مقالات

الزراعة من زاوية اخرى

التاج الإخباري – عمران الخصاونة

اعتدنا الحديث عن القطاع الزراعي الأردني الذي يشكل العامود الفقري للأمن الغذائي الوطني وما يواجه من صعوبات ومشاكل تحد من تطوره كارتفاع اجور العمالة ، غلاء اسعار مدخلات الانتاج وتذبذب الاسعار في السوق المحلية ، اغلب المعنيين يحاولون اقتراح حلول اكثر ملائمة من تلك التقليدية التي لم تفلح جلها بالنهوض بالقطاع والسير به قدما عله يسهم بحل مشاكل الأردن الاقتصادية وعلى رأسها كما نعلم جميعاً كابوس البطالة الذي أرق صناع القرار والساسه على مدى عقود مضت ، واليوم ونحن نحاول الخروج من تأثيرات جائحة فيروس كورونا التي بدلت موازين القوى العالمية لتضع الغذاء والصحة في مقدمة اسباب القوة والاستقرار يجب علينا جميعاً كمواطنين ومسؤولين اعطاء الزراعة الاولوية والعمل على تنظيم هذا القطاع ووضع الخطط الاستراتيجية له للوصول به إلى تطلعات جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله الذي لا يكاد يخلو خطاب له من ذكر اهمية الوصول آلى مستويات مرضية من ألأمن الغذائي الاردني والتكامل الزراعي مع الاشقاء في دول الجوار وعلى رأسها العراق ومصر.

اريد اليوم ان اسلط الضوء في هذا المقال على قطاع الزراعة من زاوية اخرى فالقطاع اليوم يسهم بما يقارب من ٥٪؜ من الناتج المحلي الاردني وهي نسبة متواضعة خصوصاً اذا ما ادركنا ان اكثر من نصف مياهنا العذبة تذهب للزراعة في دولة تعد الاشد فقراً عالمياً بمصادر المياه ويعاني ١٣٪؜ من سكانها من انعدام الامن الغذائي حسب تقرير منظمة الزراعة والغذاء العالمية ،المعطيات سابقة الذكر تجبرنا على معرفة مواضع الخلل والبدء الفوري بتطبيق منظومة حلول متكاملة مربوطة بسلم زمني للسير بالزراعة الاردنية نحو المرجو والمنشود منها كزيادة الانتاج بنسبة ٣٠٪؜ بالاعوام الثلاث المقلية بما يتوائم مع برنامج أولويات الحكومة المعلن ، تشغيل عدد اكبر من الاردنيين للحد من الارتفاع المتسارع بنسب البطالة بالمجتمع وعدم قدرة القطاع العام على استيعاب هذا الاعداد ورفد الاقتصاد الوطني عن طريق زيادة حصة الزراعة من الناتج المحلي الاجمالي.

اعتقد ان اول خطوات الحل تكون بعمل قاعدة بيانات شمولية للقطاع الزراعي تكون جزء من نطام معلومان وطني يمكن صناع القرار ،الباحثين والمستثمرين من اتخاذ قرارات صائبة ، والبدء بإدخال تكنولوجيات الزراعة المتقدمة إلى المملكة وتدريب المزارعين على استخدامها للحد من استنزاف المياه العذبة ، والأهم العمل على انشاء زراعات تعاقدية مع الدول المختلفة سواء الاشقاء بالخليج العربي او اوروبا والولايات المتحدة الاميركية لضمان تسويق افضل للمنتجات الاردنية وتحقيق العائد المادي المرضي للمزارعين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى