مقالات

(جمعة مباركة)

التاج الاخباري- رانيا ابو عليان – تجمعنا بالجمعة ذكريات وذكريات…حنينٌ وحبٌ ورائحة طعام الأمهات…واجتماعٌ للعائلة وأُلفةٌ…وحملات مكثفة “للتعزيل” وشتى أنواع التنظيفات.

…لا زلت أذكر تلك التفاصيل التي كان يحملها لنا يوم الجمعة في بيت عائلتي المٌحبة…”بيت العز”
حين كان صوت أبي يعمُر الحياة…ورائحة طعام أمي التي كانت تُصر على إنجازه يوم الجمعة باكراً لنتناوله بعد صلاة الجمعة مباشرة عالقان بذاكرتي مهما مضى عليَّ من أيامٍ وسنوات.

..لازلت أذكر طابور مطعم الحمص والفلافل الذي كنا نقفه كل صباح لشراء “فطور” الجمعة..وتساؤلاتنا التي كانت تتكرر كل جمعة”لماذا الحمص بالمطعم لونه أبيض وعندما تُحضره والدتي وجدتي بالبيت يكون أصفر اللون؟…للحقيقة فأنا لم أجد إجابة لهذا التساؤل حتى الآن.

….كانت الجمعة في كل مرة تحمل معنا”تغذية راجعة”لكل ما حصل في أسبوعنا..ونقاشاً “أفلاطونياً” يصل بنا “للاشئ” في كثيرٍ من الأحيان .

..في الجُمعة كُنا نلتقي الأحباب..ونغسل ونُرتب الثياب…وننام كثيراً لنُرتب أحلامنا من جديد ما بقيَ منها وما أضحى في عيوننا سراب.

…في الجمعة كان الحوار الأسطوري في كل صبيحة(منسف أم مقلوبة)؟سيكون طعام وجبة الغذاء..لتتطرق أختي بطلب ” الملوخية” فيحتد ذكور عائلتنا بقولهم ” إن طعام الجمعة قد خُلِقَ منسفا”.

…في الجمعة كم وارينا من أحلام وكم ودعنا من تفاصيل، وكم تحطمت قلوبنا ،ونحن نعزو انكسارات روحنا لاكتئاب يوم الجمعة…سامحنا يا يوم الجمعة….لم يكن الإكتئاب ذنبك في يوم من الآيام.. فقد كان نتيجة اجتماعنا مع خيباتنا ومواجهتنا لمواجعنا حين ننفرد بأنفسنا.

..يا أيتها الجمعة الحبيبة…إحملي أمنياتنا إلى السماء وطيري بها…لعلها تكون حقيقة وجبراً…فقلوبنا قد مات بها الشَغَف واستعصت بها الحياة…وباتت كل الأيام كبعضها بلا فرق..وأنا أشتاق ما كان في القلب من “لهفة” حين كُنا صغاراً …نجمع أمنياتنا انتظارا للإجتماعات العائلية و”الأكلات” والعديد من الإمتيازات في ليلة الخميس حين كُنا نقول”ياي بكرة الجمعة”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى