مقالات

بقلم الإعلامي العميد المتقاعد هاشم المجالي ابوالشهيد عمر

التاج الإخباري – في مثل هذا اليوم من عام 2007 كنت قد فقدت فلذة كبدي وبكري و وحيدي الشهيد عمر هاشم عواد المجالي في حادث دهس من سائق باص طائش أرعن يسابق الآخرين لأجل الحصول على بريزة تدفع له من راكب على الطريق .

الشهيد عمر الذي علمناه أنا ووالدته أن يحب الأردن وقيادته وشعبه وفلسطين و أرضها وشعبها حتى أصبحت أمنيته بأن يكون طيارا مقاتلا ومدافعا عن سماء الأردن ، و بأن يستشهد مدافعا عن الأقصى وفي حرمه .

الشهيد عمر عندما سمع الأخ محمد الوكيل في برنامجه اليومي يدعو الناس للتبرع ماديا من أجل زراعة القرنيات ويشجع على التبرع بالقرنيات ، بادر بالإتصال هاتفيا (الإتصال موثق صوتيا على الجوجل ومع الاخ محمد الوكيل) وتبرع بمبلغ خمسين دينارا للحملة وقال له بالإتصال : أنا أريد أن أتبرع بقرنياتي في حال مماتي لمن يحتاجها.
و شاءت الأقدار بأن يغادرنا الشهيد عمر بعد عشرة أيام من اتصاله مع محمد الوكيل بالحادث المشؤوم ، حيث قمنا بتنفيذ وصيته وزرعنا قرنيتيه للشابين الأخوين أمجد وفارس شايش المدارمة من محافظة المفرق الذيّن استطاعا أن يريا النور والضوء بعيون الشهيد عمر .

ولإيماني بقدر الله و أنه ما شاء يفعل ، فإنني قد سامحت السائق الذي دهسه مقابل شرطين شرطتهما عليه وعلى ذويه ، وكان أولهما أن يكون رضيا ومرضيا لوالديه ولا يغضبهما ،وثانيهما أن لا ينقطع عن الصلاة لله تعالى ، و بموافقته و موافقة أهله وذويه فإنني قد سامحته عند دفن المرحوم الشهيد عمر ولوجه الله تعالى ..

ولايماني بأن الله قد جعل في مصيبتي هذه اختبارا لي ولأسرتي فقد عقدت العزم أن أنشط بالعمل الخيري حيث قمت بمثل هذا اليوم من عام 2008 أي بعد عام من وفاة الشهيد عمر بتأسيس جمعية الشهيد عمر هاشم المجالي للتبرع بالقرنيات ومساندة المتضررين من حوداث السير .

هذه الجمعية التي ساهمت في زراعة اكثر من 3500 قرنية وزراعة كبد وكلى وقلب لمواطنين في كل انحاء المملكة .. كما أنني كنت قد أعددت دراستي بالماجستير من كلية الدفاع الوطني عن أثر التبرع بالأعضاء على الإقتصاد الوطني وبرهنت فيها بأننا نستطيع توفير مبالغ تتجاوز الخمسين مليون دينار سنويا على خزينة الدولة من خلال تشجيع ثقافة التبرع بالأعضاء والقرنيات .

ولكن ويا للأسف فقد خسرت عمر في حادث دهس وليس كما كان يتمنى شهيدا مدافعا عن المسجد الأقصى . وحاربوني في جمعية الشهيد واستبعدوني وجمدوا الجمعية .

ولم تأخذ الحكومات ولا مجالس النواب بدراستي وتوصياتي في تشجيع ثقافة التبرع بالقرنيات ، ولهذا و كما هو متوقع فقد ارتفع اعداد المحتاجين للقرنيات والأعضاء الى عشرات الالاف ولو أخذوا بتوصيات دراستي لكنا قد وصلنا الى ندرة الحالات المحتاجة في وطننا الحبيب .

سامحني يا ولدي ويا حبيبي ..يا عمر ..لقد نفذت وصاياك كلها من جهتي ، ولكن وطني وحكوماته لم يسعفونني بتنفيذ وصاياك ورغباتك .

المصدر : وكالات

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى