الخزاعلة يكتب: ذكرى رحيل سيد الرجال ووالد الأردنيين الملك الحسين بن طلال

التاج الاخباري- الرئيس التنفيذي لمجموعة التاج للإعلام والانتاج م. نضال الخزاعلة
في مثل هذا اليوم، رحل عنّا قائد حكيم، ووالد عظيم لجميع الأردنيين، هو ملك القلوب الراحل الحسين بن طلال، طيب الله ثراه.
حيث سجل التاريخ في السابع من فبراير 1999 رحيل ملك حمل على عاتقه مسؤولية بناء الأردن، وجعل من قيادته نبراسا للأجيال القادمة، رحل أب الأردنيين لكن إرثه العميق وأثره الكبير في حياتهم لا يزال ينبض في قلوبهم، ويعيش في كل زاوية من هذا الوطن الذي بناه بسواعده وأحلامه.
كان الملك الحسين، رحمه الله، قائدا فذًّا أرسى دعائم التحديث والبناء في الأردن، مؤمنا بأن النهضة لا تتحقق إلا بتكاتف الجهود والتخطيط بعيد المدى، وفي عهده، شهد الأردن نهضة شاملة في مختلف المجالات: السياسة، الاقتصاد، التعليم، والصحة، وقد قاد البلاد بحكمة بالغة، في زمن عصيب مليء بالتحديات، واستطاع بحنكة أن يضمن استقرار الوطن ويحفظ عزته وكرامته في محيطه الإقليمي والدولي.
وفي عهد الحسين الراحل، شهد الأردن تقدما وازدهارا على الصعيدين الداخلي والخارجي، وكان الراحل الكبير يضع دوماً مصلحة الوطن والمواطن في قمة أولوياته، وفي المجال السياسي، شجّع على الإصلاحات الديمقراطية، وعمل على بناء مؤسسات وطنية قوية، كما سعى لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، وكان له دور حيوي في التوسط بين الدول والشعوب المختلفة لإحلال السلام.
وعلى المستوى الاقتصادي، عمل الراحل على تطوير بنية الاقتصاد الأردني، من خلال إطلاق مشروعات تنموية طموحة، وزيادة الاستثمارات في القطاعات الحيوية، مما جعل الأردن واحدا من أبرز نماذج الاستقرار الاقتصادي في المنطقة.
كان الملك الحسين أكثر من مجرد قائد سياسي بالنسبة للشعب الأردني؛ فقد كان أبا لكل أردني وأردنية، ورحيله ترك فراغا عاطفيا كبيرا في قلوب شعبه، لأنهم فقدوا رمزا للحنان والرعاية والعدالة، وكان الراحل الكبير في نظر الأردنيين رمزا للوحدة الوطنية، ورمزا للوطن الذي ضحى من أجله بكل غالٍ ونفيس.
إن كل أردني وأردنية يشعرون بأنهم فقدوا أبا رحل عنهم، ولكنه ترك لهم القدوة، وترك للأجيال القادمة الإرث الذي لا يمكن أن يُمحى من الذاكرة، ورغم أن الفقد كان مؤلما، إلا أن الأمل ظل قائما، لأن جلالة الملك عبدالله الثاني على العهد ليكمل المسيرة، ويخطو بخطى ثابتة على درب الهاشميين في تحقيق مزيد من التقدم والازدهار، فقد أخذ جلالة الملك عبدالله الثاني على عاتقه مسؤولية القيادة بحكمة وحنكة، متمسكا بالقيم التي زرعها والده الراحل في قلب كل أردني، متبعًا نهج والده الحسين في الحفاظ على مكانة الأردن في محيطه الإقليمي والعالمي.
إن ذكرى رحيل الملك الحسين، رحمه الله، ليست مجرد ذكرى لفقدان قائد عظيم، بل هي مناسبة لتجديد العهد والوفاء لهذه المسيرة التي تستمر بأيدٍ أمينة، إن كل أردني وأردنية يعلمون أن رحيل الملك الحسين لم يكن نهاية، بل بداية فصل جديد من تاريخ الأردن الذي يقوده الملك عبدالله الثاني بكل عزم وإرادة، على نفس درب الهاشميين الذي رسمه الراحل الكبير.