خبير اقتصادي يرجّح استئناف المساعدات الأمريكية للأردن بحجم أكبر

التاج الاخباري – خاص
يرى الخبير الاقتصادي حسام عايش أنه يجب عدم القول إن المساعدات الأمريكية للأردن قد توقفت، لأن الرئيس الأمريكي أصدر أمراً تنفيذيا بتجميد تقديم المساعدات لمدة 90 يوما لمراجعتها وتدقيقها، ومن ثم اتخاذ الإجراءات المتعلقة بكيفية التعامل معها بحسب نوعية تلك المساعدات، وجاء ذلك بسبب مصالح الولايات المتحدة وعلاقاتها مع الدول المختلفة، ولم يكن ذلك القرار خاصا بالمساعدات الأمريكية للأردن فقط.
وأوضح عايش، في حديث لـ “التاج الإخباري” السبت، أن المساعدات الأمريكية للأردن تتضمن مساعدات اقتصادية وعسكرية، وجزءا منها يذهب لسد العجز في الموازنة العامة، وجزءا من تلك المساعدات تديره وكالة التنمية الأمريكية “USAID”.
وأفاد أن هذه المساعدات تشمل تمويل مشتريات وتدريبات عسكرية مختلفة، ما يجعلها ذات مصلحة للولايات المتحدة الأمريكية أيضا.
ويرجح عايش أن المساعدات الأمريكية، التي أقرها الرئيس الأمريكي السابق جون بايدن بقيمة 1.450 مليار دولار سنويًا، ستستمر، مبينا أن ذلك إذا أخذنا بالاعتبار أن المساعدات الأمريكية في عهد الرئيس الأسبق أوباما كانت مليار دولار سنويا، فإن الرئيس ترامب رفعها في ولايته الأولى إلى 1.250 مليار دولار، وزادها الرئيس السابق بايدن إلى 1.450 مليار دولار.
وأشار إلى أن ترامب رفع حجم المساعدات في ولايته الأولى، ما يعني أن إعادة تقييم هذه المساعدات لا تعني بالضرورة وقفها أو تخفيضها، وإنما قد يحدث العكس بزيادة حجمها.
وأضاف عايش أن العبرة تكمن في معرفة الكيفية التي يمكن من خلالها تقييم إجراءات ترامب في هذا المجال، وهي المصالح والسياسات الأمريكية في المنطقة والعالم.
ويرى عايش أن إدارة ترامب الجديدة معنية مباشرة بأحداث الشرق الأوسط واستقرار المنطقة، لتصريحه بأنه يريد إنهاء الحروب وإحلال السلام، منوها أن دور الأردن يعتبر مهنيا ومحوريا، ويكاد يكون دورا أساسيا فيما يتعلق بإعادة ترتيب الجوانب الجيوسياسية والجغرافية الأمنية المرتبطة بقضية السلام في المنطقة.
وأكد عايش أنه بالنظر إلى القراءات عبر السنوات الماضية، فإنه يرجح استمرار هذه المساعدات بالطريقة التي تم التعامل بها عبر الإدارات الأمريكية المختلفة.
وأضاف أن الحديث عن مساعدات تقترب من مليار إلى مليار ونصف دولار سنويا، وهو ثاني أعلى حجم مساعدات تتلقاها دولة في العالم، يعتبر دعما جوهريا للأردن، موضحا أنه هذه المساعدات تغطي جزءا من الموازنة العامة، مما يمكّن الحكومة من الوفاء بالتزاماتها الخدمية والاستثمارية، وتمويل مشاريع مثل الناقل الوطني، والسكة الحديدية، أو مشاريع الطاقة.
“كما تسهم في دعم الشباب والمرأة، والحد من البطالة، وتعزيز قطاعات الصحة والتعليم والبنية التحتية، وتجويد الأدوات والسياسات وتطويرها، والإنفاق على مشاريع تمس البيئات المحلية مباشرة”، وفق عايش.
وأشار إلى أن تلك المساعدات كانت تُصرف أيضًا على اللاجئين السوريين في الأردن، مؤكدا أن هذه المساعدات تُعد رافدًا مهمًا للأردن.
كما لفت عايش إلى أن الولايات المتحدة تقدّر دور الأردن ومساهمته في المنطقة، وأن الأردن يبقى له الأولوية في استمرار هذه المساعدات.