مقالات

الإِشَاعَةُ مَخَاطِرُهَا و طُرُقُ مُعَالَجَتِهَا

التاج الإخباري – بقلم فاطمة القريوتي

تُعْرَفُ اصطلاحاً بالخبر الكاذب العَارِ عن الصحة الغير مُستند لدليلٍ أو بُرهَان ، مجهولةُ المصدر ، هدفها التضليلُ والتشكيكُ والإلهاء ، وتنطلي على آثار ومخاطر سنأتي على ذكرها لاحقاً .

الفهم الخَاطِىء لدى البعض في توظيف واستعمال التكنولوجيا أثر سلباً على سرعة تداول وانتشار الإشاعة مما عَمَّقَ أيضاً تأثيرها في ظل عدم وجود الوقت الكافي عند البعض للبحث والتحري والتأكد من صحة المعلومة وصدقها ولعل ما يجري من جدل وتخبط عبر وسائل التواصل الاجتماعي لخيرُ دليل على ذلك .قلتُها مرَّةً و أظَلُّ أُكررها : ( معركة الوعي هي أخطر المعارك ) وإليكم بعض آثار الإشاعة و أضرارها :

تعمل بعض الشائعات و الأكاذيب الملفقة على نشر الرعب و الذعر و خلق الفوضى و البلبلة في المجتمع و قد يصل الأمر الى المساس بالأمن الوطني بسبب التشكيك بمصداقية الجهات و المؤسسات المسؤوولة .

تمس بعضها الأمن الاقتصادي ذلك أنها تعمل على بث الشعور بالخوف و القنوط و الاحباط مما يؤثر على الإنتاجية وبُطءِ النمو الاقتصادي ويُسبب خللاً واضحاً في الدورة الاقتصادية مما يعني قناعة الآخرين بأن بيئة الدولة طاردة للإستثمار .* إِضعافُ الثقة ما بين القطاع العام و الخاص و زيادة مستوى الشك بينهما .

تمس الأمن المجتمعي لانعدام الثقة و إساءة الظن بين أفراد المجتمع مما يؤثر على تماسكه و قوته ناهيك عن أضرارها على الصعيد الشخصي حيث سُجلت حول العالم حالات وفاة لأشخاص تأثروا ببعض الإشاعات الشخصية نظراً لحساسيتهم وعدم تحملهم لآثارها .

ولأن على كل منا مسؤولية دينية وأخلاقية ومُجتمعية تفرضها المواطنة الصادقة ينبغي علينا أن نُحارب معاً هذه الآفة المُستشرية وإليكم بعض الطرق التي من المُمكن أن تُسهم في وأد الإشاعة في مهدها :

توضيح الحكم الشرعي لمن يكذب أو يروج الأخبار الكاذبة بأنه حرامٌ شرعاً و فاعله آثم .

توعية أفراد المجتمع و دعوتهم ليكونوا أكثر إيجابية وإعمال المنطق عند تلقي الإشاعة و ارشادهم للتأكد من صحة المعلومة قبل تداولها بالرجوع إلى المصادر الموثوقة .

محاسبة الأشخاص والمجموعات والصفحات التي تنقل الأخبار الكاذبة و معاقبتهم وفقاً للقوانين المعمول بها .

الشفافية في الرد على الإشاعة وبيان حقيقتها مما يساهم في الحد من انتشارها و إيقافها .الوطن للجميع والحفاظُ عليه واجبٌ ومسؤولية ، حمى الله أُردننا أرضهُ و إنسانه من الشائعات و أضرارها ووقاكُم ومن تحبون كل شر والله ولي التوفيق .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى