أخبار الأردن

لقاء حواري حول “دور منتدى الفكر العربي في التضامن العربي منذ نشأته”

 
التاج الإخباري – عقد منتدى الفكر العربي، يوم الأربعاء 22/12/2021 لقاءً حوارياً عبر تقنية الاتصال المرئي ضمن سلسلة أنشطته بمناسبة مئوية الدولة الأردنية حول “دور منتدى الفكر العربي في التضامن العربي منذ نشأته عام 1981 حتى الآن”، وذلك بمناسبة مرور أربعين عاماً على تأسيسه، حاضر فيه كل من أستاذ التاريخ في الجامعة الأردنية وعضو المنتدى د.علي محافظة، والباحث في التاريخ د.غازي اللبابدة، وشارك بالمداخلات في هذا اللقاء الذي أداره الوزير الأسبق والأمين العام للمنتدى د. محمد أبو حمّور، رئيس الوزراء الأسبق وعضو المنتدى الأستاذ طاهر المصري، ونائب رئيس الوزراء سابقاً ورئيس مجلس أمناء جامعة البلقاء التطبيقية وعضو المنتدى د.جواد العناني، ورئيس الجمعية العُمانية للكُتَّاب والأدباء ونائب أمين عام الاتحاد العام للكُتّاب العرب في سورية وعضو المنتدى المهندس سعيد الصقلاوي.

وأوضح المُحاضِر د.علي محافظة أن منتدى الفكر العربي وعلى مدار ثلاثين عاماً عمل على تعزيز التضامن العربي في مختلف المجالات، وذلك من خلال عقده العديد من المؤتمرات والندوات التي شارك فيها المئات من المفكرين والباحثين والخبراء من مختلف الأقطار العربية والعالم .
تناول المتداخلون دور منتدى الفكر العربي في التضامن العربي منذ نشأته، مشيرين إلى دور سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس المنتدى وراعيه في تحقيق أهداف المنتدى في تجسير الفجوة بين المفكرين العرب وصنّاع القرار في الوطن العربي، والربط بين الفكر والمجتمع المدني، ومن خلال الأنشطة المختلفة التي يقوم بها المنتدى.

أكد المتداخلون  ضرورة الالتفات إلى دور المؤسسات الثقافية والفكرية العربية، والقيام بأبحاث ودراسات تتناول ما تقوم به هذه المؤسسات لتحسين الأداء التنموي على المستوى العربي، ومن هذه المؤسسات منتدى الفكر العربي، وذلك لمعرفة كيف أثر المنتدى في القرارات التنموية الاقتصادية والثقافية .
التفاصيل :

قال الأستاذ طاهر المصري : إن منتدى الفكر العربي هو من الأفكار النيرة والرائدة لسمو الأمير الحسن بن طلال، وإن المنتدى قام خلال السنوات الماضية  بدور مهم من خلال أنشطته المختلفة، مؤكداً أهمية ما يطرحه المنتدى من نظريات وبرامج ذات علاقة بالأوضاع العربية المختلفة، بالإضافة إلى اللقاءات والاجتماعات، موضحاً أثر المنتدى على مختلف المستويات الفكرية العربية، ومشيراً إلى أن بعض الأوضاع والظروف العربية تؤثر أحياناً على تنفيذ رؤى وأفكار التنمية، ومن هنا ينبغي العمل على تعزيز المفهوم العربي القومي الشامل، وتعزيز التفاهم والحوار في الإقليم العربي ضمن القواسم المشتركة في الاجتماع والتاريخ والجغرافيا واللغة والثقافة والمصالح الواحدة.

أوضح د.علي محافظة أن منتدى الفكر العربي منذ تأسيسه عام 1981 عمل على تعزيز التضامن العربي بشتى أشكاله من خلال العديد من المؤتمرات والندوات التي شارك فيها المئات من المفكرين والباحثين والخبراء من مختلف الأقطار العربية والعالم، ومنها: ندوة “تجسير الفجوة بين صانعي القرارات والمفكرين العرب” التي عُقدت في عمّان عام 1984، و ندوة “العنف والسياسة في الوطن العربي”، التي عقدت في القاهرة عام 1987، وندوة “آفاق التعاون العربي في التسعينات” التي عقدت في القاهرة عام 1991، وندوة “حل النزاعات العربية بالطرق السلمية” التي عقدت في صنعاء عام 2000، وندوة “الوسطية بين التنظير والتطبيق” التي عقدت في البحرين عام 2005، وندوة “المواطنة في الوطن العربي” في المغرب عام 2010، وندوة “أثر تفكيك الدولة في مجاعات الصومال وغياب الدور العربي” في عمّان عام 2011، وغيرها.

وأشار د.المحافظة إلى أن منتدى الفكر العربي عقد مؤتمرات تناولت قضايا الوطن العربي في قطاعي الشباب والمرأة، ومن هذه المؤتمرات: مؤتمر “الشباب العربي وتحديات المستقبل” الذي عقد في عمّان عام 2005، ومؤتمر “المرأة العربية: آفاق المستقبل” الذي عقد في عمّان عام 2007، والمؤتمر الشبابي “نحو تطوير مؤسسات العمل الشبابي العربي” الذي عقد عمّان عام 2008، ومؤتمر “الشباب وظاهرة العنف” الذي عقد بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية بمصر عام 2012.

وبيّن د.المحافظة أن المنتدى ساهم في نشر مئات من الكتب والدراسات والمقالات من خلال دوريته الفكرية الثقافية “المنتدى”، وكلها تعالج قضايا في عمق الواقع العربي الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والسياسي والتحديات المستقبلية، ومنها مثلاً كتاب “مستقبل المجتمع والدولة في الوطن العربي”، وكتاب “الدولة القطرية وإمكانية قيام دولة الوحدة العربية”، وكتاب “الشباب العربي وتحديات المستقبل”، وكتاب “المجتمع المدني والتحول الديمقراطي في الوطن العربي”، وكتاب “الحداثة والحرية” للمفكر والمؤرخ التونسي عضو المنتدى د. الحبيب الجنحاني.

وأشار د.جواد العناني من جهته إلى  ضرورة قياس الجهد الفكري للمنتدى ومدى تأثيره في الساحة العربية، مبيناً أن دور المنتدى الأساسي يقوم على تجسير الفجوة بين المفكرين وصنّاع القرار، وأنه أصدر عدداً من الدراسات الفكرية الاقتصادية والسياسات التنموية بناءً على التطورات التي جرت في المنطقة العربية، مؤكداً أن أثره لا يقتصر على إصداراته المتنوعة بل يتعدى ذلك من خلال أعضائه والباحثين الذين يتبنون أفكاره ويعيدون نشرها، مما وسع نطاق تأثيره، موضحاً أن المنتدى ومن خلال أنشطته المتواصلة كان له الأثر الكبير والمهم في صناعة القرارات، ومؤكداً ضرورة عمل دراسات معمقة حول تأثير أعمال المنتدى ونتائجها في الجوانب الاقتصادية والثقافية للاستفادة من نتائج القياس في تحسين الأداء ومعرفة تأثيره في مختلف القطاعات.

وبدوره قال د.محمد أبو حمّور: إن منتدى الفكر العربي يعد من أنشط المؤسسات الثقافية والفكرية العربية التي عملت على تعزيز العلاقات والحوارات العربية – العربية، والعربية – العالمية فيما يخدم القضايا الأساسية للوطن العربي، عبر سلاسل من الأنشطة تتضمن المؤتمرات والندوات  والمحاضرات والحوارات واللقاءات التي تتناول موضوعات مختلفة، ومنها ما يتعلق بالشؤون العربية والدولية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والقدس من خلال أنشطة برنامج “القدس في الضمير”، وأنشطة تتعلق بتداعيات ما سمي بالربيع العربي، واللقاءات الحوارية حول الأوراق النقاشية الملكية التي قدمها جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حول التحول الديمقراطي ومستقبل الأردن الديمقراطي، كما أن المنتدى أسهم ويسهم عبر مشروعاته مثل الميثاق الاجتماعي العربي، والميثاق الاقتصادي العربي، والميثاق الثقافي، والمواثيق التي يعد لإنجازها مستقبلاً كالميثاق السياسي والميثاق البيئي، في تشخيص التحديات وإيجاد الحلول للمشكلات الاجتماعية والتنموية، ووسائل صنع المستقبل لأجيال الأمّة، كما عمل على تعزيز مفهوم المواطنة من خلال أنشطة متعددة أبرزها مؤتمر كبير عبر الفضاء الافتراضي برعاية ومشاركة رئيس المنتدى وراعيه صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال بعنوان “المواطنة في المجال العربي : الإشكالية والحل” عُقد بمشاركات واسعة من الدول العربية والمهجر خلال شهر آب (أغسطس) 2020 ، إلى جانب سلسلة من الأنشطة بمناسبة مئوية الدولة الأردنية 1921-2021.

وأشار د.أبو حمّور إلى أن المنتدى يعمل بصورة دائمة على تعزيز شبكة علاقات التعاون والشراكة والتبادل والتنسيق التي تربطه بالعديد من مراكز الدراسات والبحوث والمؤسسات الفكرية والعلمية والجامعات والهيئات ومنظمات المجتمع المدني، على المستويات العربية والإقليمية والدولية، وأنه قد تم خلال السنوات الست الأخيرة إبرام وتجديد ما يزيد على (50) مذكرة تفاهم واتفاقية تشمل مراكز ومؤسسات في مختلف دول العالم، كما عمل على إعداد المواثيق العربية من أجل توحيد الرؤى والمواقف العربية تجاه القضايا الرئيسية التي تهم الوطن العربي.

ومن جانبه، أوضح د.غازي اللبابدة أن منتدى الفكر العربي يعد من أهم مؤسسات العمل العربي المشترك على صعيد الثقافة والفكر، ويقوم بدور مهم في التضامن العربي منذ نشأته عام 1981؛ لوجود عدد كبير من قادة الفكر العربي في البلاد العربية كأعضاء فيه، ويحرص على مشاركة صانعي القرار من مختلف الأقطار العربية في أنشطته الفكرية .

وأشار إلى أن المنتدى بحث في كثير من القضايا الاقتصادية التي شغلت المواطن والرأي العام العربي من خلال الأنشطة المختلفة، التي ركزت على ضرورة العمل العربي المشترك، وكان من أهمها: آفاق التطورات النقدية والدولية والتعاون النقدي العربي خلال الثمانينات، والتكنولوجيا المتقدمة وفرصة العرب الدخول في مضمارها، والأمن الغذائي العربي، والتعاون العربي في مجال العمالة واستخدامها، والأبعاد الاقتصادية والاجتماعية للأزمة اللبنانية، والسياسات البديلة لحماية الأرصدة ومواجهة المديونية، كما بين أن المنتدى عزز الأعمال البحثية والدراسات الاستراتيجية المتعلقة بالاقتصاد ونشر عدداً من المؤلفات منها: إمكانات واستخدامات الشبكة العربية  للاتصالات الفضائية ، واحتياجات الوطن العربي المستقبلية من القوى البشرية.

وقال د.اللبابدة الذي كان أعد رسالة ماجستير حول دور المنتدى في التضامن العربي: إن دور المنتدى زادت أهميته نتيجة تراجع الوضع الاقتصادي العربي خلال العقود الثلاثة الماضية بشكل عام، وتغيّر متطلبات هذه المرحلة بسبب دخول العولمة وتبني اقتصاد السوق، وتحرير الاقتصاد، وتشجيع القطاع الخاص لزيادة القدرة التنافسية في الإنتاج والاستثمار، وقد عمل المنتدى على عقد عدد من الندوات والحوارات الفكرية وورش العمل ذات الطابع الاقتصادي، التي تناولت التعامل مع التحديات الاقتصادية المستقبلية كالعولمة، ومنظمة التجارة الدولية، والثورة المعلوماتية، وثورة الاتصالات ومن أهمها: ندوة آفاق التعاون العربي في التسعينيات، وندوة نحو تأسيس نظام عربي جديد، وندوة القطاع الخاص ومستقبل التعاون العربي المشترك، وندوة أسواق النفط والمال إلى أين؟ ، وندوة تطوير سياسات الطاقة الداخلية وعلاقتها بقطاع المياه في الوطن العربي.

وقال المهندس سعيد الصقلاوي: إن تأسيس منتدى الفكر العربي انبثق من رؤية صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال تجاه التحديات في الوطن العربي وما يجري فيه من أحداث وتغيرات، مشيراً إلى أن المنتدى سلط الضوء على كثير القضايا الهامة من خلال لقاءاته والمؤتمرات والحوارات التي عقدها وشارك فيها عدد كبيرة من صناع القرار والخبراء والمهتمين، مؤكداً أهمية عمل المنتدى في مد جسور قوية وصلبة بينه وبين المؤسسات العربية، من خلال تحويل مخرجات هذه الأنشطة إلى مشروعات يقدمها المنتدى إلى الوطن العربي عن طريق جامعة الدول العربية ومؤسسات العمل العربي المشترك لتستفيد منها الدول في برامجها التنموية ورسم الاستراتيجيات وتحسين أدائها التنموي، كون المنتدى بيت خبرة في المجالات التخصصية المختلفة التي تسهم في التنمية العربية.
 
يمكن متابعة التسجيل الكامل لوقائع هذا اللقاء بالصوت والصورة من خلال الموقع الإلكتروني لمنتدى الفكر العربي www.atf.org.jo  وقناة المنتدى على منصة  YouTube .
 
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى