مقالات

العربيات يكتب … انكسر بيت من بيوت القصيد وانغمد سيف من سيوف الاصيل

التاج الإخباريهاشم أمين عربيات

إن عهد الرجال الطيبين الصادقين الأوفياء، ما تبدل أبداً.والراحل الذي نرثيه ونبكيه اليوم معاً، هو المرحوم معالي الشيخ مروان الحمود ؛ قامة العز التي ما انحنت أبداً إلا لله الواحد القهار. هو الوطني الأردني الذي سَمتْ الوطنية في شخصه بأسمى وأعف مراميها. وهو العربي العربي، الذي تجسدت في ذاته العروبة في أبهى معانيها. وقبل كل هذا وذاك، هو الإنسان الرائع الذي لا تملك إلا أن تقف صامتاً بين يدي ذكراه، تقديراً وثناء وعرفاناً. إنه العصامي الكبير الذي منّى النفس بالتميز، فأبدع وكان له ما أراد؛ فارس الموقف والكلمة، وأشهد بذلك ولا أتردد أبداً. وحسبه أن ظل موضع إعجاب الجميع، بلا استثناء، فلم تأخذه الأيام بعيداً عن دروب الوفاء والرجولة والصدق والصفاء، برغم ما شهدت تلك الأيام من تطورات وتقلبات ومصالح وأهواء؛ إذ ظل أبو العبد صاحب العزم الأمضى في الثبات على المبدأ واحترام الذات.

 

ليس أنبل من الصدق إلا الصادقين أنفسهم.ولقد كان أبو العبد، عطّر الله ذكره وذكراه، صادق العهد والوعد معاً؛ ترفع عن الصغار والصغائر، فأثار إعجاب القريب والبعيد على حد سواء، تدرج في العطاء من القمة إلى القمة، فاستحق الثناء والتكريم في مماته كما في حياته؛ مناضلاً ما ادعى يوماً شرف الدفاع عن قيم الحرية والديمقراطية والكرامة والعدل، فقد كان كلامه موقفاً، مثلما كان صمته موقفاً كذلك. وهو من أسهم صادقاً في تعزيز شرف النضال سياسياً وإجتماعيا وثقافياً وإنسانياً. وعلى كل صعيد راق نبيل محترم. ومثله، يرحمه الله، من يحق له ولأسرته كافة أن يفخر ويفخروا جميعاً بأنه وبرغم حساسية ميادين العمل التي خاضها بشرف، لم يحد يوماً عن جادة الصواب وحرمة الكلمة وقدسية معانيها. وهو من بنى، مع رفاق كرام، مؤسسة هي اليوم صرح وطني ومؤسسة إعمار وسميت بأعمار السلط لها في كل زاوية منه سمة وبصمة وذكرى . احترم الجميع صغار كبارا ومسؤولين ومرؤسين وشيوخ وشبابا وها هم اليوم يُجمعون على أنه ما كان إلا الصامت بشرف، والمتحدث بشرف، والمفكر أيضاً بشرف. ولعمري، حضرات الكرام، فإن من كان هذا هو شأنه، فقد علا وتسامى مقامه، وهو الذي آمن بالمؤسسية نهجاً والأخلاق عنوانا والصمت كرامة ، وصدق الإيمان بالعمل المخلص، إنتماء للوطن والأمة وقضاياها.
هو أبو العبد ؛ المناضل والسياسي والعين والشيخ والنائب والوزير. وقبل هذا وذاك، الإنسان الذي لا تملك إلا أن تحبه وأن تجزع لفراقه.هو أبو العبد الشيخ مروان الحمود،  صاحب الموقف حين تعز المواقف ويعز الرجال، فما هانت نفسه الحرة أمام المغريات، ولا سعى يوماً إلا إلى كل ما هو جميل وطيب ونبيل في حياة الوطن وإنسان الوطن .

رحل شيخ مشايخ البلقاء وزعيمها وكبيرها الشيخ مروان الحمود ، وترك لأهله وللسلط، مدينته ومسقط رأسه، ولنا وللوطن كله، إرثاً طيباً يداوي أسانا على فراقه، وذاك هو شأن الكبار في كل زمان ومكان. فلتقر عيناً الشيخ أبا العبد ، إذ لك في كل النفوس محبة تبدأ ولا تنتهي. وعزاؤنا وعزاء الأردن والبلقاء والسلط وعشيرة العربيات فيك، أنك عشت شهماً ورحلت شهماً. فإلى جنات عرضها السماوات والأرض يا شيخنا وكبيرنا وزعيمنا بإذن واحد أحد.
والمجد للأردن العزيز بقيادته الهاشمية الكريمة. والمجد لكل من أعطوا ومضوا، كراماً أنقياء طاهرين. ومؤكد أنك، فقيدنا الكبير ، في مقدمة الصفوف منهم في هذا الوطن الكبير .
انكسر بيت من بيوت القصيد
وانغمد سيف من سيوف الاصيل
والله انه راح من شمر فقيد
والله انه طاح من شمر عقال
مير شمر كل ماتنقص تزيد
وعزومها اقوى من عزوم الجبال
الله يرحمك ويجعل مثواك الجنه يا رب
تذكير ودعوة عامة :
الي جميع أبناء وبنات الوطن عامة ومحافظة البلقاء خاصة ندعوكم لحضور تأبين المرحوم الشيخ مروان عبد الحليم النمر الحمود الدعوه عامه نفتخر ونعتز بوجودكم جميعا والذي سيقام يوم الاثنين الموافق ١٢_٩_٢٠٢٢
 في قاعة الارينا//جامعة عمان الاهليه .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى