التاج الاخباري- ايمان العكور – عندما اتخذت الحكومة قرار اقامة مهرجان جرش لهذا العام وفي هذه الظروف الاستثنائية..لم تقم باجراء استطلاع شعبي بل كالعادة قرار مثل أي قرار عشوائي اتخذ خلال عالسنتين اللي خربت فيها نص البلد..
انا من عشاق العودة لمظاهر الفرح اللي انسرقت منا بقرار حكومي لا نقاش فيه..وفرحت بأن يكون جرش اول شرارة لعودة الروح لكل ما توقف عن الحياة..
اكيد كان تحدي كبير للجميع..استقطاب فنانين ومثقفين وفرق عالمية بهكذا ظروف..وعلشان هيك لانه التحدي غير مسبوق..كنا متأكدين انه راح يكون هناك عثرات وأخطاء وتجاوزات لن يتم السيطرة عليها.. وأعتقد أنه اي ادارة بسيطة لاي مشروع صغير لما تطلقه بتكون واضعة Risk Factor او عامل المجازفة فيما لو لم تمشي الأمور كما هو مقرر لها ..
الا عنا..يبدو أنه كالعادة كل شي غايب عن اذهاننا.. علشان هيك نصاب بصدمة لما اي غلطة بتصير..وبنبدأ ندور على شماعة نعلق عليها اخفاقاتنا..

باختصار..ما اكتبه الآن هو بسبب صدمتي من توقيت قرار اقالة المدير التنفيذي لمهرجان جرش( واللي صدقا ما بعرفه شخصيا ) وتعيين اخر مكانه ونحن في الأسبوع الأول من ايام المهرجان..
مهما كانت الأسباب التي عوقب عليها..واللي باعتقادي الها علاقة بالاعداد الهائلة اللي حضرت حفل الفنان جورج وسوف ( واللي عرت ادعاءات الحكومة ومتفلسفين الصحة عنا بأن خطر كورونا لا يزال جاثم على صدورنا..ومن اجل تبرير اجراءات الجباية القصرية التي تمارس على المواطن بحجة كورونا )

نعم هناك اخطاء..الناس متعطشة للفرح مع انها ماكلة هوا على جميع الاصعدة..
وجرش جاء مثل طاقة الفرج خاصة ان تكلفة حضور حفلاته بمتناول شريحة كبيرة..

للأسف توقيت هذا القرار خاطئ جدا وغير مدروس..
قرار يضر بسمعة المهرجان ..وسمعة الأردن سياحيا..
قرار مخجل امام ضيوف الأردن اللي بعدهم بديارنا..كيف اول ايام مع مسؤول وبقية المهرجان مع مسؤول جديد..
قدروا تعب طاقم الإدارة طوال العام من أجل اقامة المهرجان..
شو صار لو انتظرتوا كم يوم لنهاية جرش..وبعدين حاسبوا اي مسؤول على اي تقصير..بدون افلام الأكشن تاعتكم..
حسستونا أنه ماشاءالله المقصر عنا..عالسريع يتم معاقبته من اجل مصلحة هالبلد المسكين..
طيب شو صار بمأساة مستشفى السلط..
والا الإهمال الطبي..والا تعيينات الواسطات..والا السرقات..والا والا..

يا خسارة هالمهرجان اللي ضيعتوا هيبته خلال السنوات الماضية..بعد ما كان حلم لاي فنان عربي يوقف على احد مسارحه.
ما حدث اليوم..هو كارثة ادارية بكل معنى الكلمة..
جرش .. اصبح وصمة عار للفنان الأردني.. اللي صار ضحية ومجرد تعباية فقرة..
عار لما الفنان الاردني ييجي بسيارته التعبانة على حفلته ليجد مدرجات فارغة امامه مقابل استقبال ملوكي لفنان او فنانة عربية.. مع انه الهدف هو تنشيط الفن الأردني وتسويقه في هكذا نشاطات فنية ثقافية..
جرش لم يعد ذلك الحدث العالمي..الذي كانت تتسابق عليه كبرى الفرق العالمية ..جرش اليوم هو حدث يحتضر..وعلى حافة الموت..
جرش الآن..مجرد كم مطرب بغني او برقص على المسرح الجنوبي. وباقي اروقة المدينة صراخ وبياعين واغاني هابطة وهوشات وقمامة شوهت تاريخ المدينة العريقة..
كان افتتاح المهرجان في أيام القه حدث فني عالمي..ما شاهدناه قبل أيام افتتاح لا يرتقي لمستوى مسرحية مدرسية..
هل يا ترى كان افشال المهرجان متعمدا بسبب صراعات داخلية في كواليس الادارة والوزارة وغيرها..ام هو استهتار بقيمة الفن..وسمعة الأردن..

حزينة عليك يا وطن..؟