انطلاق الحملة الوطنية السنوية لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات
التاج الإخباري – برعاية سمو الأميرة بسمة بنت طلال، رئيسة اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة، أطلقت، اليوم الإثنين، فعاليات الحملة الوطنية السنوية لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات حملة الـ”16 يوم” تحت شعار: “معًا للحدّ من العنف ضد النساء والفتيات في السلم والحرب”.
وقالت سموها، في كلمة مسجلة بالجلسة الافتتاحية لفعالية الإطلاق، إن حملة الـ”16 يوم” الدولية السنوية، والتي تتزامن هذا العام مع مرور 30 عامًا على إعلان ومنهاج عمل بيجين التاريخي، تدعونا كمجتمع دولي لاستعراض وتقييم ما تم إحرازه في إطار الجهود المبذولة للقضاء على العنف ضد النساء والفتيات.
وأكدت سموها، أن العنف ضد النساء والفتيات يعد من أكثر أنواع الانتهاكات لحقوق الإنسان وأ كثرها انتشارا، إذ بلغ عدد النساء اللواتي تعرضن للعنف حول العالم نحو 763 مليون امرأة؛ ما يعني أن واحدة من بين كل 3 نساء في العالم تعرضت لشكل من أشكال العنف في حياتها.
وقالت سموها، إن النساء والفتيات ما زلنّ الأكثر تعرضا للعنف في الحروب والنزاعات، مشيرة في هذا الإطار الى ما تواجهه المرأة في قطاع غزة من معاناة جرّاء التدمير والتهجير القسري والتجويع وفقدان لأفراد أسرتها، وانعدام الخدمات الصحية.
ولفتت سموها، إلى أن العديد من النساء في الأردن ما زلن غير قادرات على الخروج من دائرة العنف الأسري، مشيرة إلى تسجيل 19 ألف حالة العام الماضي تعرضت لأشكال من العنف الجسدي والنفسي والإهمال.
ودعت سموها، إلى تظافر الجهود العالمية لإنهاء العنف ضد المرأة في إطار الالتزام بتحقيق أهداف التنمية المستدامة بحلول العام 2030، باتباع استراتيجيات تدمج بين النهج الحكومي والمجتمعي الشامل وتحسين فرص وصول النساء المعنفات إلى العدالة والإنصاف، وتوفير الخدمات اللازمة والدعم النفسي للناجيات من العنف.
وأشادت سموها، بجهود المؤسسات الرسمية ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص في المملكة والجهات الداعمة لمناهضة العنف ضد النساء والفتيات وتمكينها، وصولا إلى عالم يسوده الأمن والحماية والعدالة للمرأة.
من جهتها، استعرضت وزيرة التنمية الاجتماعية، رئيسة اللجنة الوزارية لتمكين المرأة، وفاء بني مصطفى، الجهود الحكومية وجهود الوزارة، لا سيما في مجال مناهضة العنف ضد النساء والفتيات على المستوى الوطني، بالتعاون مع الشركاء كافة، على مستوى التشريعات والسياسات والإجراءات والتدخّلات للوقاية والحماية من العنف.
وأكدت بني مصطفى، أن الأردن حقق العديد من الإنجازات على مدار الثلاثين عاما الماضية في مجال تقديم خدمات الحماية والوقاية من العنف في مختلف المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وفي الفضاء العام.
وقالت إن العنف بمختلف أشكاله ضد النساء والفتيات لا يمكن تبريره أو التسامح معه، داعية لمواصلة الجهود الوطنية والدولية للحدّ منه والقضاء عليه؛ وحماية وحماية النساء والأطفال في غزة والضفة الغربية ولبنان، اذ تتعرض النساء لأقسى أشكال العنف والقتل والإبادة الجماعية.
بدورها، أكدت الأمينة العامة للجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة، المهندسة مها علي، أهمية الإنجازات النوعية التي حققتها المرأة الأردنية بدعم ورعاية ملكية سامية في مختلف المجالات، لاسيما في التعليم والمعرفة والعمل والمشاركة في الحياة العامة والسياسية والاقتصادية والاجتماعية، في ظل تطوّر المنظومة التشريعية والسياسات والتدابير الداعمة لها ولحقوقها وحمايتها من العنف.
ولفتت إلى العديد من التحديات التي يجب معالجتها في سبيل تعزيز دور المرأة وحماية حقوقها التي كفلها الدستور، وتمكينها وزيادة مشاركتها في المجالات كافة، وحمايتها من مختلف اشكال العنف؛ وصولا إلى إطلاق طاقات وامكانات النساء وتعزيز مساهمتهن بشكل فاعل في التنمية الوطنية.
وقالت علي، إن التحضيرات الوطنية للإعداد للحملة، تمت بالتنسيق مع الفريق الوطني لحماية الأسرة من العنف، وأعضاء شبكة مناهضة العنف ضد المرأة “شمعة”، تشمل تنفيذ عدد من الفعاليات بالتعاون مع مؤسسات مجتمع مدني محلية وبدعم من هيئة الأمم المتحدة للمرأة، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، ومشروع توازن التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية في الأردن، ومنظمة العمل الدولية، ومنظمة بلان انترناشونال، والوكالة الألمانية للتعاون الدولي.
ويشمل برنامج الحملة عددا من الفعاليات الرئيسية والأنشطة، يتناول كل منها شكلا من أشكال العنف الرقمي، والاقتصادي والسياسي والأسري، وأجندة المرأة والسلام والأمن؛ بهدف رفع الوعي وكسب التأييد المجتمعي لرفض العنف ضد المرأة، وتسليط الضوء على الإجراءات المُنجزة وطنيا فيما يخص الحدّ من العنف بكل أشكاله، والتطلعات المستقبلية، وإلقاء الضوء كذلك على العنف الممارس على المرأة في الحروب والنزاعات المسلحة، لاسيما في غزة ولبنان، وجهود الأردن في تلبية النداء الإنساني وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق، والوقوف إلى جانب الأشقاء في لبنان.
وقالت المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في الأردن، شيري ريتسيما- أندرسون، إن القضاء على العنف المبني على النوع الاجتماعي، يتطلب عملاً جماعياً، مؤكدة التزام الأمم المتحدة في الأردن بمواصلة عملها مع الحكومة الأردنية والمجتمع المدني والشركاء؛ لتعزيز تدابير الوقاية والاستجابة التي تركّز على الناجيات، وضمان عدم ترك أي امرأة أو فتاة خلف الركب.
وأشادت أندرسون، بالشراكة بين هيئة الأمم المتحدة للمرأة والمؤسسات الأردنية، في العمل نحو مستقبل خالٍ من العنف القائم على النوع الاجتماعي.
وعرض الممثل القطري للأمم المتحدة للمرأة في الأردن، نيكولاس بورنيات، ورقة حول “بيجين +30” والقضاء على العنف المبني على النوع الإجتماعي.
واشتمل حفل الإطلاق على معرض للجهود الوطنية في الوقاية والحماية من العنف، بتنظيم من اللجنة الوطنية الأردنية لشؤون المرأة وهيئة الأمم المتحدة للمرأة، بمشاركة المؤسسات الأعضاء في الفريق الوطني لحماية الأسرة من العنف، ومؤسسات المجتمع المدني من شبكة “شمعة” من مختلف المحافظات للتعريف بالجهود والخدمات التي تُقدّم في مجال الوقاية من العنف والاستجابة له.
كما تم استعراض عمل منصة “إعرفي أكثر عن الوقاية والحماية من العنف”، التي أطلقتها اللجنة الوطنية لشؤون المرأة ومنظمة بلان إنترناشونال.
وتشمل فعاليات الحملة، إطلاق نتائج دراسة لصندوق الأمم المتحدة للسكان والمجلس الوطني لشؤون الأسرة، بعنوان “رحلات لا نراها: العقبات والتحديات التي تحدّ من وصول الناجيات إلى خدمات الحماية من العنف المبني على النوع الاجتماعي”.
كما تشمل عددًا من النشاطات التي ستناقش موضوعات تتعلق بالجهود الأردنية في دعم صمود النساء في النزاعات المُسلّحة والحروب، ودعم التغيير: مجابهة العنف الرقمي من خلال الاستراتيجيات والقوانين ومؤسسات المجتمع المدني، والعنف الانتخابي والتحديات التي تواجه المرأة في العمل العام، والعنف الإقتصادي ضد المرأة في الأردن: التحديات والحلول، وتأثير العنف الاقتصادي على المشاركة الاقتصادية للمرأة: القطاع العام والخاص والجانب النفسي”.
يشار إلى أن حملة الـ”16 يوم” لمناهضة العنف القائم على أساس الجنس، هي حملة عالمية تعقد كل سنة من 25 تشرين الثاني، “اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة” وتستمر لغاية 10 كانون الأول بالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان.