحاورها.
كان المحقق يستدعيني كلما اراد ، وباي وقت ليلا او نهارا للاستفسار عن جزئية معينة او احد الاسماء ثم اوقع واعود الى الزنزانة .
اذكر انه في اليوم الثامن من الاعتقال ان رجلي تخدرت تماما من قلة الحركة ، فعرضت على الحارس وكان اسمه احمد العجارمة ان اشطف الممر ،فاستغرب وضحك ثم قال ساطلب الاذن لك من المحقق ، عاد العجارمة بعد نحو ساعتين قائلا ( اجاك الفرج .. المحقق وافق ) .
كانت تلك الموافقة مثل رشفة ماء لتائه في الصحراء لانني خشيت شلل اقدامي ، وما ان سكب الحارس الماء في الممر حتى مارست مهمتي باستمتاع شديد ثم تناولت العشاء وكان بطاطا مع البندورة والارز .
يتبع ..
في الحلقة المقبلة ..الانجليزية كاترين الجميلة اول وآخر الزائرين ل ٢٣