خبير عسكري لـ”التاج”: نحن أمام سيناريوهات حساسة ستتضح ملامحها خلال الأيام القادمة

خبير عسكري: وجود صلات ما بين الخلية وجماعة الإخوان المسلمين مع احتمالات لتورط جهات في لبنان
خبير عسكري: المؤشرات توحي بوجود خلايا أخرى قيد المتابعة وقد يتم الكشف عنها في الوقت المناسب
التاج الإخباري – غادة الخولي
أكد الخبير العسكري، العميد الركن المتقاعد أيمن الروسان، أن الخلية الإرهابية التي جرى إحباط مخططها مؤخراً، كانت تشكل تهديداً حقيقياً وخطيراً للأمن الوطني الأردني، نظراً لحجمها ونوعية عناصرها المدربة والأيديولوجيا المتشددة التي يتبنونها.
وأشار الروسان في حديث خاص لـ”التاج الإخباري”، الأربعاء، إلى أن الخلية ضمت 16 عنصراً من ذوي الخلفيات التقنية المتقدمة، من بينهم مهندسون تلقوا تدريبات متخصصة خارج الأردن، وتحديداً في لبنان، وهو ما يعكس حجم المخطط وتعقيده.
وألمح إلى وجود صلات ما بين الخلية وجماعة الإخوان المسلمين، مع احتمالات لتورط جهات في لبنان مدعومة من دولة إقليمية نافذة.
وبيّن الروسان أن المضبوطات التي وُجدت بحوزة الخلية، بما في ذلك ماكينات خراطة رقمية تعمل ببرامج حاسوبية، تشير إلى وجود نية لتصنيع نماذج متعددة من الأسلحة والصواريخ والطائرات المسيّرة، خاصة وأنه تم التوصل إلى تصنيع صاروخ قصير المدى لا يتجاوز مداه 4 كيلومترات، مما يدل على نية استهداف مواقع داخل المملكة.
ولفت إلى أن وجود عدة ورش تصنيع داخل العاصمة عمان وفي مدينة الزرقاء، بالإضافة إلى موقع تم استئجاره في صحراء الجنوب بهدف التدريب والتخزين والدعم اللوجستي، مما يعزز فرضية وجود تمويل خارجي لهذا المخطط الإرهابي.
ويرى الروسان أن هذا المخطط يُعيد إلى الأذهان ما حاول تنظيم القاعدة تنفيذه في عام 2004 من خلال استئجار مزارع ومخازن لتصنيع واستخدام أسلحة كيميائية، ما يدل على تشابه في النهج وإن اختلفت العناصر.
وأكد أن الأجهزة الأمنية الأردنية، وتحديداً نشامى فرسان الحق، تعاملت مع القضية بحرفية واقتدار، وتم تحويل أعضاء الشبكة إلى القضاء، إلا أن المؤشرات توحي بوجود خلايا أخرى قيد المتابعة، وقد يتم الكشف عنها في الوقت المناسب.
وشدد الروسان على أن الأردن مستهدف من قبل شبكات إرهابية ذات أجندات خارجية متشددة، نتيجة لمواقف المملكة المعتدلة، داعياً الجماعات الإسلامية المعترف بها داخل الأردن إلى توضيح مواقفها من هذه الشبكات، خاصة بعد أن أقر عناصر الخلية بانتمائهم.
ورفض الروسان محاولات المزاودة على موقف الأردن من القضية الفلسطينية من خلال مظاهرات مسيئة لمؤسسات الدولة، مشيراً إلى أن ما يحدث هو تنفيذ لأجندات خارجية تستهدف الأردن وموقفه، لا سيما في ظل محيط إقليمي ملتهب وحدود معرضة لمحاولات تسلل وتهريب سلاح ومخدرات ترتبط بتلك الشبكات الإرهابية.
وحذر الروسان أن القبض على هذه الخلية الإرهابية قد يكون له انعكاسات مقبلة، مؤكداً أننا أمام سيناريوهات حساسة ستتضح ملامحها خلال الأيام القادمة، خاصة فيما يتعلق بجماعات إسلامية تجاوزت الخطوط الحمراء بخطابها التحريضي.