مقالات

مئوية الدولة الأردنية … إسرائيل مازالت عدواً!

التاج الإخباري – بقلم رجا طلب

ليس سراً أن «الكيمياء» بين الملك عبدالله الثاني والمسؤولين الإسرائيليين – وتحديداً نتنياهو – ليست جيدة بل هي سيئة للغاية، ويتحاشى العاهل الأردني قدر الإمكان، ومنذ تسلمه عرش بلاده عام 1999 الالتقاء بمسؤولين إسرائيليين، والسبب هو قناعته بأن إسرائيل لا تريد السلام من حيث المبدأ، وأنها تعمل على تكريس معادلة نتنياهو واليمين الإسرائيلي القائلة «السلام مقابل السلام» وليس مقابل الأرض، وهو ما يعني أن إسرائيل – وبكل ألوان الطيف السياسي فيها – ليست مستعدة لدفع الأرض عربوناً للسلام، وذلك لأسباب عديدة منها الأمني ومنها العقائدي، وفي عقيدة نتنياهو – التى عبر عنها بوضوح شديد في كتابه (مكان تحت الشمس) والذي صدر عام 1993 قبل أن يصبح رئيساً لوزراء إسرائيل – أشار إلى «الخطيئة البريطانية» والمتمثلة بالاتفاق مع الملك عبدالله الأول، على إقامة دولة أردنية شرق نهر الأردن، والتى هي جزء من أرض إسرائيل المفترضة بحسب التوراة ووعد بلفور الشهير، ولذلك كان الملك الراحل الحسين بن طلال ينظر بريبة دائمة لنتنياهو ولليكود، ولمجمل اليمين الإسرائيلي الذي يستلهم عقيدته من «الأمل» النشيد الرسمي لدولة الاحتلال، والقائل (طالما داخل القلب روح يهودية نابضة… فحنينها يميل إلى الشرق وعينها ترنو إلى صهيون)، والشرق هنا هي الضفة الشرقية من نهر الأردن أي الأردن، أما الملك عبدالله الثاني فهو ينظر إلى «إسرائيل» على أنها باتت تحدياً وجودياً، بعد أن أصبح اليمين المتطرف هو من يحكمها وتلاشى فيها اليسار وأصبح من الماضي، وتحول المجتمع الإسرائيلي إلى مصنع لتفريخ التطرف بفضل سياسيات نتنياهو التى «هندست» وعلى مدى عقد كامل من حكمة الحياة العامة في إسرائيل، لتكون دولة لليهود فقط.

يمينية إسرائيل أحد أكبر التحديات التى يواجهها الأردن مع دخوله المئوية الثانية، وهو ما يقلق المفاصل الحيوية في الدولة الأردنية، خصوصاً وأن الأردن – الذي اعتقد أن اتفاق وادى عربة قد «كفن» مشروع «الوطن البديل»، أو مشروع «إسرائيل التاريخية» – يقترب من القناعة بأن اتفاق السلام مع إسرائيل يرقد في غرفة الإنعاش بانتظار الدفن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى