أخبار الأردنمقالات

الخزاعلة يكتب: قائد عظيم وشعب معطاء.. تاريخ يسطّره الفخر للأردنيين

التاج الاخباري- بقلم الرئيس التنفيذي لمجموعة التاج م. نضال الخزاعلة

لطالما كانت علاقة الأردن بفلسطين ليست مجرد علاقة جوار جغرافي، بل هي علاقة دم وأخوة متجذرة في التاريخ، وعلاقة تحمل أسمى معاني الوفاء والالتزام، وعلاقة ضاربة في عمق القلوب والعقول، تشهد على وحدة المصير التي تجمع الشعبين الشقيقين.

ومنذ أن حمل الهاشميون أمانة حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، كانوا دوما السند القوي والمدافع الأمين عن القضية الفلسطينية، حاملين راية الحق في وجه الظلم، وفي ظل هذه العلاقة الأخوية العميقة، يأتي جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ليكمل مسيرة الهاشميين المشرّفة، مقدما دعمه المطلق للشعب الفلسطيني في أصعب الظروف وأحلك الأوقات، ولقد أثبت جلالته مرارا وتكرارا أنه قائد بحجم التحديات، يقف إلى جانب أشقائه الفلسطينيين كأخ وقائد وصديق، لا يدخر جهدا ولا وسيلة لدعمهم في مواجهة الاحتلال والعدوان دون كلل أو ملل.

ومن أبهى صور هذا الدعم هو إطلاق، اليوم، جسر جوي إنساني على مدى ثمانية أيام بمعدل 16 رحلة يوميا، لنقل المساعدات إلى قطاع غزة المنكوب الذي يعيش كارثة إنسانية نتيجة العدوان المستمر، هذا الجهد الجبار يعكس التزام الأردن الراسخ بقيادة جلالة الملك في الوقوف إلى جانب أهل غزة، وتقديم كل ما يمكن لتخفيف معاناتهم.

إن هذا الموقف ليس غريبا على الأردن، فقد كانت القوات المسلحة الأردنية، بقيادة سيدنا، منذ بداية العدوان، رمزا للشجاعة والإقدام، تخترق السماء التي تحفها المخاطر لتحمل المساعدات الإنسانية لأهلنا في غزة، هذه الجهود تُظهر بوضوح الإيمان الأردني بأن العطاء هو السبيل لمواجهة المحن، وأن التضامن العربي هو رسالة سامية لا يفرّط بها الأردن أبدا.

نفخر كل وقت بقائدنا، الذي يُجسد بإنسانيته وشجاعته القيم الهاشمية الأصيلة، ونفخر بشعبنا الأردني الأبي، الذي لم يتأخر يوما عن مساندة أشقائه الفلسطينيين، ونفخر أيضا بقواتنا المسلحة الباسلة، التي تُسطّر ملاحم العطاء والتضحية، وتُظهر أن الجيش الأردني ليس فقط حاميا للأرض، بل حاميا للكرامة العربية والإنسانية.

إن الجسر الجوي الذي أُطلق اليوم بتوجيهات جلالة الملك يحمل رسالة واحدة وهي أن الأردن سيبقى دائما المدافع عن الفلسطينين، ويبقى الحضن الدافئ والسند القوي لفلسطين وأهلها، وأن روابط الأخوة والتاريخ والمصير المشترك ستظل أقوى من أي تحديات أو ظروف، فلم يتوانى جلالته بأي لقاء أو مؤتمر الا وأكد على حرصه على أن يكون لهم دولتهم وأرضهم ونادى بحقهم.

نرفع رؤوسنا عاليا بجلالة سيدنا وبشعب الأردن العظيم، وبجنودنا الأبطال، ونؤكد أن الأردن سيبقى دائما عنوانا للعطاء والإنسانية، وسندا لفلسطين حتى تتحقق العدالة وينعم أهلنا في غزة وفلسطين بالحرية والكرامة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى