أخبار الأردن

هوية،،،عشر سنوات من التميّز مع العائلة الفلسطينية

التاج الإخباري – مع بداية عام 2021 يكون المشروع الوطني للحفاظ على جذور العائلة الفلسطينية – هوية قد بلغت من العمر 10 سنوات، كانت مليئة بالأفكار والبرامج والمشاريع المتعلقة بالعائلة والبلدة الفلسطينية ما مكّنها من الوصول إلى شريحة واسعة جداً من أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج والتعاون معهم في عملية حفظ الذاكرة الفلسطينية ونقلها من جيل إلى جيل في سبيل خدمة مشروع عودتهم إلى بلداتهم الأصلية في فلسطين والعيش فيها بحرية وكرامة.
لماذا العائلة الفلسطينية؟


كان تخصص المشروع بهذا العنوان – العائلة الفلسطينية – منذ التأسيس انطلاقاً من القناعة بأن المشروع الصهيوني كان يستهدف الإنسان بنفس الدرجة التي استهدف بها الأرض في فلسطين، وروّج لنظرية (أرض بلا شعب) وعمل جاهداً لفرض روايته بأن الفلسطينيين ليسوا أبناء هذه الأرض وأنهم خرجوا منها طوعاً عام 1948.


وفي الوقت ذاته وجدنا أن كثيراً من المشاريع والمؤسسات ركّزت على المدن والقرى بتاريخها وجغرافيتها ولم تتناول مكوّنات الشعب الفلسطيني وتحديداً العائلة الفلسطينية بكثير من الدراسات والتوثيق باستثناء عدد قليل من العائلات التي كان لها الحضور السياسي أو الدور الاقتصادي في البلاد.. فقامت فكرة مشروع (هوية) للعناية بتوثيق تاريخ كل عائلة فلسطينية وتثبيت حقها في موطنها فلسطين.


الأهداف المرجوّة
لم يكن الهدف من العمل في مشروع (هوية) مجرّد التوثيق والتحوّل إلى أرشيف يشبه الكثير من الأرشيفات المتوفرة لدى الدول والمنظّمات ولكن المشروع أراد أن تتم الاستفادة من هذا التوثيق لتحقيق عدة أهداف كان أبرزها توفير رواية متكاملة مدعومة بالشواهد والوثائق لكل فرد فلسطيني للمطالبة بحقه في فلسطين. فالذاكرة الشفوية، وشجرة العائلة، والصورة والوثيقة كلها أدوات لخدمة الرواية الفلسطينية التي يحملها أي فرد أو أي عائلة.

كما سعت (هوية) من خلال نشاطها وفعالياتها لتعزيز التواصل والتلاحم بين أفراد العائلة الواحدة وبين عائلات البلدة الواحدة بصور وطرق متعددة، كما أرادت في كثير من المشاريع أن ينخرط الشباب في هذا المشروع لأنه المستهدف الأساس من هذا العمل.


برامجنا:
برنامج الذاكرة الشفوية:
وهو برنامج يقوم على تسجيل روايات شهود النكبة بالصوت والصورة حرصاً على نقل الرواية إلى الأبناء والأحفاد بما فيها من معلومات مصحوبة بمشاعر الحنين والانتماء لأنها تورّث من جيل إلى جيل. وقد وثقت هوية قرابة 1000 مقابلة معظمها من سوريا ولبنان والأردن، بالإضافة إلى بعض المقابلات من أماكن أخرى.

جمع شجرة العائلة الفلسطينية:
وهو من أبرز المجالات التي تخصصت فيها (هوية) فبذلت جهداً في بداية الأمر على جمع ما هو موجود في المراجع القديمة والمواقع العائلية، ثم انطلقت للعمل الميداني والالكتروني مع العائلات بشكل مباشر حتى جمعت أكثر من 6 آلاف شجرة عائلة منتشرة في القارات الخمس.


بنك الصور:
وهو برنامج يقوم على جمع الصور القديمة والحديثة للبلدات والعائلات الفلسطينية وقد تجاوز عدد الصور المضافة لموقع هوية 27 ألف صورة، 21 ألف منها تتناول العائلات والأفراد و6 آلاف صورة للمدن والقرى الفلسطينية. وكان تركيز أساسي على صور من ولدوا في فلسطين قبل النكبة حتى لا يكون الجيل الذي شهد النكبة مجرد أرقام بل أشخاص معروفون بأسمائهم وصورهم.


الدورات التدريبية:
وهو برنامج يستهدف فئة الشباب بالدرجة الأولى، ويقدم دورات تدريبية سريعة على التوثيق للعائلة والبلدة الفلسطينية، ويتضمن تعريفاً بعلم الأنساب وأهميته وضرورة الاستفادة منه في البعد الوطني، وعدداً من قواعد العمل ومصادر المعلومات بالإضافة إلى تدريب عملي على جمع شجرة العائلة وتحليل الوثائق التاريخية. وقد شارك في هذا البرنامج أكثر من 400 شاب وشابة من عدة دول.

الأنشطة والفعاليات التي تنظمها أو تشارك بها (هوية):
ركزت (هوية) في سنوات عملها على تنظيم الفعاليات التي تخدم فكرتها بشكل مباشر فكان التركيز على تنظيم الملتقيات مع جمعيات وروابط القرى بشكل سنوي، كما شاركت في الكثير من المعارض بهدف التعريف بالبلدات الفلسطينية وخاصة القرى المهدمة، وحرصت على أن تفرد مساحة للشباب كي يشاركوا في بناء شجرة عائلتهم بشكل مبسط وسريع.


أما أبرز الفعاليات فكان “يوم القرية الفلسطينية” الذي ينظم سنوياً ليركز على قرية فلسطينية بكل تفاصيلها وسكانها وتراثها ويجمع عائلات البلدة في يوم تراثي طويل، وكان من ضمنها يوم لقرية مجدالكروم، حطين، سحماتا، دلاتة، أم الفرج، ترشيحا، طيطبا ولوبية.

تحديات وفرص أمام المشروع خلال العقد الماضي
كان التحدي الأبرز أمام مشروع (هوية) هو التعاطي مع العائلة الفلسطينية المنتشرة في مساحات جغرافية واسعة ومتباعدة وفي ظروف وبيئات متعددة، ثم جاءت أحداث سوريا التي أدت إلى تهجير عشرات آلاف العائلات الفلسطينية وكانت بمثابة نكبة جديدة أدت إلى مزيد من تشتيت وتفكيك العائلات وتبعها موجة هجرة جديدة لعائلات فلسطينية كثيرة من لبنان، الأمر الذي زاد من صعوبة الإحاطة بملف العائلة الفلسطينية بالعموم.


أما الفرص فكان أهمها ثورة الاتصالات ومواقع التواصل الاجتماعي، فصار لكل بلدة فلسطينية صفحاتها الخاصة على هذه المواقع ولكثير من العائلات صفحاتها ومدوناتها.. وكذلك صار متاحاً التسجيل والتوثيق مع أشخاص عبر القارات وبفضلها صار التعرف على العائلات الفلسطينية التي هاجرت إلى أمريكا اللاتينية مطلع القرن الماضي مثلاً أمراً متاحاً وسهلاً.

الجديد الذي تقدمه (هوية) بمناسبة مرور 10 سنوات:
مع حلول الذكرى السنوية العاشرة أطلقت (هوية) نسختها الجديدة من الموقع الالكتروني، والذي يمكّن المستخدم من الوصول إلى المعلومة بشكل أسهل وأسرع سواء فيما يتعلق بشجرات العائلات أو الصور والأفلام.


أما العلامة الفارقة فكانت إطلاق قسم الوثائق، وهو قسم جديد يتضمن آلاف الوثائق المصنّفة بحسب العائلات والبلدات وتشمل وثائق من مثل وثائق الزواج وبطاقات هوية وطلبات الحصول على الجنسية وأخرى بسجلات المعلمين، وهي وثائق تم جمعها من العائلات أو استخراجها من أرشيفات عدة أفرجت عن بعض ما لديها من وثائق تاريخية.
وهو قسم يتم تحديثه بشكل يومي ليشمل مزيداً من الوثائق.

رؤية مشروع (هوية) للمستقبل
تتطلع (هوية) في المرحلة القادمة إلى زيادة انتشار هذه الفكرة بين أبناء شعبنا الفلسطيني لتشمل الداخل والخارج بكل جغرافيته الواسعة، تحديداً في القارتين الأوروبية والأمريكية ليكون الجميع شريكاً في الحفاظ على هذه الجذور وهذه الهوية.. الأمر الذي يتطلب من هوية تنويع الوسائل وزيادة عدد البرامج واعتماد أكثر من لغة في هذا المشروع.
هذا المسؤولية ننظر إليها كواجب وطني حتى مع تحقيق العودة إن شاء الله، فإن هذه الفكرة يجب أن تكتمل لتكون ذاكرة وأرشيف القضة الفلسطينية.

الـمشـروع الـوطني للـحفـاظ على
جذور العائلة الفلسطينية – هوية
6/1/2021

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى