أبو طير: ضرورة التغيير في المطبخ السياسي الأردني لمواجهة التحديات المقبلة

التاج الاخباري– أكد الكاتب الصحفي ماهر أبو طير أن الحرب على قطاع غزة ليست موجهة ضد حركة حماس فقط، وإنما هي حرب على الشعب الفلسطيني، حيث يتم استغلال أحداث 7 أكتوبر كمبرر لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم.
وأضاف، خلال حديث تلفزيوني، الأحد، أن هناك مشروعًا إسرائيليًا واسع النطاق يهدف إلى التخلص من نحو 7 ملايين فلسطيني يعيشون في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة وأراضي الـ48، والعمل على تهجيرهم إلى الدول المجاورة، بما فيها الأردن وسوريا ولبنان ومصر.
وأشار أبو طير إلى أن الحديث عن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة ليس سوى وهم غير واقعي، حيث يستحيل قبول الغزيين بالتهجير تحت ذريعة إعادة الإعمار. وأوضح أن من يغادر غزة يخرج للعلاج أو الدراسة ثم يعود إلى أرضه، مما يؤكد رفض السكان لمخططات التهجير.
كما أوضح أن إدارة ترامب تسعى من خلال هذا الطرح إلى إيجاد حل للوضع الحالي في الشرق الأوسط، وتحديدًا في الأراضي الفلسطينية.
محليًا، شدد أبو طير على أن الأردن يمتلك حلولًا متعددة لمواجهة وقف المساعدات الأميركية، مؤكدًا أن هذه المساعدات لا تشكل تأثيرًا كبيرًا على الموازنة الأردنية، حيث إنها مصلحة أميركية بالدرجة الأولى قبل أن تكون مصلحة أردنية.
وأشار إلى أن الأردن يتجه نحو سياسة جديدة خلال الفترة المقبلة، تقوم على استعادة زمام الأمور داخليًا دون عزل الأطراف العربية، إلى جانب إعادة التموضع إقليميًا عبر إدارة المواقف السياسية والعلاقات الثنائية بمرونة أكبر.
وصف أبو طير تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن تهجير الفلسطينيين إلى المملكة العربية السعودية بأنها “تحرش سياسي”، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تطرح سيناريوهات تهجير قصوى بهدف إثارة الفوضى والهلع في المنطقة، ومن ثم التفاوض على حلول وسطية بدرجة أقل من التهجير.
وأكد أن إسرائيل تسعى إلى تكريس الفلسطينيين في مناطق معينة داخل الضفة الغربية، تمهيدًا لنقلهم لاحقًا إلى مناطق أخرى، من بينها الأردن، وهو مشروع غير قابل للتنفيذ.
وشدد أبو طير على أن الأردن بحاجة إلى المساعدات، لكنه يمتلك أكثر من 7 سيناريوهات لمواجهة أي تعليق أو قطع للمساعدات الخارجية. وأوضح أن تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تشير إلى أنه يريد تعويض المساعدات السابقة وليس تقديم مساعدات جديدة.
وفي ختام حديثه، طالب أبو طير بضرورة إجراء تغيير شامل في المطبخ السياسي الأردني، مشددًا على أهمية إعادة النظر في الأدوات السياسية الحالية لمواجهة المرحلة المقبلة، والتي ستشهد تحديات كبيرة تتطلب تكاتفًا سياسيًا، واجتماعيًا، واقتصاديًا لمواجهتها بفاعلية.المملكة