مقالات

رثاء من جهاد أبو بيدر لأخيه وصديقه الدكتور محمد أبو بيدر

التاج الإخباري – جهاد أبو بيدر

عليك اسأل.. عليك اسأل.. وانتظر اجابتك كل ليلة و رغم المسافة الطويلة التي تفصلني عنك ضوئيا الا ان مسافة وجودك في القلب والروح فهي اقرب الي من حبل الوريد.

اذا كنت تسألني اذا كنت بخير.. سأقولها.. لا لست بخير.. لست بخير منذ خمس سنوات حينما غادرت هذه الفانية وتركتني اصارعها لوحدي.. خمس سنوات يا اخي ويا صديقي وانا في معركة لم اكسب فيها اي جولة رغم انني كنت المنتصر دائما حينما كنت موجودا.. وكيف لا وانت كنت السند والعضد..

لست بخير يا دكتور ورب الكعبة انني لست بخير من هزيمة لهزيمة ومن خسارة لخسارة وكل ذلك لأنك قررت ان تفارقني بلحظة دون سابق انذار

الم اقل لك يومها انني لن احضر الحفلة لانكم ستطلقون النار وانا اخاف من الرصاص كثيرا
فوعدتني يومها ان لا اطلاق رصاص سيكون.. وصدقت الوعد ويبدو ان وعدك هذا كان لاراك لاخر مرة… وكأن نفسك كانت تقول يا صاحبي تعال لأراك
ولم تكن مجرد رؤية فقد ودعت الحياة وانت نائم بين ذراعي.. يومها ظننتك تاخذ غفوة لترتاح ولكنها كانت الابدية..

انا لست بخير يا حبيبي والله انا لست بخير مذ غادرتني والحياة استأسدت علي… مذ غادرتني والدنيا تضربني بكل قسوتها وانا من كنت لانك موجود احارب الدنيا كلها ولا اتردد لحظة.. وكيف اتردد وانت معي السند والعضد
انا لست بخير وانا منذ خمس سنوات انتظر مكالمة منك تقول فيها هل انت بحاجة لاي شئ اي شئ.. لم يكن يصعب عليك من أجلي المستحيل…
انا لست بخير واعلم انك تعلم انني لست بخير ولم اكن بخير مذ رحلت عن هذه الفانية

لا اريد ان اتحدث عنك وعن صفاتك ولا عن فزعتك ولا عن اي شيئ يا دكتور فما زال الجميع يذكرونك بالخير.. لكنني اتحدث عن نفسي بعدك واقولها انني لست بخير.. والله انني لست بخير

وكيف اكون بخير وانت كنت الخير كل الخير
رحمك الله يا اخي ابو مهند ورزقك الجنة.. ان القلب والعين يدمعان وما زلنا بفقدانك يا اخي محزونون.. ولا نقول الا ما يرضي الله.. انا اليه راجعون..
الذكرى الخامسة لوفاة اخي وصديقي وحبيبي الدكتور محمد ابو بيدر ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى